أكد الأكاديمي السعودي بالخارج عبدالله العودة، كبير باحثين بجامعة جوجتاون الأمريكية، ونجل الداعية البارز المعتقل “سلمان العودة”، أن ما حدث في السعودية خلال عامين من تولية “ابن سلمان” لولاية العهد عكس ما وعد به في أول ولاية عهده.
وقال “عبدالله” في تصريحات لشبكة “الجزيرة”: “كان الوعد هو إصلاح النسيج الاجتماعي في المملكة العربية السعودية ، وكان تنويع الاقتصاد السعودي وتشجيع الإسلام المعتدل”، مضيفًا أن “ما تم فعله هو في الواقع عكس كل هذه الجوانب الثلاثة المختلفة”.
وشكك “عبدالله” في ما يسميه “الإصلاحات السطحية” التي أجراها “ابن سلمان” في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك رفع الحظر المفروض على قيادة النساء، لأن هذا قد حدث في خضم الحقوق والحريات الأساسية الأخرى التي تم أخذها بعيدًا عن مسارها.
وأكد نجل “العودة” أن الإصلاحات هذه تشبه “حملة العلاقات العامة” لصالح “ابن سلمان” في الغرب الذين لا يعرفون ديناميات المجتمع السعودي.
وقال “عبدالله”: “انظروا إلى الليبراليين، والحركات النسوية، والشيعة، والسنة، والإسلاميين، والنساء المختلفات، والرجال، قادة كل هذه الشرائح من المجتمع السعودي جميعهم إما تعرضوا للسجن أوالسكوت أوالترهيب أوالتهديد بطريقة أو أخرى، حتى زعماء القبائل في المملكة العربية السعودية، وحتى عائلته”.
ووصف الأكاديمي السعودي مقتل خاشقجي بأنه “مروع”، لكنه قال إنه كان “دعوة للاستيقاظ” للجمهور السعودي والمجتمع الدولي والإعلام العالمي.
وأضاف “عبدالله” أن “قضية خاشقجي تمثل في الواقع قضايا حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية … نفس العقول التي عالجت قضية جمال خاشقجي بوحشية، بقتل شنيع، ما زالت تعذب المدافعات عن حقوق الإنسان والنسويات والمسلمات المعتدلات”.
وأبدى “عبدالله” تخوفه على مستقبل بلاده، حيث تم تمكين الأصوات المتطرفة بينما يتم استهداف أو تعذيب أو قتل أولئك الذين يسعون لدعم الحقوق والحريات الأساسية.
ووجه نجل “العودة” في ختام تصريحاته رسالة للغرب، قال فيها: “إذا كنت ترغب في إقامة تحالف حقيقي بين الغرب والمملكة العربية السعودية، وإذا كنت تريد التأكد من أن لديك علاقة مستقرة، وإذا كنت تريد أن يكون لديك تحالف طويل الأجل، فعليك أن تنشئ ذلك مع الشعب السعودي الذي سوف يكون هناك إلى الأبد، فالسعودية ليست “ابن سلمان”، ولا العائلة المالكة”.