قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير نشرته الإثنين، إن السعودية تجري محادثات جادة مع إسرائيل لبناء علاقات تجارية وخلق ترتيبات أمنية جديدة ؛ نظراً إلى أن المملكة المحافظة تستشعر تحولاً بين شعبها تجاه تأسيس علاقات رسمية مع الدولة ذات الأغلبية اليهودية.
وتوسع المملكة نطاق المحادثات السرية مع قادة إسرائيل، مما قد يعيد تشكيل سياسات الشرق الأوسط ويُنهي عقوداً من العداوة بين البلدين صاحبي النفوذ الأكبر في المنطقة.
الصحيفة لفتت إلى أن السعودية و”إسرائيل”، تحاولان بمساعدة إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، التوصل إلى اتفاق يمكن أن يمنح الطائرات التجارية حقوقا موسعة للطيران من “إسرائيل” فوق السعودية وتمهيد الطريق للمملكة للسيطرة الكاملة على جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر ( تيران وصنافير).
وكانت الجزر، التي تقع في موقع استراتيجي بين خليج العقبة والبحر الأحمر، في قلب شد الحبل الإقليمي لعقود بين إسرائيل والسعودية ومصر وتستضيف حاليا قوة دولية توفر الأمن.
في الوقت نفسه، أتاحت الرياض لمجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين السفر إلى السعودية، في وقت تبحث فيه الدولتان عن تعميق العلاقات الاقتصادية، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على هذه الزيارات.
ووفق الصحيفة فإن السعودية تتخذ هذه الخطوات لأنها ترى أن التأييد يتزايد بين جمهورها للعلاقات مع “إسرائيل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية لا تزال تدعم رسميا إنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل (حل الدولتين)، لكن لم تكن هناك محادثات سلام جادة منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وقد اتخذت إسرائيل خطوات في السنوات الأخيرة قوضت الآمال في قيام دولة فلسطينية.
ولفتت إلى أن مسؤولين سعوديين وإسرائيليين قالوا إن بإمكانهم اتخاذ خطوات تدريجية نحو التطبيع قبل حل النزاع العام، لأن دعم الفلسطينيين لا يتناغم مع الشباب في جميع أنحاء الشرق الأوسط كما كان يفعل من قبل.
ورأت أن خطوة السعودية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ستمنح بشكل فعال معظم الدول العربية والإسلامية الأخرى الضوء الأخضر لتحذو حذوها، مضيفة: “السعودية هي مهد الإسلام، وتشرف على أقدس موقعين في مكة والمدينة”.
ويقول المسؤولون السعوديون والإسرائيليون إن التساؤل المطروح الآن لم يعد يتعلق بما إذا كانت السعودية سوف تقبل بالاعتراف بإسرائيل جارة لها، بل متى سوف تتخذ هذه الخطوة.
إذ قال وزير الخارجية الإسرائيلي “يائير لابيد”: “نعتقد أنه من الممكن أن نحظى بعملية لتطبيع العلاقات مع السعودية. إنه في صالحنا”.