قال مسؤولون أميركيون إنّ الولايات المتحدة تعكف حالياً على صياغة “خريطة طريق” للتطبيع بين السعودية وإسرائيل سيطرحها الرئيس جو بايدن، خلال زيارته لتل أبيب والرياض، منتصف يوليو/تموز المقبل.
ونقل موقع “والاه”، يوم الأربعاء، عن أربعة من كبار الموظفين الأميركيين، ضمن المسؤولين عن إعداد الخريطة، أنّ بايدن سيبحث تطبيق خريطة الطريق المتعلقة بالتطبيع مع المسؤولين السعوديين والإسرائيليين خلال الزيارة، حيث شددوا على أنه من غير المتوقع أن يتم الإعلان عن اتفاق بشأن التطبيع قبل الزيارة.
وتوقع المسؤولون الأميركيون أن توافق السعودية على “تطبيع تدريجي” يتخذ الحكم في الرياض في إطاره قرارات تخدم المصالح الإسرائيلية.
وأضاف المسؤولون أنّ إدارة الرئيس بايدن من خلال الاهتمام ببلورة خريطة الطريق، معنية بأن تواصل نهج إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب القائم على العمل على تطبيع العلاقة بين إسرائيل والدول العربية، وهو النهج الذي أفضى إلى توقيع اتفاقات تطبيع مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب.
من جهتها قالت نائبة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، خلال جلسة استماع برلمانية “نعمل في الكواليس مع بعض الدول الأخرى” غير تلك التي طبّعت علاقاتها مع الدولة العبرية بموجب “اتفاقيات أبراهام” التي رعاها ترامب عام 2020.
وأضافت، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس “أعتقد أنكم سترون أشياء مثيرة للاهتمام خلال زيارة الرئيس” المرتقبة إلى إسرائيل والسعودية حيث من المنتظر أن يشارك بايدن في قمة مجلس التعاون الخليجي في جدة.
وعندما سُئلت عن تفاصيل هذه التطورات المرتقبة، لم تحدد باربرا ليف ما إذا كان الأمر يتعلق باعتراف كامل من دول جديدة بالدولة العبرية أو خطوة أكثر تواضعاً نحو تطبيع العلاقات، كما أنّها لم تكشف عن الدول التي تقصدها، معتبرة أنّ الكشف عن هذه الدول أمر يتعلّق بالرئيس.
وتؤكد إدارة بايدن أنّها تريد توسيع “اتفاقيات أبراهام” التي قادت دولاً عربية إلى الاعتراف بإسرائيل لأول مرة منذ أن اعترفت بها مصر في 1979-80 والأردن في 1994.
وأعلن البيت الأبيض أنّ بايدن سيسافر من إسرائيل إلى جدة في رحلة مباشرة، وهي سابقة اعتُبرت خطوة تاريخية. ويأمل البعض في تحقيق مزيد من التقدم خلال الزيارة الرئاسية.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو، والذي يعمل حالياً باحثاً في مركز “أتلانتيك كاونسل”، إنه يتوقع وضع “خريطة طريق” نحو التطبيع بين السعودية والدولة العبرية.
ولفت مسؤولون إسرائيليون تحدث إليهم “والاه”، إلى أنّه يتوقع على أن تعلن السعودية خلال الزيارة عن السماح للطيران المدني الإسرائيلي المتجه إلى جنوب شرق آسيا بالتحليق في أجوائها، وهو ما سيحسن من ظروف عمل شركات الطيران الإسرائيلية بشكل كبير.
وذكّر الموقع بأنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال في المقابلة التي أجرتها معه مجلة “ذي أتلانتيك”، إنه لا يرى في إسرائيل “دولة عدوا بل حليفا محتملا تربطه بالسعودية مصالح مشتركة كثيرة”.
وأشار الموقع إلى ما كشفه، أواخر مايو الماضي، من أنّ الولايات المتحدة تدير مفاوضات بين السعودية وإسرائيل بشأن الشروط التي تضعها تل أبيب لتسمح بنقل جزيرتي تيران وصنافير إلى سيادة المملكة.
ولفت الموقع إلى أنّ إسرائيل تطالب السعودية بترتيبات أمنية كبيرة وضمنها نزع السلاح من تيران وصنافير والتوسع في أنشطة التطبيع، مقابل سماحها بعدم وجود مراقبين دوليين في الجزيرتين.
ويشار إلى أنّ مسؤولين أميركيين وإسرائيليين توقعوا أن تشهد زيارة بايدن توافقاً على توسيع التعاون الأمني بين إسرائيل من جهة والسعودية ودول عربية أخرى من جهة ثانية.
وقال السفير الأميركي في إسرائيل توماس نايدس، في وقت سابق، إنّ الهدف الرئيس لزيارة بايدن يتمثل في تقوية العلاقة الإسرائيلية السعودية.
ورجحت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن يعلن بايدن خلال زيارته المنطقة عن إطلاق منتدى أمني إقليمي بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة، ويضم السعودية، البحرين، الإمارات، السودان، مصر والأردن.