تزايدت حالات التحرش بشكل كبير في عهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتنتهك حرمة شهر رمضان المبارك، وتدخل مشاهد يرفضها الدين والعادات والتقاليد.
وأثيرت حالة من السخط والغضب بين السعوديين إثر انتشار ثلاثة مقاطع، خلال شهر رمضان، لتعدي شباب على سعوديات على الرغم من ارتدائهن ما يستر جسمهن.
وطالب مغردون سعوديون عبر موقع “تويتر”، بتغليظ العقوبات على المتحرشين لمعاقبتهم وردع غيرهم، وعدم التهاون مع مثل هذه التصرفات المنافية للأخلاق.
ووثق مقطع فيديو عملية تحرش جديدة في مدينة الدمام شرقي السعودية، ضحيتها امرأة ترتدي العباءة السوداء ومنقبة، ما أثار غضباً شديداً بين مواطني المملكة.
وتداول ناشطون المقطع عبر وسم “#تحرش_جنسي_بفتاه_الدمام” والذي تصدر على “تويتر”.
وتظهر في الفيديو امرأة منقبة داخل بقالة، وقد عمد أحد الموجودين في البقالة إلى الالتصاق بجسمها خلال خروجها من المكان، وسط صدمة واضحة بدت عليها من فعلته.
وتسببت هذه الواقعة في غضب المواطنين والمدونين الذين تناقلوا مقطع الفيديو، وطالبوا بالقبض على المتحرش، الذي تظهر ملامح وجهه بوضوح.
وقال زوج السيدة المُتحرش بها إنّ الحادثة وقعت في الساعة العاشرة من مساء يوم الأربعاء الماضي، عندما دخلت زوجته “سوبر ماركت” للتسوّق، وعند خروجها والمرور من أمام الشاب قام بالتحرُّش بها وملامسة أجزاءٍ حسّاسة من جسدها، بحسب صحيفة سبق المحلية.
وأضاف الرجل السعودي: “تقدّمت بشكوى رسمية لدى شرطة جنوب الدمام، وأطالب الجهات المختصة بالقبض على الشخص الذي تحرَّش بزوجتي وتقديمه للقضاء لنيل عقابه على الفعل الذي ارتكبه”.
وعبر الوسم ذاته نشر مغردون مقطعاً لتحرش بسيدة أخرى من قبل “أجانب”، ويظهر تجمهر مجموعة من الشباب حول السيدة التي تحاول التخلص منهم والدفاع عن نفسها، وسط سخرية مصور الفيديو منها.
كما نُشر مقطع ثالث لشخص يتحرش بفتاة وهي داخل سيارتها في منطقة الخبر شرقي المملكة، والتقطت السيدة له الفيديو وهو يظهر من خلف الزجاج.
وأعلنت قوات الأمن القبض عليه بعد أن حاول حلق ذقنه لتغيير شكله، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
ويربط مراقبون مهتمون بالشأن الخليجي ارتفاع حالات التحرش في السعودية بخطط “الانفتاح” التي شهدتها المملكة في أعقاب وصول بن سلمان إلى منصب ولي العهد، منتصف العام 2017.
وكانت شبكة “بلومبيرغ” الأمريكية قالت مؤخراً، إن السعودية قررت اللجوء إلى صناعة الترفيه لتكون بوابة إلى تحسين الوضع الاقتصادي، إلا أنها فجأة سمحت بتصرفات أصبحت دخيلة على المجتمع السعودي وخلفت الكثير من المشاكل.
ورفعت المملكة الحظر عن دُور السينما، وصارت المقاهي تعج بالموسيقى بعد أن كانت تعتبر من الممنوعات، كما فتحت أبوابها لكثير من شركات صناعة الترفيه العالمية، لكنها تعرضت لانتقادات لاذعة تسببت في محاسبة وإقالة مسؤولين.
وعقب حالات التحرش المتتالية، أطلق ناشطون سعوديون العديد من الاستطلاعات حول فرض عقوبات أكبر على المتحرشين أو تأييد التشهير بهم.
وسبق أن نشرت العديد من مقاطع الفيديو الصور لتحرش بسعوديات في عهد بن سلمان، وعلى الرغم من المطالبات الحثيثة والاستياء في المجتمع السعودي من هذه الحالات فإنها حتى الآن تتكرر بشكل لافت ومتسارع.