سلطت وكالة بلومبرج الضوء على المساعي الباكستانية لتخفيف حدة التوترات مع السعودية، بعد انتقاد وزير الخارجية الباكستاني المملكة على خلفية إلغاء الهند الحكم الذاتي الممنوح لإقليم كشمير دون معارضة تذكر من الرياض.

والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الباكستاني “شاه محمود قرشي” بعد إحجام منظمة التعاون الإسلامي، مقرها السعودية، عن عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن كشمير “إذا لم يتمكنوا من عقده فسأكون ملزما بالطلب من رئيس الوزراء عمران خان الدعوة لاجتماع للدول الإسلامية التي لديها استعداد للوقوف معنا في قضية كشمير ودعم الكشميريين المقموعين”.

وعلى إثر ذلك الخلاف، طالبت الرياض إسلام آباد، بسداد مبكر لقرض قيمته 3 مليارات دولار كانت منحته للأخيرة عام 2018؛ لمساعدتها في تجاوز أزمة ميزان المدفوعات.

ويهدد النزاع ميزان المدفوعات الخارجية لباكستان. كما أن البنك المركزي لديه فقط 12.5 مليار دولار، كما اضطرت باكستان إلى تعليق برنامج صندوق النقد الدولي بقيمة 6 مليارات دول، بالتزامن مع مواجهتها للتداعيات الاقتصادية لوباء فيروس كورونا

ولتجاوز تلك الخلافات، والمطالبات السعودية، فمن المقرر أن يزور قائد الجيش الباكستاني “قمر جاويد باجوا” الرياض، نهاية هذا الأسبوع.

واعتبر المحلل “جيمس م. دورسي” هو زميل أوَّل في معهد “س. راجاراتنام للدراسات الدولية” في جامعة نانيانج التقنية في سنغافورة، أنه على الرغم من العلاقات الوثيقة بين الرياض وإسلام آباد فإن التوترات الأخيرة تعكس الإحباط الباكستاني المتواصل بشأن عدم القدرة على مواجهة تحرك رئيس وزراء الهند “ناريندا مودي” بشكل كاف، فيما يتعلق بقراره إلغاء سبعة عقود من الحكم الذاتي لإقليم كشمير.

وأضاف “دورسي”: تحاول دول الخليج تحقيق التوازن في علاقتها، فتلك الدول لديها علاقات مع نيودلهي وهناك استثمارات كبيرة تذهب إلى الهند، كما أن الهنود مشترون مهمون للنفط. وهناك حاجة سعودية لهم لا سيما في ظل البيئة الاقتصادية الحالية، وصدمة أسعار النفط.

وبينما توجد بين إسلام آباد والرياض رابطة دينية، فإن تجارة المملكة مع نيودلهي البالغة 33 مليار دولا تعد 11 مرة ضعف نظيرتها مع باكستان.

والهند هي ثالث أكبر اقتصاد في آسيا وأيضا أحد أكبر مشتريي النفط في العالم، وتعمل شركة النفط السعودية أرامكو على صفقة لشراء حصة بقيمة 15 مليار دولار في شركة ريلانس الهندية.

وخاضت الهند وباكستان ثلاث حروب منذ الاستقلال، من بينهما اثنين للسيطرة على إقليم كشمير الواقع في جبال الهيمالايا، المنقسمة بين البلدين.

وفي تفسير خضوع باكستان لمقتضيات الاعتذار لدولة طالما كانت شريكا وثيقا، نقلت الوكالة قول “برزين واغمار”، عضو مركز دراسات باكستان بجامعة سواس بلندن “ليس في مقدور أو صالح إسلام أباد أن تزعج أقوى حلفائها، السعودية والصين. هذان هما حجر الزاوية في سياستها الخارجية. المصالح هي الأكثر ديمومة على كل المستويات، ليس فقط الاستخباراتية والسياسية، ولكن الاستراتيجية والاقتصادية”.

واستذكر التقرير موقف وزير الإعلام الباكستاني “شبلي فراز”، الذي سبق واعتذر عن أي مساس في العلاقات مع السعودية، بقوله يوم 11 أغسطس/ آب: “لطالما وقفت السعودية إلى جانب باكستان في الأوقات الصعبة. نحن ممتنون لذلك”.