من طيبتنا البالغة نسبة الشرور إلى أشخاص في الحكومة، وهذه النسبة تحمل تبرئة الملك وولي العهد، فمثلاً يعيد كثير من الناس أخطاء حكومة العهد السلماني إلى تركي آل الشيخ وسعود القحطاني باعتبارهما شابَّين بلا تجربة، مع ضعف في الحياء وقلة في التدين، ويزيد بعضهم ما سمعه ممن حولهما أو حول أحدهما باتهامه الصريح بالزندقة.
والتدقيق في هذا الرأي يوضح لنا أن صغر السن وانعدام التجربة ليس خاصًا بهما، بل هي صفة مشتركة مع (مبس)، وأما فساد الخلق والدين فليس مقصورًا عليهما؛ فجزء غير قليل من كبار موظفي الدولة معروفون بمواقفهم السيئة تجاه الدين والأخلاق، وبتصرفاتهم العاهرة وسكرهم المتكرر.
وبما أننا نسمع أن توزير أي موظف يمر عبر فحصه بدقة من جهاز أمن الدولة؛ فمن المؤكد أن الملك وولي عهده يعرفان أخلاق هذين الصبيين وما يشاع عنهما من فجور وخمور، ومع ذلك قرباهما ومكناهما ورضيا بهما ممثلين لسياستهما، بل وصل الحال ببعضهم إلى القول بأن الدولة كلها بيد تركي وسعود؛ حيث يروى عنهما وصفهما لنفسيهما بالرجل الثالث والرابع في الحكومة.
عليه نخلص إلى أن الملك وولي عهده لا يختلفان عن تركي وسعود إن لم يكونا أسوأ، وتاريخ صداقات الملك مع عثمان العمير وعبد الرحمن الراشد معروف ومشتهر، ومن السذاجة رمي الأخطاء على هذين السفيهين المجرمين وترك (مبس) ووالده؛ فهما أولى بالمحاسبة واللوم.