خاص: انذهل شعب الحرمين من أخبار المعاملة القاسية للسجناء التي أدت لضربهم وتكبيلهم وعزلهم، ونتج عنها مرض البعض ونزفه وتغير هيئته وتعثر صحته ودخول المستشفى، وفي حالة خطرة عند البعض.
وانذهل شعب الحرمين من حرمان السجناء من العلاج، حتى وقد شارفوا على الهلاك، أو أصيبوا بألم لا يحتمل، وذهل شعب المروءة من مرويات دقيقة عن أحوال السجناء.
وانصعق شعب الشجاعة من وقائع قتل جمال وتركي وسليمان ومحمد وغيرهم، وهذا غير من خرج مشلولاً أو لا يسمع أو لا يرى أو لا يعي أو ينسى، أو غير ذلك من البلايا.
لكن أكبر خزي وعار أصاب شعب الغيرة والحمية ما تأكد من تعرض السجينات للتحرش والصعق والتعرية والتقبيل والتلفظ بكلام قذر، وفوق ذلك التهديد بالاغتصاب ورمي الجثث في المجاري.
هذه مشاعر نبيلة لكن لا تكفي ولا تفيد، والسؤال المهم: لماذا هذا العنف والتغول من (مبس) وفريقه المراهق الممسك بمفاتيح إدارة الدولة؟!
الجواب واضح؛ يريد (مبس) بتوجيه من (مبز) و(دحلان) أن يصبح وحشًا كاسرًا يفتك بإرادة الشعب ويمحو حميته، ويقضي على ما بقي فيه من رجولة ونخوة، وإن نجح فسيكون الشعب بين يدي (مبس) أهون من دجاج في قفص يؤخذ بيضها وتتساوى الديكة معها، وهي جميعها عرضة للنتف والتعرية والذبح في أي وقت، وفوق ذلك يمكن لصاحبها أن يستمتع بمنظر هروبها وخوفها وأصواتها المفزوعة.
الحل الوحيد كي يرعوي (مبس) أن يسمع زأرة الشعب، فهو والله أجبن من أن يواجه، ولو قيل له من كل منطقة: لا، ومن كل قبيلة: لا، ومن كل فصيل عسكري: لا، ومن كل فئة أو طائفة: لا، لتراجع وربما هرب إلى أبيه يبكي من عنف الشعب..