خاص: تقدم في الحلقة الماضية من هذه السلسلة ما رصدته من ضعف القدرة على القراءة التحليلية لخطابات رموز المعارضة السعودية، بسبب غياب وقوفي على تحرير تلك الرموز للأفكار والمنطلقات الرئيسة التي تحركهم، وبثها بشكل متكامل في فضاءات الإعلام المقروء خاصة.
وإسهاماً مني في ترشيد هذه الظاهرة التي تتزايد مساحتها في المشهد اليوم، وإيماناً بالدور المفترض لهذه المعارضة في الإسهام لتصحيح الأوضاع المؤلمة في بلادنا، فإنني أضع بين يدي تلك الرموز أهم ما أراه من أولويات مفترضة لخطاب المعارضة السعودية، ومراعاة لإيجاز المقال ولأن الحر تكفيه الإشارة، فإنني سأسرد تلك الأولويات سرداً بلا تعليق، وقد تسنح الفرصة في مقالة أو مقالات قادمة للتفصيل، ولا يلزم من ترتيب العرض هنا ترتيب الأولوية؛ إذ لترتيب الأولويات مقام أوسع من مقام الإيجاز.
والأولويات المقترحة هي: تفعيل الشورى، كفالة الحقوق العامة والحريات الشرعية، رعاية حقوق الإنسان ومن أهمها حرية الرأي المنضبط بضوابط الشرع، مكافحة الفساد المالي والإداري، حل مشكلات البطالة والفقر والإسكان والصحة، إيقاف تغريب المجتمع والحفاظ على هوية البلد الإسلامية، حل مشكلة السجناء الأمنيين، توضيح أبعاد الارتباط بالمنظومات الدولية وموقع هذه البلاد منها، إصلاح القضاء وتعزيز استقلاله، وضع دستور شامل للبلاد.
وختاماً.. أعلم أن عدداً من رموز المعارضة شاركت فيما مضى في تقديم مشاريع تضمنت الكثير من الأولويات المشار إليها، إلا أن المرحلة اليوم تختلف عن المراحل السابقة، وتستلزم بياناً شافياً يعكس حاجاتها، فدعونا ننتظر ما لدى تلك الرموز!