مع زيادة انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” في العالم ومواصلته حصد الأرواح خاصةً كبار السن، بدأ أهالي المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين في السجون السعودية الشعور بالرعب من احتمال وصول المرض القاتل إلى الأماكن التي بها أبناؤهم.
وبات أهالي المعتقلين يخشون على حياة أبنائهم داخل السجون السعودية، خاصةً أن معظمهم يحملون أمراضاً مزمنة، إضافة إلى تكتُّم السلطات على حالاتهم وعدم تأكيدها اتخاذ أي إجراءات احترازية لمنع تفشي الفيروس بين المعتقلين.
وتعتقل السلطات السعودية نحو 30 أردنياً في حملات بدأت في فبراير الماضي، ولم توجه إليهم أي تهمة، إضافة إلى اعتقال عشرات من الفلسطينيين المقيميين بالمملكة، وعلى رأسهم ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، محمد الخضري (81 عاماً) ونجله هاني.
وتضم قائمة أسماء المعتقلين كبار السن وأساتذة جامعات وأكاديميين وإعلاميين ومهندسين تعاقدت معهم الحكومة السعودية للعمل هناك، بعضهم مضى على اعتقاله عامان، وآخرون سبعة أشهر.
ولم تتخذ السلطات السعودية أي إجراءات احترازية لمنع وصول جائحة فيروس “كورونا المستجد” إلى السجون، إضافة إلى عدم تعقيم الزنازين، أو استخدام مواد تنظيف، وهو ما يهدد حياة مئات المعتقلين، وفقاً لحساب معتقلي الرأي المختص بنشر أخبار المعتقلين في سجون المملكة.
وتخشى المنظمات الدولية والحقوقية في العالم من تفشي الفيروس بين المعتقلين السياسيين، خصوصاً بين من لم تتم محاكمتهم حتى الآن بأي تهم؛ وهو ما قد يؤدي إلى تعريض حياتهم للخطر.
ودعا كثير من المؤسسات الدولية الأممية والحقوقية دولاً عربية مثل “السعودية والإمارات والبحرين وسوريا واليمن” إلى إطلاق سراح السجناء، حتى لا يصابوا بفيروس كورونا.
كما عبّرت 14 نقابة وجمعية ومنظمة حقوقية تونسية ومنظمات ومراكز حقوقية عربية عن تضامنها مع عائلات آلاف من سجينات وسجناء الرأي العرب، وناشطات ونشطاء مُعتقلين من دون محاكمة في سجون عربية شديدة الاكتظاظ.
ودعت النقابات والجمعيات والمنظمات التونسية، في بيان مشترك، المنظمات الدولية، ومن بينها منظمة الصحة العالمية، إلى دعْم مطالب العائلات؛ من أجل الإسراع بإنهاء الأسْر الظالم والمُهدِّد لسلامة بناتهم وأولادهم، وحمايتهم من هذا الوباء الفتاك.
وفي فلسطين، أطلقت حملة “الحرية للخضري والمعتقلين الفلسطينيين في السعودية” نداءً عاجلاً بالإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية بسبب “كورونا”، ومع تصاعد التهديدات الصحية للبشرية، ومع الازدياد الدائم في أعداد المصابين والمتوفين بدول العالم.
ودعت الحملة في بيان نشرته على حسابها بموقع “فيسبوك”، السلطات السعودية إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، ومن بينهم الدكتور الخضري.
واعتبرت الحملة بقاء هؤلاء المعتقلين الفلسطينيين بالسجون السعودية في هذا الوقت يشكل خطراً على حياتهم وتهديداً لصحتهم، مطالِبةً جميع المؤسسات الإنسانية والقانونية في العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ وإطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية.
رئيس لجنة المعتقلين الأردنيين السياسيين في السعودية، خضر المشايخ، كشف عن وجود حالات مشتبه في إصابتها بجائحة فيروس “كورونا المستجد” لمعتقلين أجانب في السجون السعودية بعد نقلهم إلى الرياض بطائرة خلال المحاكمة.
“المشايخ” قال في حديث له: “وصلت لنا معلومات تفيد بوجود اشتباه في حالات بين معتقلين أجانب بأحد السجون، وعلمنا أن إحدى الطائرات التي نقلت المعتقلين للمحاكمة في الرياض قد تأخرت، بسبب الاشتباه في وجود فيروس كورونا”.
ولم تتخذ السلطات السعودية، حسب “المشايخ”، أي إجراء رسمي صحي لمنع انتشار فيروس “كورونا المستجد” بين المعتقلين، مؤكداً تواصلهم مع عدة منظمات دولية، أبرزها منظمة الصحة العالمية؛ لمناشدتها التدخل لحماية المعتقلين من تفشي الفيروس والاطمئنان على أوضاعهم الصحية.
واستدرك بالقول: “نحن على تواصل دائم مع وزارة الخارجية الأردنية، وطلبنا عدة مرات ضرورة زيارة وفد طبي وقانوني للمعتقلين، إلا أن الاستجابة من قِبلهم ضعيفة، ونعتقد أن التواصل بين الحكومتين الأردنية والسعودية ليس كما ينبغي ودون مستوى الحدث”.
واعتُقل “الخضري”، من بيته في مدينة جدة، فجر الرابع من أبريل 2019، على أيدي أفراد من جهاز أمن الدولة السعودي.
وكان الوزير الفلسطيني السابق والقيادي في حركة “حماس”، وصفي قبها، قد كشف سابقاً، عن اعتقال السلطات السعودية أكثر من 56 شخصاً ينتمون إلى الحركة ويقيمون داخل المملكة.
ويتعرض الفلسطينيون المقيمون بالأراضي السعودية منذ مدة، لحملات اعتقال وتهديد وملاحقة، هي الأكبر والأخطر التي تنفذها قوات الأمن السعودية بصورة سرية، ودون أي تدخلات أو تحركات تُذكر من قِبل السفارة الفلسطينية في الرياض.
رئيس لجنة المعتقلين الأردنيين السياسيين في السعودية دعا منظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الأحمر تحديداً، إلى التدخل للاطمئنان على المعتقلين بالسجون السعودية، في ظل انقطاع الزيارات بعد تفشي المرض بالسعودية
وأعلنت وزارة الصحة السعودية، اليوم السبت، ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس “كورونا المستجد” إلى 392 بعد تسجيل 48 إصابة جديدة حتى 21 مارس من عام 2020.
وداهم فيروس “كورونا المستجد” جميع دول الخليج العربي قادماً من إيران، بسبب وقوعها على الضفة المقابلة للخليج العربي، ووجود حركة تنقُّل واسعة معها.
وتستمر أرقام الإصابات بفيروس “كورونا المستجد” في الارتفاع بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك وتيرة الحالات التي تماثلت للشفاء، وسط إجراءات متعددة تتخذها دول المنطقة لمواجهته.