كشف مصدر سعودي عن خفايا استخدام ولي العهد محمد بن سلمان تقنيات تجسس إسرائيلية أداة لاختراق ويندوز لملاحقة معارضيه في خارج المملكة.
وقال المصدر إن بن سلمان استخدام برنامجاً معلوماتياً طوّرته مجموعة إسرائيلية للتجسّس على معارضين للنظام السعودي ونشطاء حقوق إنسان ومدونين.
وذكر المصدر أن عمليات التجسس ركزت خصوصا على الشخصيات القائمة على منظمة القسط لحقوق الإنسان التي ترصد انتهاكات النظام السعودي في المملكة والخليج.
وأضاف أن عمليات التجسس عبر البرنامج الإسرائيلي استهدفت كذلك الشخصيات المعارضة التي أسست برنامج حزب التجمع الوطني وممثلي مؤسسات مجتمع مدني.
إلى جانب نشطاء في مجال حقوق الإنسان ومعارضين عرب للنظام السعودي في دول أوروبية وتركيا.
واستهدف برنامج التجسس الإسرائيلي أكثر من 100 شخص حول العالم، بحسب ما جاء في رسائل لمسؤول أمني في “مايكروسوفت” و”سيتيزين لاب”، المنظمة التي تتّخذ جامعة تورنتو مقرّاً.
وذكر تقرير أصدرته مجموعة سيتزن لاب أن جهة بيع وسيلة التسلل التي تدعى كانديرو، صممت وباعت البرنامج الذي بوسعه التسلل واختراق نظام ويندوز.
ويعد هذا المنتج من منتجات المخابرات العديدة التي تباع عبر قطاع سري يعثر على الثغرات في منصات البرمجيات شائعة الاستخدام لعملائه.
وأضاف تقريران من المجموعة ومن شركة مايكروسوفت أن باحثين أمنيين أجروا تحليلا تقنيا وخلصوا تفصيليا إلى الكيفية التي تمكنت بها الأداة التي يبيعها كانديرو من الانتشار حول العالم إلى العديد من العملاء المجهولين واستخدمت بعد ذلك في استهداف العديد من مؤسسات المجتمع المدني بما شمل جماعة سعودية معارضة ووسيلة إعلامية يسارية في إندونيسيا.
وعثر باحثو “سيتيزين لاب” على دليل على أنّ برنامج التجسّس هذا استطاع أن يستخرج معلومات من العديد من التطبيقات التي يستخدمها الضحايا.
بما في ذلك بريد جيميل وتطبيقا سكايب وتلغرام وموقع فيسبوك.
وتمكّن البرنامج أيضاً من الرجوع إلى سجلّ عمليات البحث على الإنترنت بالإضافة إلى كلمات المرور الخاصة بالضحايا وتفعيل الكاميرا والميكروفون في أجهزتهم.
وذكر تقرير سيتزن لاب أن أدلة على التسلل واستغلال تلك الأداة التي جمعتها شركة مايكروسوفت تشير إلى أنها استُخدمت ضد مستخدمين من دول عدة بينها إيران ولبنان وإسبانيا وبريطانيا.
وقال التقرير: “الوجود المتنامي لكانديرو واستخدام تقنياتها المتعلقة بالمراقبة ضد المجتمع المدني العالمي هي تذكرة واضحة بأن قطاع برمجيات التجسس من المرتزقة يتضمن الكثير من اللاعبين وهو متاح لإساءة الاستخدام على نطاق واسع”.
وأصلحت مايكروسوفت يوم الثلاثاء الثغرات التي اكتشفتها عبر تحديث للبرمجيات.
ولم تذكر الشركة بشكل مباشر كانديرو لكنها أشارت بدلا من ذلك إلى “لاعب عدائي في القطاع الخاص مقره إسرائيل” تحت اسم سورجام.
وأشارت الشركة إلى أنّ البرنامج الذي أطلقت عليه اسم “لسان الشيطان” (ديفيلز تانغ) تمكّن من التسلّل إلى مواقع شهيرة مثل فيسبوك وتويتر وجيميل وياهو لجمع المعلومات وقراءة رسائل الضحايا والاطّلاع على الصور.
كما استطاع البرنامج إرسال رسائل بالنيابة عن الضحايا المستهدفين.
وقالت مايكروسوفت في منشور على مدونة “سورجام يبيع بشكل عام أسلحة سيبرانية تمكن عملاءه، وهم عادة وكالات حكومية حول العالم، من التسلل لأجهزة أهدافها مثل الكمبيوتر والهاتف وشبكات البنية التحتية والأجهزة المتصلة بالإنترنت… تلك الوكالات تختار بعد ذلك من تستهدفه وتدير العمليات الفعلية بنفسها”.
وفي شباط/فبراير الماضي كشفت صحيفة أمريكية عن مساعي محمد بن سلمان لتكثيف التعاون مع إسرائيل في مجال تقنيات التجسس.
وقالت صحيفة Jewish Press الصادرة في نيويورك، إن سلمان يستهدف تكثيف التعاون مع إسرائيل في مجال الأمن والتقنيات.
وأضافت الصحيفة أن بن سلمان يرى أن مثل هذا التعاون مع إسرائيل “سيعزز من أمن المملكة ويدعم مساعيه للتغيير الاقتصادي، المعروف باسم رؤية 2030”.