نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية تفاصيل حول اعتقال ومحاكمة وإصدار حكم الإعدام ضد شقيق المعارض السعودي البارز “سعيد بن ناصر الغامدي”، محمد الغامدي.
وقالت المنظمة إن السلطات السعودية وصلت إلى المدرس المتقاعد، محمد الغامدي، البالغ من العمر 55 عامًا، عن طريق تتبع بيانات حساب وهمي أنشأه على تويتر، رغم أنه استعمل هاتفا وشريحةً جديدين. ولم يكد أن يغرد 5 تغريدات فقط حول انتهاكات حقوق الإنسان ودعمًا لمعتقلي الرأي؛ حتى فاجأته السلطات باعتقاله من منزله.
وأكدت “رايتس ووتش” أن المعتقل “الغامدي” بقي في زنزانة انفرادية لمدة ثلاثة أشهر منذ اعتقاله تحت تحقيق المباحث ثم بعد ذلك جاء الادعاء العام ليأخذ تحقيقات المباحث ويبني عليها القضية ليرفعها للقضاء.
وأضافت المنظمة أن السلطات نقلت محمد الغامدي، من سجن ذهبان للمباحث في جدة، إلى سجن الحائر في الرياض، ثم عقدت له جلسات عدة في المحكمة التي عينت محاميًا له كان متعاطفًا مع هيئة القضاء والادعاء، فطلبت أسرته تغيير المحامي وهو ما تم فعلاً، لكن تم الحكم عليه في النهاية بالإعدام.
وحول التحقيقات، قالت “رايتس ووتش” إنه خلال التحقيقات، أخبر الضباط محمد الغامدي أنهم يريدون أن يسألوه بعض الأسئلة العادية عن الأوضاع في البلاد والمعتقلين، ووعدوه بأنهم سيُخلون سبيله إذا أجابهم بصراحة، وأن هذه الأسئلة لن تضره. وسأل الضباط المعتقل محمد الغامدي عن رأيه في المعتقلين كل من: سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري وعمر بادحدح وسفر الحوالي، فأجابهم بأنهم أناس طيبون واعتقالهم غير صحيح ولا يستحقون الاعتقال. كما سألوه عن المعارضين في الخارج، وعن أخيه الشيخ سعيد الغامدي وعن تركي الشلهوب وعمر عبد العزيز، وعن حسابات (خط البلدة)، و(معتقلي الرأي)، و(نحو الحرية)، فأجابهم الغامدي: أنا أتابع هذه الحسابات وأرى ما يكتبون فيها فقط. وسأله الضباط أيضا عن بعض القضايا مثل التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعن رأيه في الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وعن جماعة الإخوان في مصر، فأجاب المعتقل محمد الغامدي بأنه ضد التطبيع، ويرى أن “السيسي” مغتصب للسلطة، وأن الإخوان ظُلموا وانتُهكت حقوقهم.
وأوضحت المنظمة أنه بناءً على تلك الإجابات؛ ادّعى القضاء ظلماً أن المعتقل محمد الغامدي ”يدعم الإرهاب ويشجع الإرهابيين وأنه لا يرى بيعةً لولي الأمر، وأنه بأفكاره هذه سوف يؤدي إلى تدمير البلد والفتن وحدوث تفجيرات“، وهي حيثيات كتبها القضاء من عنده. وبعد تلك الادّعاءات؛ بيّن لهم المحامي أن هذا الكلام الذي نُقل عن موكله محمد الغامدي غير صحيح وأنه لم يعترف به، لكن القضاء لم يلتفت إليه وأصدر حكم الإعدام الجائر. كما تقدم المحامي بتقارير طبية تثبت أن الغامدي يعاني من 4 أمراض عصبية في المخ والأعصاب، ولم تلتفت إليه المحكمة كذلك.
وشددت “رايتس ووتش” على أن القمع في السعودية وصل إلى مرحلةً جديدة مرعبة، يمكن فيها للمحكمة إيقاع عقوبة الإعدام لمجرد تغريدات سلمية، وتعتبر ذلك استهزاء بالعدالة داخل المملكة، وأن حكم الإعدام بحق “الغامدي” هو الأحدث والأقسى في سلسلة قضايا استهدفت فيها السلطات السعودية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لتعبيرهم السلمي عبر الإنترنت.