قالت مجلة Foreign Policy الأمريكية إن السعودية تحولت إلى عاصمة المخدرات في الشرق الأوسط في ظل الانقلاب على المجتمع المحافظ الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان.
وأبرزت المجلة أن عمليات إرسال مخدرات الكبتاغون أصبحت شأناً عادياً داخل السعودية، وتحولت المملكة إلى سوق مربح لتجّار المخدرات، مع تضاعف الطلب عليها، وتبرز المملكة كعاصمة لاستهلاك المخدرات في المنطقة.
وقالت إن “حجم مشكلة المخدرات في المملكة أصبح خطيراً جداً، حيث كشفت السلطات السعودية عن ثلاث عمليات تهريب متتالية وسريعة، وصادرت أكثر من 34 مليون حبة في شهر واحد فقط”.
وأضافت أن الطلب المتزايد على الكبتاغون في السعودية لم يقلل من الطلب على الحشيش والقات، حيث يأتي الحشيش عبر طرق متعددة من أفغانستان إلى إيران إلى العراق ثم إلى المملكة، والقات يأتي عبر اليمن.
وتشير الأبحاث إلى أن الحبوب المخدرة صغيرة الحجم وسهلة الصنع. يتم إنتاجها بكميات كبيرة في سوريا ولبنان بدعم من الطلب السعودي، لتصبح المملكة العربية السعودية سوقًا مربحًا لتجار المخدرات. وتظهر كعاصمة لاستهلاك المخدرات في المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تعاطي الكبتاغون أصبح مصدر قلق بالنسبة للسعوديين، حيث أنه وفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) فإنه بين عامي 2015 و 2019، كان أكثر من نصف جميع الكبتاغون الذي تم ضبطه في الشرق الأوسط في المملكة.
وبحسب الصحيفة، انتشر لأول مرة في المنطقة خلال الأزمة السورية، عندما تناول المقاتلون الحبوب لتحمل المعارك الطويلة، ولكن مع مرور الوقت فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد وزمرته الأمر الذي خلق تجارة المخدرات لتنمية اقتصاد الظل الخاص بها.
وأوضحت الصحيفة أن الطلب على الكبتاغون تضاعف في المملكة وهي دولة ذات أماكن قليلة للترفيه، لكن جاذبيتها المتزايدة لم تقلل من الطلب على القنب والقات الذي يأتي عبر طرق متعددة: من أفغانستان إلى إيران إلى العراق ثم إلى المملكة العربية السعودية، وعبر لبنان وسوريا غالبًا عبر الأردن.
ولفتت إلى أنه في الآونة الأخيرة، يتم جلب القنب عبر اليمن. ويأتي القات بالكامل تقريبًا من اليمن. وقد تم جلبه لأول مرة من قبل الأولياء الصوفية في القرن الرابع عشر، مما خلق قبولًا اجتماعيًا للمخدر.
وتخشى الحكومة السعودية بحسب الصحيفة، من أن المخدرات تساعد المليشيات والجماعات ضدها. وتمول من تعتبرهم شبكات إرهابية، حيث ألمحت إلى أن حزب الله يقف وراء إنتاج ونقل القنب والكبتاغون إلى البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية من يتعاطي المخدرات في السعودية هم في سن 12-22. و 40٪ من مدمني المخدرات السعوديين يستخدمون الكبتاجون.
ويعتقد بعض الباحثين أن الملل والقيود الاجتماعية هي السبب الرئيسي لتعاطي المخدرات في المملكة وأن التغييرات الاجتماعية التي تمثل انقلابا، مثل السماح للنساء بقيادة السيارات والحفلات الموسيقية، تسبب صدامًا ثقافيًا أدى إلى نتيجة غير مقصودة لارتفاع معدل تعاطي المخدرات.
ومع ابتعاد الشباب السعودي عن أسلوب الحياة الإسلامية والميل نحو الثقافة الغربية، والتي تقول إحدى المراجعات الأدبية أنها تروج لتعاطي المخدرات و “آثارها الرائعة” فإن تعاطي المخدرات سيزداد.
واعتبرت الصحيفة أن إعلام الناس بالآثار الضارة التي تسببها المخدرات يعد تحديًا صعبًا للسلطات السعودية؛ والأكثر صعوبة هو محاربة القبائل ذات العلاقات الجيدة التي تحصل على أكياس مليئة بالمال لتسهيل مرور وتوزيع المخدرات.
ووفقا للصحيفة، أصبح المهربون أذكى أيضًا. على سبيل المثال، منذ أن حظر السعوديون الواردات الزراعية من لبنان، ابتكر منتجو الكبتاغون أماكن اختباء بارعة. لقد أخفوا الحبوب داخل الأثاث وحتى مضخات المياه.