قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الاتصالات السعودية الإسرائيلية التي بدأت منذ عام 2014 لا تزال هشة، مشيرة إلى أن الكشف عن بيع إسرائيل للرياض أجهزة تجسس لتعقب معارضيها بالخارج أضفى على هذه العلاقة مزيدا من الضبابية.
وأرجع تيري أوبرلي مراسل الصحيفة بإسرائيل سبب تأخر تل أبيب شهرا كاملا قبل التعليق على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي يوم الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى الحرج الذي سببته هذه القضية لتل أبيب.
وأورد التعليق اليتيم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول هذه القضية يوم الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، إذ وصف ما حدث لخاشقجي بـ “الفظيع” لكنه أردف “في نفس الوقت، من المهم جداً أن تظل المملكة السعودية مستقرة، لأن إيران هي المشكلة الأكبر”.
ولفت المراسل إلى أنه رغم المصالح الإستراتيجية المشتركة بين تل أبيب والرياض فإن الأخيرة لا تعترف علانية بإقامة حوار مع شريكها الجديد، بل وتنفي ذلك بعض الأحيان، مشيرا إلى أن ذلك لم يمنع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الاجتماع في مارس/آذار الماضي في واشنطن مع ممثلي المنظمات اليهودية الكبرى.
ووفقًا للمسرب الشهير إدوارد سنودن ومعهد الأبحاث الكندي سيتيزن لاب Citizen Lab، استخدم برامج التجسس المذكور لتعقب تحركات خاشقجي.
وقال أوبرلي إن هذا البرنامج عبارة عن فيروس يطلق عليه بيغاسوس طورته مجموعة NSO التي تتخذ من إسرائيل مقرا.
وأضاف أن ثمة ما يشير إلى أن برنامج التجسس هذا ركِّب على هاتف عمر عبد العزيز، وهو معارض سعودي آخر بالمنفى كان على اتصال وثيق مع خاشقجي.
ووصف مراسل لوفيغارو هذا البرنامج بأنه فعال للغاية، ويمكنه فتح أي هاتف خلوي عبر ما يعرف بالتصيد الذي يتم من خلال رابط طعم يجعل الفيروس ينساب بصمت إلى كل معلومات الهاتف وما يتم عبره من تواصل فضلا عن موقعه.
وذكر أيضا أن الفيروس المذكور هو هو الذي فخخت به الإمارات هاتف الناشط أحمد منصور قبل أن تعتقله لنشره مقالات نقدية للنظام الحاكم وتحكم عليه بالسجن عشر سنوات.
ونسب لصحيفة هآرتس الإسرائيلية قولها إن برامج مماثلة للتجسس على الهواتف باعها الإسرائيليون لمملكة البحرين، مضيفا أنها استخدمت في تعقب معارضين مثل نبيل رجب.