تحولت محافظة العلا على مدار السنوات الأخيرة إلى مركز إفساد ولي العهد محمد بن سلمان بلاد الحرمين بعد أن خصها بمشروعه المشبوه ورصد لها الميزانيات وترأس بنفسه متابعة الأمر.
ويبرز مراقبون أنه على الرغم من الحملة التغريبية التي طالت قذارتها معظم مدن المملكة بإقامة الحفلات الهابطة وإشاعة الاختلاط والتحرّش ونشر العادات والتقاليد الغريبة عن المجتمع السعودي، فإن محافظة العلا شكلت حالة خاصة في حملة إفساد ولي العهد.
ولسنوات قليلة كانت سياسة الدولة السعودية تحذّر من اتخاذ المدينة مقصدًا للسياح، بما في ذلك تحريم زيارتها أو الأكل والشرب فيها، فيما أباح بعضهم السياحة للعظة والاعتبار.
ومع صعود محمد بن سلمان إلى السلطة أنشأ الهيئة الملكية لمحافظة العلا في يوليو 2017 وترأس مجلسها بهدف النهوض بها.
وتقويم فعاليات العلا بدأ بعد أشهر فقط من تولّي بن سلمان رئاسة لجنة تطويرها، بإقامة حفلات موسيقية في المنطقة ضمن مهرجان “شتاء طنطورة” الذي أقيم في عامي 2018 و 2019.
ولكن فقرات 2020 كانت أشد جرأة ووضوحًا بعد السماح لمجلة “فوغ” العالمية بتصوير لقطات عرض أزياء بملابس شبه عارية.
وانتشرت لقطات عارضات أزياء كانت مخزية وفاضحة جدًا ولكنها لم تكن الوحيدة، إذ توالت بعضها تسريبات الصور العارية في منتجعات العلا في استهتار واضح لهوية المملكة من جهة وخصوصية المكان من جهة أخرى لكونها موطن عذاب سابق يستدعي العظة لا الغفلة، فضلًا عن تبعية المكان للمدينة المنورة.
وسمح بن سلمان بهذا الانفتاح في العلا في محاولة لجعلها واحدة من مدن السياحة الكبرى في العالم، لكن بدل أن يستقطب السياح الأجانب بالتراث العربي، فقد البوصلة كليًا ولهث وراء قذارات الغرب يجلبها لبلادنا.
والاهتمام الكبير بالعلا كمركز سياحي شهد ترحيبًا غربيًا لما رأوه فيها من معايير غربية واضحة، ففي 2021 فقط، زار السفير الفرنسي في المملكة العلا 3 مرات ووصفها بأنها: “ستصبح إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية”.
وقد تضمنت مشاريع محمد بن سلمان تحويل العلا لمركز عالمي لصناعة الأفلام بإنشاء مجمع سينمائي على مساحة 30 ألف متر مربع وإطلالة 12 كم مربع بملايين الدولارات واستقطاب كبرى شركات هوليود للتصوير فيها في محاولة منه لجعل المدينة “هوليود الشرق الأوسط”.
واستضافت السلطات السعودية بتوجيهات مباشرة من محمد بن سلمان الشـواذ في العلا فحضرت فرقة Now United التي تدعم الشـذوذ في 2022.
وشهد مهرجان FAME الفني في فبراير الماضي معرضاً لإعمال الفنان الشـاذ Andy Warhol برعاية مدير متحفه الشاذ أيضاً Patrick Alfred الذي قال: “لم أُخف ميولي الجنسية حتى وأنا في المملكة”.
وفي العلا تحديدًا كسر بن سلمان الأعراف العربية والإسلامية بنفسه، فظهر مقطع فيديو له وهو يصافح النساء في أحد مطاعم العلا، ليبعث رسالة أن هذه المدينة ستكون كاسرة لأعراف المملكة وتقاليدها وستفتح بابًا واسعًا لأعراف وعادات جديدة.
على الجانب العقدي والفكري أنفق بن سلمان المليارات لإحياء تراث العلا والذي يعود لحقب وثنية سابقة، مما أثار استغراب مجلة Economist التي قالت إنه وبشكل مفاجئ أصبح التاريخ الوثني غير منبوذ في المملكة!.
كما أقام نظام بن سلمان تمثالًا أشبه بالصنم لامرأة تتأمل في صحراء العلا.
وفضلًا عن كل خطط الإفساد الممنهجة هذه والتي اتبعتها الحكومة، فإن عددًا من الأراضي التي أُقيمت عليها المشاريع السياحية تم الاستيلاء عليها من المواطنين بعد تهجيرهم منها، كما أكّدت ذلك صحيفة لوموند الفرنسية.
وفي الخلاصة لم يدع محمد بن سلمان بابًا من أبواب الفساد إلا فتحه ولا راية من رايات التغريب إلا رفعها في كل أنحاء المملكة. ولكنّه اختار العلا تحديدًا لتكون مركز فساده وإفساده.