لا تبدو مدينة ولي العهد محمد بن سلمان “نيوم“، مجرد مدينة استثمارية بل هي مشروع هدفه جمع أنظمة التطبيع العربية مع إسرائيل.
“ونيوم” بمثابة اتفاق مسبق بين الأنظمة التطبيعية بالمنطقة من أجل إيجاد قدم للاحتلال الإسرائيلي في المنطقة بعد التآمر على القضية والحقوق الفلسطينية.
ففي السابع والعشرين من نوفمبر 2020، وأثناء اجتماع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
ومدير جهاز (الموساد) يوسي كوهين، ووزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، في مدينة نيوم على ساحل البحر الأحمر، بالشراكة مع مصر والأردن والاحتلال الإسرائيلي.
في ذاك اليوم تم اغتيال رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية، محسن فخري زادة، الأمر الذي زاد من سخونة الأحداث، خاصة بعدما تسرب للإعلام خبر الاجتماع.
وأثار اجتماع بن سلمان بنتياهو وبومبيو وكوهين تساؤلات عدة حول ماهية مشروع مدينة نيوم، وما الدور الذي تلعبه إسرائيل في هذه المدينة؟
وهل المشروع هو استثماري صرف كما يزعم ولي العهد السعودي؟ أم من ورائه مأرب أخرى لدولة الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة؟
وليس هذا فحسب، بل تجتمع وفود إسرائيلية بأخرى سعودية وعربية لبحث تعزيز عمل شركات تكنولوجية ورقمية إسرائيلية، وهو الذي بات يلوح في الأفق من قبل أن تؤسس المدينة.
لتظهر المدينة دورها في مسيرة التطبيع مع الاحتلال والتآمر على حق الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي في أرض الأقصى وفلسطين كلها.
ويجمع مراقبون أنه لا يمكن أبدا فصل الاجتماع السابق عن العمل الدؤوب على تطبيع العلاقات بين الأنظمة العربية المستبدة، وبين الكيان الإسرائيلي.
ويقول هؤلاء إن إيران كانت هي الحاضر الأقوى على طاولة النقاشات بين أطراف الاجتماع، وهو ما يوضح أن نيوم ليست مجرد مدينة استثمارية يستهدف بن سلمان من ورائها تنشيط الاقتصاد وتنويعه.
ويتفق المراقبون أن المدينة التي تقام على دماء قبيلة الحويطات بمثابة اتفاق مسبق بين أطراف التطبيع بالمنطقة من أجل إيجاد قدم للاحتلال في المنطقة بعد التآمر على الشعب الفلسطيني والعربي.
ووفقا لما أعلن عن تلك الزيارة فإن نتنياهو قد تم نقله إلى المدينة بطائرة رجل أعمال إسرائيلي، وهو ما يضع علامات كثيرة حول ماهية الزيارة، وحول دور رجال الأعمال التابعين لدولة الاحتلال في مشروع بن سلمان.
وكالات وسائل إعلام عبرية تناولت الاجتماع تحت عنوان “بريق من التاريخ يسطع”.
وقالت عن رجل الأعمال الذي انتقل نتنياهو بطائرته، حيث لم تستبعد وكالات الإعلام أن يكون له دور في ترتيب الاجتماع بين بن سلمان وبقية أفراد الوفد، خاصة وأن العلاقات التجارية ما بين تل أبيب والمملكة العربية السعودية قد قطعت أشواطا كبيرة.
وسبقت فكرة التواصل السياسي، أو قبول التطبيع من عدمه، وهنا أشارت إلى أن رجال الأعمال التابعين لدولة الاحتلال الإسرائيلي يعملون كعرابين لإتمام عملية التطبيع.
وقد تبادل هؤلاء الزيارات إلى السعودية بجوازات سفر غربية وأجنبية.
كذلك كان لرجال الأعمال دور كبير الاعتراف العملي من العواصم الخليجية، وفي مقدمتها الرياض وأبو ظبي، بفوائد الروابط الأمنية والتكنولوجية والاقتصادية مع إسرائيل القوية التي لا يمكن تجاوزها ليس فقط لمصلحتهم.
بل بسبب الموافقة الأمريكية (السياسية والأمنية والعسكرية) التي تجلبها لتثبيت دعائم حكام الخليج وكراسيهم، وأولهم ولي العهد بن سلمان.