قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن إخلاص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودفاعه عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يستحقان توبيخاً آخر من الكونغرس.
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها، أن الكونغرس الأمريكي على وشك تقديم توبيخ آخر للرئيس ترامب وهذه المرة بخصوص حرب اليمن، ففي الأسبوع الماضي أصدر مجلس الشيوخ قراراً يقضي بإنهاء الدعم الأمريكي للتدخل الذي تقوده السعودية في تلك الدولة العربية المضطربة التي تعاني الآن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع وجود نحو 10 ملايين شخص على وشك المجاعة.
وفي حال وافق مجلس النواب، الذي صوَّت بالفعل لمصلحة إجراء مماثل، على نسخة مجلس الشيوخ، فإن ذلك سيكون أول استخدام ناجح لقانون سلطات الحرب لعام 1973، والذي كان يهدف إلى منع الرؤساء من شن الحروب دون موافقة الكونغرس.
المشكلة، كما تقول الصحيفة، هي أن عمل الكونغرس من المرجح أن يكون له تأثير عملي ضئيل، فهو مثل رفض إعلان ترامب حالة الطوارئ على طول الحدود، الذي خضع أخيراً للنقض الرئاسي، الذي من غير المرجح أن يتم تجاوزه، فإدارة ترامب لا تُظهر أي تراجع عن دفاعها الشديد عن النظام السعودي على الرغم من مغامراته المتهورة والمدمرة.
إجراء مجلس الشيوخ الذي حصل على دعم سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، ينص على إنهاء العملية التي جعلت الأمريكيين متواطئين في جرائم الحرب المحتملة باليمن، فمنذ عام 2015 تقدم القوات الأمريكية الدعم في مجال الاستهداف والتزود بالوقود للطائرات الحربية السعودية والإماراتية، حتى عندما قصفت تلك الطائرات الأهداف المدنية بشكل متكرر.
وتشير الصحيفة إلى تحقيقات الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان، التي أكدت أن السعوديين استهدفوا أسواقاً للمواد الغذائية ومساجد ومستشفيات وحفلات زفاف وجنازات، وفي إحدى الحالات التي وقعت العام الماضي، تم استهداف حافلة مليئة بأطفال المدارس.
لقد مثَّلت الحرب السعودية في اليمن فشلاً ذريعاً، في الوقت الذي يُقتل فيه عشرات الآلاف ويهدَّد الملايين بالمجاعة بسبب انتشار وباء الكوليرا، فإن السعوديين وحلفائهم لا يقتربون حتى من هزيمة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، وأهم ميناء في البلاد وهو الحديدة، حسبما تذكر الصحيفة.
من دون دعم الولايات المتحدة، ترى الصحيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يمكن أن يُجبر على إنهاء الحرب، ولكن ولسوء الحظ، فإن إدارة ترامب تضاعف دعمها له، ففي الأسبوع الماضي أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن إدارته تدعم الجهود التي تقودها السعودية لمنع اليمن من التحول إلى دولة عميلة لإيران.
وذكرت أن بومبيو “يردد كالببغاء ما يقوله السعوديون، فإذا كان الحوثيون مدعومين من إيران فهُم بالنهاية حركة محلية، والسعودية وليس إيران، هي التي عاملت اليمن منذ زمن بعيد على أنها دولة عميلة”.
أصبح من الواضح الآن أن غالبية أعضاء الكونغرس يعارضون دفاع ترامب عن بن سلمان، وإذا فشل قرار سلطات الحرب أو تم الاعتراض عليه، فإنه يتعين على المشرعين اتباع تشريعات أكثر شمولاً، كما تقول الصحيفة.
ودعت “واشنطن بوست” إلى طرح مشروع قانون معلق للتصويت، وهو المشروع الذي يقضي بوقف مبيعات الأسلحة الأمريكية الهجومية للسعودية وفرض عقوبات على المتورطين كافة في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.