جددت أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، مطالبها للرئيس الأمريكي “جو بايدن” بعدم تجاهل محاسبة السعودية على ما وصفوه بـ”دورها في صعود تنظيم القاعدة وهجمات 11 سبتمبر/أيلول”، في ظل تصاعد الحديث حول تقارب البلدين والزيارة المرتقبة لـ”بايدن” إلى الرياض.
جاء ذلك في خطاب بعثوا به إلى الرئيس الأمريكي، جاء فيه: “من الضروري أن تعطي الأولوية للمحاسبة عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول في أي محادثات بين أعضاء إدارتك والمسؤولين السعوديين؛ بما في ذلك محادثاتك مع ولي العهد أو أي أعضاء آخرين من العائلة الملكية السعودية”.
وذكرّت أسر الضحايا بتوقيع “بايدن” لأمر تنفيذي في الخريف الماضي برفع السرية عن وثائق مرتبطة بهجمات، حيث تم نشر آلاف الصفحات من الأدلة ضد السعودية بعدما ظلت محجوبة من قبل الحكومة الأمريكية على مدار سنوات، وأغلبيتها لم تكن متاحة للجنة الوطنية للتحقيق في الهجمات.
وأضاف الخطاب: “نشيد بالأمر التنفيذي التاريخي الذي وقعته ويطلب من وكالات الاستخبارات الأمريكية إجراء مراجعة رفع السرية عن آلاف من وثائق التحقيق المتعلقة بالدعم السعودي للقاعدة وهجمات 11 سبتمبر/أيلول.. وقد أدى ذلك إلى ظهور وثائق للرأي العام لأول مرة تكشف أن مسؤولين سعوديين وعملاء المخابرات السعودية كانوا على اتصال مع الخاطفين وقدموا الدعم المادي لهم”.
وتابع الخطاب بالقول: “علاوة على ذلك، أكدت وثائق الاستخبارات التي رُفعت عنها السرية نتيجة لأمركم التنفيذي، أن الحكومة السعودية أنشأت منصة واسعة وسرية لوزارة الشؤون الإسلامية للعمل تحت غطاء رسمي وغير رسمي داخل الولايات المتحدة، ورجال دين الذين أرسلتهم الحكومة السعودية إلى الولايات المتحدة كجزء من هذه المبادرة غير القانونية كانت لديهم روابط واسعة ومباشرة بإرهابيين وجهاديين، مما يدل على تورطهم الأيديولوجي والعملي في حملة القاعدة لمهاجمة أمريكا”.
واعتبرت أسر ضحايا 11 سبتمبر/أيلول، أن “الأدلة الجديدة تؤكد من جديد معتقداتنا الراسخة فيما يتعلق بالتورط العميق للسعودية في جرائم قتل أحبائنا، وتؤكد ضرورة عدم مكافأة المملكة وولي العهد بزيارة رئاسية تسمح لها بمواصلة الهروب من المسؤولية عن دورها في أفظع هجوم على بلادنا بالتاريخ، ويجب أن تكون المحاسبة هي حجر الزاوية في أي انخراط”.
وقالت أسر الضحايا لـ”بايدن”: “إذا حذفت ملف أحداث 11 سبتمبر/أيلول من مناقشاتك مع القادة السعوديين، فإن ذلك سيكون بمثابة إشارة للعالم على أنك مستعد للانغماس في سنوات أخرى من التشويش والعرقلة السعودية، وأن أمريكا تعطي الأولوية لمصالح القوى الأجنبية والاقتصاد أكثر من حياة مواطنيها”.
وتابع الخطاب: “لقد شاهدنا الرؤساء يتجنبون المحادثات الجادة المطلوبة مع المملكة لأكثر من 20 عامًا، وما زلنا نأمل أن تكون مختلفا”.
وأضاف: “إن الإخفاق التاريخي في محاسبة المملكة على مساعدة وتحريض القاعدة وخاطفي الطائرات في 11 سبتمبر/أيلول هي الخطيئة الأصلية في العلاقة الأمريكية السعودية ومصدر عداء الشعب الأمريكي لتلك الأمة”.