في الوقت الذي أودعت فيه المالية السعودية 3 مليارات دولار في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطي النقدي في ظل تداعيات أزمة كورونا الاقتصادية عالميا، أكد وزير مالية المملكة، محمد الجدعان أن ضريبة القيمة المضافة “لن تخفض قريبا”، بذريعة “التعامل مع آثار كورونا”.
المالية السعودية مددت أيضا أجل الودائع الحالية البالغة قيمتها 2.3 مليار دولار، لتصل بذلك قيمة الودائع السعودية لدى مصر 7.8 مليارات دولار، وتنقسم إلى 4 شرائح، آخرها يسدد في النصف الأول من 2022 بقيمة 668 مليون دولار.
تناقض موقف المالية السعودية أثار غضب الناشطين على “تويتر”، ودفعهم لاتهام النظام السعودي بتبديد أموال الشعب على أنظمة “ديكتاتورية انقلابية فاشلة”، متهمينه بسرقة الأموال من جيوب المواطنين ووضعها في جيب رئيس الانقلاب العسكري المصري عبد الفتاح السيسي وجيشه.
الناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #ضريبة_القيمة_المضافة، #بن_سلمان، #السيسي، أشاروا إلى أن السعودية منحت قبل أسبوع باكستان 3 مليارات دولار وديعة، وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021 منحت مصر مثلها، مشككين في أنها دعائم اقتصادية تستبق أمرا هاما في المنطقة.
رفض سعودي
وأعرب ناشطون سعوديون عن رفضهم للمنح والودائع السعودية في الوقت الذي تعاني فيه المملكة من تفاقم الأزمات الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
واستنكر رئيس مجلس إدارة منظمة “سند”، سعيد بن ناصر الغامدي، “تدفق الرز السعودي إلى السيسي بالتزامن مع تزايد الفقر والبطالة والرسوم والضرائب في المملكة”.
الكاتبة نورة الحربي، تعجبت من “دعم المملكة لمصر بـ3 مليارات دولار، بعد أن دعمت باكستان بـ3 مليارات دولار”، قائلة: “لو أن كمية من هذه المبالغ تصرف على إنشاء السكن والتوظيف وما شابه ذلك.. لحلت معظم مشاكل شبابنا”.
صاحب حساب “جيفارا”، رأى أن “السعودية هي السعودية عدوة الإسلام والعروبة”، قائلا إن “سعودية المقبور عبدالله بن عبد العزيز هي من دعمت الانقلاب العسكرى الدموي في مصر بمليارات الدولارات، ودعمته سياسيا بإعطاء شيكات على بياض للدول الأوربية لإعطاء شرعية للانقلاب الدموي الذي حرق فيه السيسي المصريين أحياء”.
وأضاف أن “سعودية (ولي العهد محمد) بن سلمان مكنت اليهود من السعودية ودعمت العسكر فى كل مكان بالمنطقة ودفعت 30 مليار دولار لدعم الانقلاب التركي الفاشل، وقطعت (الصحفي) جمال خاشقجي بالمنشار في سفارتها بتركيا”.
سخرية وتهكم
وانتقد ناشطون تصريح وزير المالية السعودي، الجدعان، بأن ضريبة القيمة المضافة “لن تخفض قريبا”، وأن هدفها كما قال ولي العهد التعامل مع آثار جائحة كورونا، مستنكرين تضارب التصريح الرسمي من الوزير مع منح الحكومة وعطاياها للنظام المصري.
وصب ناشطون غضبهم على ابن سلمان، واتهموه بتبديد أموال الشعب، والتفريط فيها على هيئة منح وهبات لدعم أنظمة ديكتاتورية انقلابية.
الصحفي المعارض تركي الشلهوب، أشار إلى “إعطاء السيسي وديعة بقيمة 3 مليارات دولار وتمديد ودائع سابقة بمبلغ 2.3 مليار دولار هذا لا يؤثر على الاقتصاد، ولا تنطبق عليه حسابات (آثار الجائحة)، ولكن إبقاء ضريبة القيمة المضاعفة عند مستوياتها المرتفعة، والتضييق على المواطنين في لقمة عيشهم ضروري جدا لتجاوز آثار الجائحة!!”.
وأشار القائمون على حساب “بلادنا على وين” الذي يعد نافذة على الوضع الاقتصادي بالسعودية، لتصريح الجدعان، متسائلا: “ماذا عن شراء نادي نيوكاسل بـ340 مليون جنيه إسترليني (1.7 مليار ريال)؟، وماذا عن إعطاء السيسي وديعة بـ3 مليارات دولار؟”.
وسخر قائلا: “آثار الجائحة على ما يضر المواطن فقط!”.
الناشطة الحقوقية، حصة الماضي، قالت إن “الشعب له الضرائب والفقر والبطالة، بينما أمواله بيد السفيه محمد بن سلمان يتلاعب بها كيف يشاء، لذلك الشعب يريد إسقاط النظام السعودي”.
بينما رأى أزد الزهراني، أن “ضريبة القيمة المضافة تؤخذ من جيب المواطن، إلى خزينة الدولة، ومن خزينة الدولة إلى جيب محمد بن سلمان ، وزبانيته، وأعوانهم مثل المجرم الصهيوني السيسي ، وشاكلته”.
تماه مصري
وأعرب ناشطون وكتاب ومفكرون مصريون عن غضبهم من “استمرار السيسي في الشحاتة من دول الخليج”، مشككين في أن تلك الأموال “وراءها تفريط في مزيد من الأراضي المصرية لصالح السعودية كما حدث في تيران وصنافير، وانزواء تجاه السياسات السعودية في تمرير صفقة القرن”.
الناشط الحقوقي المصري أسامة رشدي، تساءل: “إلى متى سيستمر مسلسل الشحاتة والاستدانة وسداد القروض بالمزيد من القروض؟”.
وتهكم الباحث السياسي محمد الجوادي، قائلا: “زيادة في تطمين المصريين على متانة اقتصادهم وتوافر احتياطي دولاري ضخم، فإن الحكومة السعودية تبرعت لمصر بثلاثة مليارات من الدولار.. شكرا للسعودية وننتظر دعم الإمارات وفلوس صفقة القرن”.
رئيس تحرير صحيفة “المصريون”، جمال سلطان، لفت إلى منح السعودية للسيسي وديعة جديدة بمبلغ 3 مليارات دولار، لدعم احتياطي البنك المركزي المصري، رغم أن الاحتياطي يتجاوز 40 مليار حاليا، منها ودائع سعودية سابقة، متسائلا: “يا ترى ما هو مقابل هذا الكرم الحاتمي الطارئ وغير المبرر ولا المفهوم، ما هو الثمن المطلوب من السيسي؟!”.
وتساءل صابر الربعاوي: “هل هذا باقي حساب الجزيرتين أم دفعة لقطعة ثانية؟”.
فيما تساءلت رانيا مصطفى: “ترى ماذا باعهم هذه المرة؟”.
بدورها، تساءلت بيري أحمد: “الرز رجع تاني ليه يا ترى ؟!! زود الديون وهتاخد المقابل ايه؟! يكون في جزر تانية ولا حاجة!؟”.