منذ أكثر من عقد من الزمان واتفق كل من الرئيس الإماراتي محمد بن زايد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان على صناعة المؤامرات في منطقة الشرق الأوسط من أجل إحباط الشعوب التي تسعى لنيل حريتها.

فحارب كلهما الربيع العربي في المنطقة وسعوا إلى الإنهاء على حركات الإسلامية وذلك من خلال تمويل الانقلابات ودعم الانقلابيين والديكتاتوريين في المنطقة العربية مثل السيسي وحفتر والبرهان وبشار الأسد.

وعلى الرغم من أن الشخصين متشابهين إلى حد كبير فكل منهم مصاب بجنون العظمة وكل منهم يسعى لنيل السيطرة وبسط النفوذ إلا أنهم اختلفا في الآونة الأخيرة وهو ما اتضح جليا في اللقاءات التي غاب عنها بن سلمان.

لكن من المثير للدهشة أن نقاط الخلاف بين الطرفين هي نقاط الاتفاق التي جمعت محور الشر في المنطقة والتي جمعت للقيام بهذا الدور المشين في المنطقة فكيف اتفقا على المؤامرات واختلفا على الغنائم؟.

 

مؤشرات الصراع

أكدت قمة أبو ظبي الأخيرة على الصراع الدائر في الخفاء بين بن زايد وبن سلمان بعدم حضور الأخير لتلك القمة التي جمعت البحرين وقطر والإمارات وسلطنة عُمان بالإضافة إلى الأردن ومصر إضافة لذلك فإن ولي العهد السعودي لم يعط أي اعتبار دبلوماسي لدعوة الرئيس الإماراتي ولم يقدم اعتذاره لعدم الحضور.

ذلك الصراع الدائر له أسباب عديدة يأتي على رأسها قرار خفض إنتاج النفط التي قامت به السعودية والتي رفضته الإمارات سرًا لعدم إغضاب الجانب الأمريكي كما أنها حاولت إثناء ولي العهد الحاكم الفعلي عن هذا القرار من خلال إرسال طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني بالإمارات إلى الرياض لكن تلك الوساطة تم رفضها.

إن كان ذلك سببًا من أسباب الصراع فإن الأصل الحقيقي لنشوب ذلك الاحتقان هو طمع كلاهما في مقدرات الدول العربية خاصة بأن كل منهما يرى أنه الأحق بالريادة وبسط السيطرة خاصة بعدما تسبب في دمرها وإحباط الثورات الشعبية التي دعت إلى الحرية.

 

صراع على الغنائم

يبدو للوهلة الأولى فى مشهد دخول بن زايد ومحمد بن سلمان على الأطفال الذين يرفعون أعلام الدولتين على اليمين واليسار مشهد مألوفًا لكنه يحمل في طياته كثير من الكره والحقد من قبل الطرفين.

فقد اتفق كل منهما على تدمير دولة اليمن فقاما معاً بعاصفة الحزم التي تسببت في مقتل أبناء اليمن من المدنيين كما أنهما حاصرا بعض المدن التي مات أهلها جوعاً بفعل الدولتين الخليجيتين لكن الآن تحاول الإمارات دعم الجنوب للانفصال والسعودية تسعى إلى تمكين قوى موالية إليها وهذا تسبب في احتقان وصراع بينهما.

اليمن ليست السبب الوحيد فكل من الدولتين يملك نفطا ويصنف كدولة غنية فلماذا لا تكون له السيادة في المنطقة الخليجية بل منطقة الشرق الأوسط؟! ولذلك فإن هناك صراع اقتصادي كبير بين الرياض وأبوظبي.

ذلك التنافس الممتد وصل إلى بسط السيطرة على منطقة البحر الأحمر خصوصًا بعد وصول الإمارات عبر الانقلابات والمرتزقة إلى منطقة القرن الإفريقي بتدخلها في دولة الصومال أو حتى باحتلال الجزر اليمنية لكن السعودية ترى أن الأحق في تلك السيطرة.

كما يعد من أهم الملفات التي يحتد فيها الصراع مؤخرًا ملف “الكعكة المصرية” تلك الدولة التي أغدق كلهما على قائد الانقلاب فيها بالمال إلا أنه لفشله دمر الدولة وأصبح يبيع كل شئ فيها فسارع بن زايد وبن سلمان للاستحواذ على أصولها.

الخلاصة أن بن زايد وبن سلمان اتفقا على غزو اليمن ولكنهما اختلفا على النفوذ، كما أنهما اتفقا على دعم الانقلاب في مصر لكنهما اختلفا وتصارعا على الاستحواذ على أراضيها كما أنهم بالرغم من انهما تعاونا في الجانب الاقتصادي بين البلدين إلا أن كل طرف بات يرى في نفسه الأحق ببسط نفوذه الاقتصادية.