أدانت مؤسسة “سكاي لاين” الحقوقية الدولية استخدام وإقحام الأطفال في الأزمة الخليجية، ووصفت ذلك بأنه انتهاك جسيم لحقوقهم، ومخالفة شنيعة للقانون الدولي.
وقالت المؤسسة التي تتخذ من استوكهولم مقراً لها، إنها رصدت انتشار فيديو يستخدم رسوماً متحركة مشهورة للأطفال يدعى “دورا” يستخدم أغنية ضد قطر، يؤديها مجموعة من الأطفال، في مخالفة للإعلان العالمي لحقوق الطفل عام 1959.
وأشارت إلى أن “إقحام الأطفال في صراع سياسي هو أمر خطير وله عواقب وخيمة على مستقبلهم”.
وشددت “سكاي لاين” الدولية على أن “استخدام الأطفال وتحريضهم على تبنّي مواقف سياسية، ومن ثم توظيفهم في الصراعات بمختلف أشكالها، أو الضغط عليهم لتبنّي مواقف معينة وتحريضهم على كراهية الآخرين ورفضهم، هو انتهاك صارخ لطفولتهم، واستغلال ممنهج لمشاعرهم”.
وأضافت المؤسسة أن “ذلك يدخل وفقاً للتصنيفات العلمية للإساءة للأطفال ضمن الإساءة العاطفية وغسل الدماغ”.
وأعربت كذلك عن قلقها العميق من استخدام الطائفية الدينية في المقطع المذكور الذي لا يُعلم على وجه الدقة من أنتجه، ولكن حسابات سعودية كثيرة نشرته، من بينها حسابات موثقة لصحفيين كبار.
وقالت المؤسسة إن “مثل هذا النوع من الخطاب يؤدي إلى تأجيج الطائفية وخطاب الكراهية بالمنطقة”، وأكدت أن “استخدامه هو جريمة كبيرة يجب على المؤسسات المحلية والدولية التدخل لوقفها، وذلك بسبب مخالفتها للمادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تنص على أنه يُحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تُشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف”.
ووفقاً للاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والتي ينطبق عليها الفيديو المذكور والمُنتج، يعتبر “كل نشر للأفكار القائمة على التفوق العنصري أو الكراهية العنصرية، وكل تحريض على التمييز العنصري وكل عمل من أعمال العنف أو تحريض على هذه الأعمال يُرتكب ضد أي عرق أو أية جماعة من لون أو أصل إثني آخر، وكذلك كل مساعدة للنشاطات العنصرية، بما في ذلك تمويلها، جريمة يعاقب عليها القانون”.
كما طالبت المؤسسة السويدية السلطات السعودية باتخاذ الخطوات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن إنتاج مثل هذه المواد المخالفة للقانون الدولي، خصوصاً أن هيئة الإعلام المرئي والمسموع بالمملكة العربية السعودية كانت حذرت سابقاً من استخدام الأطفال لأجل الشهرة، وقالت في بيان سابق لها نشر في شهر مارس 2018 إن ذلك يعد نوعاً من أنواع الإساءة المادية والنفسية للأطفال.
يشار إلى أن الأغنية التي رافق تصويرها تعبيرٌ كاريكاتيري “بهيج”، عكس مدلولات كلماتها، استوحت موسيقاها من التراث الخليجي المعروف بحميميته؛ وهو أسلوب جاذب للصغار، يسهّل عليهم حفظ الأغنية وترديدها، خاصة أنهم يجهلون الحقيقة، ويؤمنون- لطبيعة فطرتهم- بحكمة ولاة الأمر!
واتخذت دول حصار قطر، منذ مايو 2017، أشكالاً متعددة من التحريض، وذلك من خلال استخدام الجيوش الإلكترونية الوهمية، إضافة إلى استخدام “الفن” في مهاجمة قطر والمقيمين فيها، ومنعهم من دخول دول الخليج التي تقاطع قطر.
وكانت السعودية استعانت، في وقت سابق، بأبرز فنانيها لمواجهة الإعلام القطري، فكان أن وظفت أشهر المطربين لكيل الاتهامات لقطر، في أغنيات لم تخلُ من القذف والسباب.