سادت شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية حالة استياء واسعة بعد تأكيد حساب “معتقلي الرأي”، المعني بقضايا المعتقلين السعوديين، مضاعفة عقوبة السجن بحق الداعية “خالد الراشد”، ليصبح مجموع سنوات سجنه 40 عاما.
وعبر منتقدون عن غضبهم إزاء تغليط الحكم على “الراشد”، الذي لم يرتكب جرما جنائيا ولا مدنيا، وشددوا على أن قضيته مثال صارخ على الظلم الذي تمارسه السلطات منذ صعود ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان” إلى الحكم.
وفي السياق، كتب الكاتب والصحفي “تركي الشلهوب” مغردا: ” ماذا بين محمد بن سلمان والعلماء والدعاة إلى الله؟ ألا ينتهي حتى يزلزله الله؟”.
وكتب أستاذ التاريخ “محمد ضاهر العريفي”: “حبيبي يا شيخ خالد، والله ما عند الله خير وأبقى وأنقى، عوضك الله في الدارين حياة طيبة، وأنزل على قلبك وقلب أهل الصبر والسكينة”.
وكتب “خالد العبدالله”: “أكثر من 70 قاضيًا أفتوا بقتل الإمام أحمد بن حنبل.. ووصفوه بأنه مبتدع! نسيهم التاريخ، وخلّد ذكر الإمام أحمد. هكذا معركة الحق والباطل في كل العصور”.
كما كتب “ناصر”، نجل الداعية السعودي المعتقل “عوض القرني”: “انتهت محكومية الشيخ خالد الراشد الجائرة 15 سنة، في عام 2020، وبدلاً من أن يطلق سراحه تمت إعادة محاكمته بالمحكمة الجزائية بـ23سنة، وبعد الاستئناف أصبح المجموع 40 سنة. هذه الأحكام المخالفة للمنطق كانت دافعاً لي للخروج ومواجهة هذا الجنون، والصمت ليس خيارا”.
فيما عبر الباحث في الشأن الإسرائيلي “صالح النعامي” عن تناقض التشدد السعودي ضد الدعاة المنتقدين والتساهل مع دعاة التطبيع مع دولة الاحتلال، مغردا: “محكمة سعودية ترفع حكم السجن على الشيخ خالد الراشد إلى 40 عاما، لدفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم. في حين يسمح ولي الأمر في الرياض للتافه محمد مسعود بإصدار الفيديوهات التي تمجد بنتنياهو واليمين الصهيوني وتشيد بزعيم الكاهانية بن غفير الذي يجاهر بعزمه على تهويد الأقصى. الله غالب”.
وإزاء هذه التغريدات وغيرها والتفاعل معها، صعد وسم “#أنقذوا_خالد_الراشد” إلى صدارة أكثر الوسوم تفاعلا على “تويتر” ليومين على التوالي، وسط سيل من إعادة تغريد خطب للداعية السعودي المعتقل.
وكان “معتقلي الرأي” قد أعلن، عبر “تويتر”، تأكده من قيام محكمة الاستئناف بتغليظ الحكم الصادر ضد “خالد الراشد” للمرة الثانية، وإضافة 17 سنة أخرى إلى مدة حكمه لتصبح 40 سنة.
واعتقل “الراشد” عام 2005، بسبب خطبته الشهيرة، بعنوان: “يا أمة محمد”، والتي انتصر فيها للرسول عليه الصلاة والسلام، واحْتجّ فيها على الرسوم المسيئة للنبي، وطالب بإغلاق سفارة الدنمارك، لكنّ القضاء السعودي حكم عليه بالسّجن لمدة 15 سنة، وذلك في سبتمبر/أيلول 2005.
ورغم انتهاء فترة محكوميته، التي من المنطقي أن تكون قبل عامين، أي عام 2020، لكنّ السلطات السعودية أبقت عليه في السجن تحت طائلة الاعتقال التعسفي، في سجن الحاير في الرياض، دون أي حكم إدانة ضده، ثم قررت محكمة أخرى إعادة محاكمتة في سبتمبر/أيلول 2021، وأضافت حينها 8 سنوات أخرى إلى مدة حكمه.
وبذلك أصبحت المدة المقررة لسجن “الراشد” 23 سنة، بداية من عام 2005، وذلك قبل أن تضيف محكمة الاستئناف 17 سنة أخرى إلى مدة حكمه ليصبح المجموع 40 سنة.
ويثير اعتقال كثير من العلماء والدعاء في السعودية الجدل حول المحاكمات التي تعرض لها “الراشد”، والظلم الذي يتعرض له معارضو سياسات “بن سلمان”، حيث يقبع الآلاف من المعارضين لحكم عائلة “آل سعود” في سجون المملكة الخليجية، التي كانت تعتنق حتى وقت قريب عقيدة سياسية اجتماعية محافظة، مفادها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.