قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إنه على الرغم من أن السعودية حثت جارتيها الخليجيتين الإمارات والبحرين على توقيع اتفاق تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل، لكنها لن تقوم بخطوة مماثلة قبل الانتخابات الأمريكية المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
وذكرت الصحيفة أن دفع السعودية لأبوظبي والمنامة للتطبيع كان بمثابة حافز للمملكة للتغطية على قرار محتمل من قبل حكومتها بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهي خطوة، وفقا للصحيفة، كانت ستحدث ارتدادات وهزات بالمنطقة أضخم من معاهدتي السلام المصرية (1979) والأردنية (1994) مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر قريبة من الديوان الملكي السعودي، قولهم إنه بالرغم من اقتراب فرص تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، لكن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” لن يعطي الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ما يعتبره أكبر إنجاز (تطبيع السعودية) في مجال السياسة الخارجية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ووفق الصحيفة فإن السعودية بدلا من ذلك، ستواصل دورها في حث الحلفاء بالمنطقة على التطبيع، وباسمها، قبل نهاية العام.
ولفتت إلى أن السودان وسلطنة عُمان بلدان مرشحان بقوة لتوقيع اتفاقيات مع إسرائيل، ولكن الحرس القديم في “السعودية” و”الكويت” -على حد قول الصحيفة البريطانية- سينتظرون للحصول على جوائز أكبر.
وفي ضوء ذلك، اعتبرت الصحيفة أن الملك “سلمان”، لم يخرج في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، عن النص، عندما أكد على التزام بلاده بالمبادرة العربية والتي كان ينظر إليها كإطار حل حتى سنوات قليلة.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين يعرفان تفكير وريث العرش السعودي قولهما إنه ينظر للمنطقة من خلال عدسة مختلفة عن تلك التي استخدمها أسلافه.
وأضافت أن “بن سلمان” يتعامل مع التوسع الإيراني كأكبر تهديد لاستقرار المنطقة، وأكبر من تحقيق تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين والتي فشلت.
ولفتت الصحيفة إلى تأثر أفكار “بن سلمان” بالعقلية التجارية لكل من “ترامب” وصهره “جاريد كوشنر”، ولم يضع وقتا في تطبيقها على موقفه الجديد من فلسطين ولبنان اللذين تحولا إلى عبء لا ينتهي.
وقبل نهاية العام طلب من الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” الحضور إلى الرياض، وقدم له نسخة عن فلسطين التي تدعمها السعودية، ولم يتحدث “عباس” أبدا عن اللقاء وما جرى خلاله، ولم يعد أبدا إلى السعودية.
ووفق الصحيفة كانت الخطة المقدمة لـ”عباس” من قبل “بن سلمان” لا تختلف عن تلك التي أعلنها “ترامب” وبصخب بداية هذا العام، إذ أخبر “بن سلمان” الرئيس “عباس”، أن فلسطين هي غزة وأجزاء من سيناء وممر أرضي لما تبقى من الضفة الغربية.
وبحسب الصحيفة ظلت العلاقة قوية بين “محمد بن سلمان”، و”كوشنر”، حيث دعم “بن سلمان” ضرورة ترسيم حدود لبنان البحرية، وهي نقطة مهمة لواشنطن من أجل تأمين حقوق لبنان في حقول الغاز المشتركة وكطريقة لتحييد “حزب الله” الذي يسيطر على جنوب لبنان.
وفي الوقت الذي تسير فيه إدارة “ترامب” نحو انتخابات الرئاسة زادت من الضغوط على إيران حيث ينظر إلى لبنان كساحة مهمة لتخفيف التأثير الإيراني هناك والسعودية تسير مع هذا الخط.