أعلنت السعودية على لسان وزير خارجيتها، اليوم الأحد، رفضها تسليم المتهمين بقضية قتل الصحفي جمال خاشقجي، قائلاً: “لن نسلم مواطنينا لتركيا”.

وجدد الجبير، في تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي المنعقد في ختام انعقاد القمة الخليجية الـ39 بالرياض، والتي استمرت يوماً واحداً، رفض المملكة تسليم متهمين بقتل خاشقجي للسلطات التركية.

وادّعى أن بلاده “لن تخفي شيئاً، وكلما حصلنا على معلومات (في قضية خاشقجي) فسنظهرها، كما يحدث في كثير من الجرائم التي يتم فيها التحقيق”.

وتأتي تصريحات وزير خارجية السعودية في إطار تضارب المواقف الرسمية السعودية في قضية خاشقجي، على الرغم من إقرارها بالجريمة بعد 18 يوماً من وقوعها.

وطالبت تركيا، السعودية، بتسليم القتلة الذين جاؤوا إلى تركيا يوم 2 أكتوبر، وتولوا مهمة قتل خاشقجي وتقطيع جثته وإخفائها، بتوجيهات من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، كما تقول تقارير.

– حصار قطر
وفي سياق متصل، واصلت السعودية تنصلها من حل الأزمة الخليجية، وذلك بإلقاء اللوم على قطر، في الوقت الذي لم تستجب فيه دول الحصار للوساطات التي استمرت خلال عام ونصف من الحصار.

وزعم الجبير في المؤتمر ذاته أن مواقف المملكة “معروفة وعلنية” فيما يتعلق بأزمة الخليج، وأن “الأمر الآن بيد الدوحة لكي تستجيب لطلباتنا”، على حد قوله.

وقال: “أعضاء المجلس حريصون جداً على ألا يكون لأزمة قطر أي تأثير سلبي على مجلس التعاون الخليجي”، وهو ما يختلف مع مواقف دول الحصار الثلاث بشأن حل الأزمة، وفق ما يرى مراقبون خليجيون.

واعتبر أن “المجلس ومنذ تأسيسه عام 1981 لعب دوراً كبيراً ومؤثراً في تعزيز التعاون والتنسيق بين دول الخليج العربية وشعوبها في عدة مجالات؛ منها الصحة والتعليم والتجارة والاستثمار”.

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن “قادة دول مجلس التعاون أكدوا حرصهم على تعزيز دوره في القضايا الإقليمية الهامة”.

وتتواصل الأزمة الخليجية التي بدأت في يونيو 2017، عندما شنت دول الحصار حملة اختراق على وكالة الأنباء القطرية “قنا”، وبثت تصريحات مزعومة على لسان الشيخ تميم، وأعقبتها الدول الثلاث بحصار اقتصادي استطاعت قطر تجاوزه.

وخلال عام ونصف من الأزمة تدخلت وساطات خليجية وأخرى أمريكية وغربية لحل أكبر تصدع يصيب المنطقة الخليجية، لكن السعودية والإمارات والبحرين لم تتجاوب معها، في وقت أبدت قطر استعدادها للحوار دون المساس بسيادتها.

قضايا أخرى
وفي ملفات أخرى، قال: “ناصر المجلس الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، ومنها تقديمه الدعم والإسناد لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في إنشائه حكومة وطنية، وكذلك دعم واستقرار العراق وتعزيز العلاقات بين البلدين، وغيرها من القضايا”.

وأضاف الجبير: “تطرق المجتمعون إلى التعاون الأمني بين أعضاء المجلس، سواء في مواجهة التطرف والإرهاب أو في التعاون العسكري وما يتعلق بدرع الجزيرة، والقيادة العسكرية الموحدة، وأيضاً تأسيس منظومة صواريخ مضادة للصواريخ”.

وغاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن القمة المنعقدة في الرياض، وأناب عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر سلطان المريخي، في الوقت الذي يتواصل فيه حصار الرباعي العربي على قطر.

وحضر القمة كل من أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى، ونائب رئيس الوزراء العماني، فهد بن محمود آل سعيد، نائباً عن السلطان قابوس بن سعيد، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.