تزامنا مع بدء توافد الحجاج إلى المدينة المنورة وإعلان وزارة الحج والعمرة السعودية وصول نحو 150 ألف حاج من عدة جنسيات، عبر المنافذ الجوية والبرية لأداء فريضة الحج، كثف ناشطون تفاعلهم مع الحملة المناهضة لمضايقة واعتقال الحجاج والمعتمرين.

حملة #الحج_ليس_آمنا، أطلقها علماء ودعاة وناشطون في 16 يونيو/حزيران 2022، وما زالت مستمرة، رفضا لتسييس النظام السعودي لشعائر الحج والعمرة، واستخدامهما كأدوات للقمـع ووسيلة لتصفية الخصوم، وطريقـة لدعـم أنظمـة قمعيـة.

وأصدروا بيانا قالوا فيه، إن “وجـود المشاعر المقدسة ضمـن جغرافيـة الحكومة السعودية يوجـب عليهـا القيـام بحقوق الحجيج، لكونهـا أفضـل دولـة أو أرشـد حكم، بـل بحكم موقع مكة المكرمة والمدينة المنورة في نطاقها الجغـرافي، وهـذا أمر ملزم لهـا”.

ولاقت الحملة دعما ومشاركة واسعة، ندد خلالها الناشطون باعتقال السلطات السعودية لبعض مؤدي المناسك، أبرزهم الإيغور المسلمون المضطهدون من الحكومة الصينية، والذين تعد معاناتهم في المملكة واحدة من أمثلة كثيرة للاستخدام السيء للشعائر من قبل السلطة.

واستنكر الناشطون استخدام السلطات السعودية الحج كـ”مصيدة” للمعارضين الذين يختلفون مع الأنظمة الحاكمة في بلادهم ولجؤوا إلى السعودية هربا من القمع والتنكيل الذي يتعرضون له في الداخل، مستهجنين عدم توفير ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ملاذا آمنا لهم.

وأكدوا أن الحج ليس آمنا للناشطين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمطالبين بالحقوق، بالإضافة للمطلوبين في دولهم؛ بسبب خلافهم السياسي مع حكومات بلادهم، رافضين أن يكون بيت الله الحرام حكرا على العائلة الحاكمة.

 

تسييس الحج

وصب ناشطون غضبهم على ولي العهد السعودي واتهموه بانتهاك قدسية الحج والعمرة، واستخدامهما كالفخ للغدر بالمسلمين، بالإضافة إلى تبديد ابن سلمان للمليارات التي تدخل للبلاد من أموال الحج والعمرة، مستنكرين صمت الشعب السعودي على تجاوزات النظام.

بدورهم، أدان الموقعون على بيان الحملة استخدام الحج والعمرة أداة سياسية، أو وسيلة للبطش واستدراج الآمنين واعتقالهم من الحرم، الـذي مـن دخـلـه كان آمنـا أو مصيـدة لتسليم ضيوف الرحمن قربانـا للأنظمة القمعيـة.

وعن ذلك، أعرب الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، عن رفضه القاطع “تسييس” الحج والمشاعر المقدسة، لأن الحج فرضه الله على جميع المسلمين، ولا يحق لابن سلمان أن يمنع أحدا من أداء هذه الفريضة العظيمة.

وأكد حسن أن “الحج ليس آمنا وأن آل سعود يستعملونه كأداة لنيل مطامعهم السياسية في السعودية”.

وأشارت فاطمة القحطاني، إلى أن ابن سلمان جعل من الحرمين الشريفين مصدر استثمار شخصي على حساب المسلمين، ويغدر بالزوار المسلمين في الحرمين الشريفين.

ولفت ولد طنيفان العتيبي، إلى أن “دخل بلاد الحرمين الشريفين من الحج والعمرة والغاز والنفط المقدر بمئات المليارات، يصرف على ملذات حياة أسرة عبد الإنجليز آل سعود اليومية حتى وصل البذخ لشراء لوحة (مزورة) من مبس أبو منشار حاكم بلاد الحرمين وشعبها الفعلي الآن”

وتساءل فهد بن محمد: “هل انتظار الشعب السعودي سيطول وهو يرى مغامرات ولي العهد وشطحاته في موالاة الكفار ونشر الفساد والرذيلة التي أساءت إلى سمعة المملكة خارجيا، فضلا عن السلب والنهب في المال العام وتفقير الشعب والذي يفترض أن يكون من أغنى الشعوب وأكثرهم رفاهية.. إلى متى هذا السكوت؟”.

 

تسليم الإيغور

وندد ناشطون بملاحقة النظام السعودي للمسلمين الإيغور واعتقالهم وتسليمهم إلى الحكومة الصينية الشيوعية، معربين عن تضامنهم معهم ومطالبين بإطلاق سراحهم وتوفير الحماية اللازمة لهم.

وأفاد بيان الحملة، بأن الحكومـة السـعودية عمـدت إلى اعتقال أعـداد مـن الحجاج والـزوار وتسليمهم لدولهـم وأنظمتهم المشهورة بقمعها وانتهاكها للحقوق، وذلك بعـد أن منحـت تأشيرات نظاميـة تقتضـي الحمايـة والرعايـة، كمـا هـو الحاصـل في تسليم مسـلمي تركستان الشرقية للنظام الدموي في الصيـن.

ورأى المغرد كامل، أن تسليم الإيغور للصين يدل على حقد ولي العهد السعودي على المسلمين، لافتا إلى أن الغرب المنافق وقف مع الإيغور نكاية بالصين.

وأضاف: “لكن لا تحسبوه شرا، الحمد لله الذي استدرج #مبس ليبين إجرام #آل_سعود وتسييسهم للحج والعمرة واستخدامهم لإيذاء المسلمين لتعلم الأمة أن مكة والمدينة تحت الاحتلال مثل القدس”.

وكتب المغرد عيسى: “تصوروا .. تتعب وتشقى لتجمع كلفة أداء فريضة الحج الباهظة تلبية لنداء الرحمن ولدى وصولك يتم إلقاء القبض عليك بدعوى أنك مطلوب لإحدى الأنظمة الديكتاتورية في هذا العالم! وهذا جرى بالفعل مع المسلمين الأويغور الذين سلمهم ابن سلمان للصين الشيوعية وحدث أيضا مع معارضين عرب”.

واستنكرت إحدى المغردات أن تصل بابن سلمان “الحقارة إلى استخدام الحج لاصطياد المعتقلين خاصة المسلمين الإيغور لتسلمهم للصين”، واصفة إياه بـ”الفاجر”.

وأشار آخر، إلى أن “كفار قريش كانوا يحترمون من يزور بيت الله الحرام، ويعطونه الأمان”، قائلا: “أما ابن سلمان فلا يملك مروءة الجاهلية ولا أخلاق الإسلام”.

 

تكريم الهند

وبرزت مقارنات الناشطين بين الطريقة التي يعامل بها النظام السعودي المسلمين وتنكيله بهم واستهدافهم فور وصولهم للمملكة لأداء مناسك الحج أو العمرة، وبين الترحيب الذي يقابل به المسيئون للإسلام والمسلمين، أبرزهم رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي.

وقال رئيس منظمة “سند”، سعيد بن ناصر الغامدي، “عندما يتكرر ويرتفع وسم #الحج_ليس_آمنا  فليس من فراغ”.

ودعا الغامدي، إلى “النظر في الفضيحة الكبرى المتمثلة في تكليف السعودية شركة على علاقة وثيقة بحكومة مودي الهندوسية المتطرفة بمهمة النظر في طلبات المسلمين القاطنين في (الدول الغربية) والراغبين في أداء فريضة الحج أو العمرة”.

وقال حازم عبدالهادي: “في الوقت الذي يتجرأ عباد البقر المجوس على أشرف وأطهر خلق الله محمد ﷺ يقوم (مبس) بالتعاقد مع شركة تابعة للكلب الذي أساء لسيدنا محمد للتدقيق على ضيوف بيت الله الحرام دون مراعاة لقدسية المكان ومشاعر المسلمين”.

وتعجب آخر من “تعاقد النظام السعودي المجرم مع شركة هندوسية مقربة من مودي وأركان حزبه الذين شتموا النبي ﷺ قبل أيام وذلك لكي تشرف على الحج والعمرة!”، مؤكدا أن “أخطر جهة على الإسلام هي النظامان السعودي والإماراتي”.

 

الأمان للصهاينة

ويرى ناشطون أن بلاد الحرمين في عهد ابن سلمان، “أصبحت في أيدي الصهاينة”.

ونشر صاحب حساب “نحو الحرية”، صورة الحاخام اليهودي يعقوب هرتسوغ، وهو ينفخ البوق اليهودي “الشوفار”، قائلا: “هذا يصول ويجول في بلاد الحرمين، وغيره يمنع.. هل تتخيلون؟”.

واستنكر عبدالله العتيبي، “سماح ابن سلمان لكل كافر لا دین له، بالدخول إلى أرض الحرمين الشریفین وإعطاءه الأمان واحترامه، في حين لا يسمح للمسلمين بدخول أرض الحرمين الشریفین لأداء الفريضة وإعطائهم الأمان، بل يعتقلهم”، واصفا ابن سلمان بـ”الملحد والكافر والمجنون”.

وانتقد الناشط، سعود خالد، أن “يصبح الحرم المكي آمنا لليهود وغير آمن للمسلمين، بسبب اتحاد التوجه السياسي والمطامع”، موضحا أنه “يعني بذلك أن مطامع اليهود وآل سعود (آل يهود) واحدة ومشتركة”.