ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الخميس، أن القيادة السعودية تعيش عزلة دولية منذ عام؛ نتيجة جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي التي وقعت في قنصليتها بمدينة إسطنبول التركية.
وقالت الغارديان، في تقرير لمارتن شولوف بعنوان “تداعيات قتل خاشقجي بوحشية ما زالت مستمرة بعد عام من رحيله”: إن قتل خاشقجي “خلف تأثيراً استثنائياً في منطقة معتادة على الأعمال الوحشية”، مضيفة أنه “من النادر أن يكون موت رجل واحد على هذا القدر من التأثير”.
ويقول الكاتب إنه عندما دخل خاشقجي إلى مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث قُتل في أكتوبر الماضي، كانت بلاده تتمتع بلحظة من الشهرة على الساحة الدولية، حيث كان ولي العهد السعودي “بدأ رحلته في إصلاح المملكة، وبدأ من يتشككون فيه يصدقونه”.
وأضاف أنه في ذلك الحين كان زعماء مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يريدون أن “يُشاهَدوا بصحبته”، ولكن هذا تبدل تماماً بمقتل خاشقجي.
واستطرد شولوف قائلاً: إن “وحشية عملية القتل كانت مسجلة، وأطلعت السلطات التركية قادة العالم على فحوى التسجيلات والتفاصيل المصاحبة، وهو ما أماط اللثام عن عملية قتل متعمد عن سبق الإصرار، تشبه عمليات التصفية التي تمارسها العصابات”.
وتابع: “لم يستغرق الأمر طويلاً لربط البلاط الملكي بعملية القتل، وما زالت وصمتها مستمرة بعد مرور عام، على الرغم من نفي ولي العهد محمد بن سلمان الضلوع في قتله”.
وأشار الكاتب إلى أن تبعات قتل خاشقجي ما زالت في المنطقة، فقد بقي “الأمير (محمد بن سلمان) يعاني العزلة عن العالم بصورة كبيرة، بالإضافة إلى هذا فقد تبدل الثناء الذي كانت تحظى به إصلاحاته إلى الغضب والإدانة”.
من جانب آخر يقول الكاتب إن زيارة ترامب الرسمية إلى المملكة عام 2017 “كانت إيذاناً بعودة تركيز الولايات المتحدة على السعودية كحليف رئيسي في المنطقة، بعد أن كانت الدفة قد مالت صوب إيران إبان حكم الرئيس السابق باراك أوباما. ولكن في نظر خصوم السعودية، أخرج مقتل خاشقجي الأمير بن سلمان عن مساره”.
وختم الكاتب المقال قائلاً: إن “جهود الأمير محمد بن سلمان لتحويل نفسه لرجل دولة قد أخفقت بعد مقتل خاشقجي، وقد لا تتعافى هذه الصورة قط”.
ويرى أنه “يبدو أمراً مؤكداً أن مقتل خاشقجي سيظل معلماً بارزاً ولحظة فارقة في حياة ولي العهد السعودي، وعلى الرغم من أنه من المرجح أن يعتلي العرش بعد وفاة والده، الملك سلمان بن عبد العزيز، لكن من غير المرجح أن يصبح زعيماً للمنطقة، كما كان يأمل”.