قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن الخبراء القانونيون الذين درسوا قضية قتل الصحفي جمال خاشقجي يعتقدون أن الفريق القانوني سيطعن بأي حجة قانونية تدعو لمنح محمد بن سلمان الحصانة.
ورجحت الصحيفة أن يجادلوا الخبراء بأن تعيين الملك سلمان الجديد كان مصممًا فقط لولي عهد السعودية محمد بن سلمان للتهرب من العدالة.
وذكرت أنه يجب رفض حيلة ابن سلمان لتأمين الحصانة بتصنيف نفسه كرئيس للوزراء، باعتبارها انتهاكاً لمبدأ الحصانة السيادية.
وأشارت الصحيفة إلى ضرورة عدم “السماح للطغاة بالتهرب من الملاحقة القضائية على جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة”.
وقالت الغارديان إنه إذا قرر قاضي محكمة واشنطن أنه لا ينبغي منح ابن سلمان حصانة سيادية.
وذكرت: “إما لأنه لم يكن حاكماً كاملاً للمملكة بعد، أو لأن أخطائه المزعومة كانت خطيرة للغاية”.
ونبهت إلى أن ذلك سيرسل رسالة صارخة مفادها أن ابن سلمان قد يواجه المزيد من المشاكل القانونية.
وبينت أن محامي ابن سلمان قدم للتو إشعارًا إلى محكمة مقاطعة واشنطن؛ بتوليه رئاسة الوزراءز
وجاء فيه: “ينبغي للمحكمة أن تحكم بحق ولي العهد في الحصانة القائمة على وضعه الحالي كرئيس لوزراء المملكة…”.
وقال مراقبون إن الالتماس يثبت بأن ابن سلمان كان خائفاً بشدة من القضايا المرفوعة ضده.
وقبل أيام، أعلنت القناة الإخبارية السعودية عن صدور أمر ملكي يقضي بتكليف ولي العهد محمد بن سلمان بمهام رئيس الوزراء.
وللمرة الأولى بتاريخ السعودية الحديث، يكون منصب رئيس مجلس الوزراء ليس من اختصاص ملك البلاد.
وقالت القناة إن أمرا ملكيا ثانيا صدر بتعيين الأمير خالد بن سلمان وزيرا للدفاع.
وقبل أيام، كشف ضابط مخابرات سعودي رفيع عن أن عاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز لم يعد ملكًا للمملكة، مؤكدا أن نجله ولي العهد محمد هو من يديرها.
وتولّى الملك سلمان حكم السعودية منذ عام 2015، خلفًا للعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وشغل منصب ولي العهد لعامين ونصف بدءًا من يونيو/حزيران 2012، قبل أن يعتلي عرش المملكة.
وكان العاهل السعودي شغل أيضًا إمارة منطقة العاصمة الرياض لأكثر من 50 عامًا.
وقال الضابط الذي رفض الكشف عن هويته خشية الملاحقة: “في الواقع، الملك سلمان لم يعد ملكًا”.
وأضاف: “على الرغم من أنه رئيس الدولة بالاسم، لكنه نادرًا ما يظهر علنًا بعد الآن”.
فيما قالت وكالة GTN24 الدولية إن فرص بقاء عاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز آل ثاني على قيد الحياة أقل من 10 %.
وتوقعت الوكالة التي استطلعت آراء خبراء موت الملك سلمان في غضون أسبوعين أو نحو ذلك.
وذكرت أن المجتمع الدولي يراقب صحة الملك سلمان عن كثب بسبب المشكلات الصحية التي يواجهها.
وقالت الوكالة إن “الملك يتمتع بالسلطة المطلقة في المملكة، التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم”.
ونبهت إلى أن المشكلة الرئيسية بعد وفاة الملك سلمان هي خليفته.
وأشارت إلى أن نجله محمد يواجه مشكلة كبيرة بحصد ولاء عديد من أفراد الأسرة السعودية لخلافة والده.
فيما قال معهد الأمن القومي الإسرائيلي INSS إن دخول عاهل السعودية إلى المستشفى يأتي في وقت حساس.
وذكر المعهد في تقرير أنه يثير مجددًا مخاوف وتكهنات بشأن استقرار السعودية عقب رحيله، وحدوث أزمة قيادية خاصة مع تحديات تواجه المملكة.
وأوضح أن ملف الاستقرار داخل السعودية بات الآن موضع تساؤل كبير.
ما بعد رحيل الملك سلمان
وأشار المعهد إلى أن نجله ولي العهد محمد يستخدم سيطرته المركزية على جميع الأجهزة الأمنية، حتى يُثبّت حكمه في الوقت المناسب.
وذكر أن الملك الجديد يواجه معارضة مستمرة لسلطته، فقد ترك له خصوم عنيدون داخليًا قد يقوضون شرعية حكمه، ويدفعون لفترة عدم استقرار.
وقال المعهد إن السعودية تواجه أزمة حقيقية بعلاقتها مع أمريكا، وهناك عدد غير قليل من مسؤولي واشنطن لا يريدون التصالح مع حكم ابن سلمان.
حكم ابن سلمان
وأضاف: “يبدو أن نهج الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه ابن سلمان يعتبر محاولة لتقويض شرعيته كحاكم فعلي، وملك بالمستقبل”.
وتابع المعهد: “بالنسبة لإسرائيل فإن هوية زعيم المملكة لها أهمية وتداعيات مباشرة على إسرائيل”.
هوية زعيم السعودية الجديد
وذكر أن التقديرات تدلل أن ابن سلمان سيظهر براغماتية أكبر من والده بشأن علاقته بتل أبيب، وأكثر استعداداً لمزيد من الانفتاح معها.
وقبل أيام، أعلن الديوان الملكي إدخاله إلى المستشفى في جدة لإجراء “فحوصات طبية”.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بيان الديوان الملكي حول إدخاله إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية.
ثم قال البيان إن خادم الحرمين الشريفين “دخل مساء السبت مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة لإجراء بعض الفحوصات الطبية”.
لكن الديوان الملكي لم يعلن عن أية تفاصيل حول الفحوصات التي أجراها.
الأكثر أهمية أن هذا الإعلان جاء على الرغم من أنه من غير المعهود على المملكة نشر إعلانات تتعلق بالحالة الصحية للملك.
ويقود الملك (86 عاما) المملكة منذ عام 2015 عقب وفاة شقيقه الملك عبدالله.