خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لاطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

– حملة إلكترونية تفضي لإطلاق سراح “الحاجي”:

تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية مع خبر اعتقال سلطات المملكة للأكاديمي والمؤثر/ الدكتور محمد الحاجي.

و”الحاجي” هو ناشط معروف في مواقع التواصل الاجتماعي، وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السلوكية والاجتماعية. ويقدم “الحاجي” بودكاست بعنوان “آدم” على منصة “ثمانية” الشهيرة عبر “يوتيوب”.

ولم يصدر أي تعقيب من جهة سعودية رسمية حول الأنباء التي تفيد باعتقال محمد الحاجي. وتأتي هذه الأنباء رغم أن محمد الحاجي الذي يتابع حسابه عبر “تويتر” نحو 385 ألفا، لا ينشر أي تغريدات لها صلة بالسياسة.

ونتيجة للضغط والمتابعة المستمرة عبر مواقع التواصل لخبر اعتقال “الحاجي” والدعوات لإطلاق سراحه، أفرجت بالفعل السلطات السعودية عن “الحاجي” بعد اعتقال تعسفي دام 5 سنوات.

من جانبه، استنكر أعضاء بحزب التجمع الوطني وناشطون بارزون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية بتويتر، اعتقال السلطات السعودية الإعلامي الدكتور، محمد الحاجي، تعسفيًا، وعّدوا اعتقاله بمثابة تعمد إخراس لجميع المؤثرين والناشطين على منصات التواصل الاجتماعي بمختلف توجهاتهم.

الأمين العام لحزب التجمع، الدكتور عبد الله العودة، توقع أن يكون اعتقال “الحاجي” جزء من حملة استهداف للمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي والسناب شات.

وبدوره، استنكر عضو حزب التجمع الوطني المعارض، الكاتب ناصر العربي، اعتقال “الحاجي”، محذرًا من أن كل المؤثرين والمشاهير والعلماء والأساتذة وأصحاب المبادرات بشتى أنواعها، العلمية والفنية والرياضية والتجارية أصبحوا في خطر، في عهد ولي العهد محمد بن سلمان.

وأضاف “العربي” أن بروز أي اسم في المجال العام له ضريبة وثمن يجب أن يدفعها، وتزيد تكلفة هذا الثمن مع ازدياد شهرة الشخص المؤثر أو المؤثرة وقوة تأثيره وارتفاع عدد متابعيه، لافتا إلى أن الاعتقالات التي بدأها بن سلمان عقب شهرين من وصوله إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، والتي عرفت باعتقالات سبتمبر، اعتقد البعض أنها فقط نحو الإسلاميين وأصحاب الخطاب الإسلامي.

كما علق حساب “ضابط أمن سابق” الشهير عبر “تويتر” على اعتقال “الحاجي”، قائلاً: “اعتقال د. محمد الحاجي فقط لأنه مؤثر إيجابي هو حلقة في سلسة طويلة يطوقون بها كل من لديه محتوى هادف، هذه السلسلة لن تنتهي قريبًا”.

وأدان الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل “بشدة التقارير عن اعتقال السلطات السعودية الأكاديمي الدكتور محمد الحاجي بشكل تعسفي ومن دون سند قانوني ونطالب بكشف مصيره والإفراج عنه فورًا”.

وقال حساب “وطنيون معتقلون” الشهير عبر “تويتر”: “خبر تألمنا لسماعه اليوم: اعتقال د. #محمد_الحاجي، الذي عُرف مؤخراً بسلسلة “وعي”، وهو الحائز على الدكتوراه في العلوم السلوكية والاجتماعية من أميركا، ويعمل مستشاراً لعدة قطاعات بينها القطاع العقاري”.

وقال المغرد السعودي، عبد الرحمن عطيف: “تعليق على اعتقال #محمد_الحاجي، لن تتوقف الاعتقالات ما دام ليس لقرار الاعتقال عواقب وثمن يرتد على الحكومة السعودية”.

في حين قال الناشط السعودي المعارض المقيم بكندا، عمر الزهراني: “الأنباء عن اعتقال د. محمد الحاجي مقلقة، الإعلام الأجنبي يسأل وكان السؤال الأهم لماذا اعتقل الرجل؟ (الرجل لم ينشط سياسيًا، لم تخرج منه تغريدات ناقدة للرؤية، يتعامل مع مشاريع مدعومة حكوميًا كمنصة ثمانية) هذا الاعتقال (إن تأكد) فهو رسالة تحذيرية لكل مؤثر لست في مأمن”.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “محاكم التفتيش السعودية تقوم باعتقال الدكتور في العلوم السلوكية والاجتماعية محمد الحاجي”.

فيما قال الناشط السعودي المعارض بالخارج، ناصر القرني: “لا زلت آمل أن يكون خبر اعتقال الدكتور محمد الحاجي غير صحيح، لا يمكن أن تضيع أعمار الشباب في السجون للاشيء ، لا زلت آمل ولو بنسبة لا تكاد تُرى أن تنزل حلقة بودكاست آدم ويستمر محمد في حياته بعيدًا عن غياهب السجون”.

وأشارت المحامية الحقوقية السعودية، لينا الهذلول: “قبل أسبوع فقط مؤسسة مسك تنشر مقطعًا لمحمد الحاجي الذي اعتقلته قوات أمن الدولة تعسفيًا قبل أيام”.

وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “ما الخطر الذي يشكله مقدم بودكاست وإعلامي بسيط كمحمد الحاجي على راحة وأمن محمد بن سلمان؟ لا شيء، مجرد غريزة فطرية لدى المراهق مبس والخوف من كل شيء، حتى من خياله!”.

وأوضح الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي أن “اعتقال الدكتور محمد الحاجي المتخصص في العلوم السلوكية والاجتماعية هو تكريس لسياسة تفريغ البلد من كفاءاته ونخبه واعتقال المؤثرين الذين يريدون النهوض بواقع الشباب في الوقت الذي يعيث فيه التافهون في عقول الشباب وأفكارهم”.

بينما لفت الناشط السعودي المعارض، عبد الله الجريوي، إلى أنه “من المحزن أن ترى شبح الاعتقال يطال من حولك والجميع مهدد به، هذا الرعب أيضًا دفع بمنصة رسمية أن تحذف إعلانها عن استضافتها د.محمد الحاجي دون إخطار متابعينها أو التوضيح.. حتى المساحات الثقافية والبعيدة كل البعد عن السياسة ليست آمنة من أيدي الاستبداد”.

وأشار حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر” إلى تطرق “صحيفة الغارديان البريطانية لخبر اعتقال الإعلامي ومقدم البودكاست في منصة ثمانية، الدكتور محمد الحاجي من قبل محمد بن سلمان، في خطوة وصفتها بالترهيب!”.

وقال حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر”: “اعتقال الحاجي يأتي ضمن حملة اعتقالات منظمة تجريها السلطات السعودية، وتستهدف الناشطين والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي”.

 

– دعوات لوقف عرض فيلم “باربي”:

أعلنت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية أنه لا توجد نية لمنع عرض فيلم “باربي” في سينمات المملكة، وأن كل ما يثار حول ذلك “شائعات”، وأن الأمر اقتصر على تأجيل العرض ليوم 31 أغسطس القادم فقط.

وقال المشرف العام على وحدة تصنيف الأفلام السينمائية بالهيئة، نواف السبهان، إن كل ما يقال حول منع عرض الفيلم في دور السينما المحلية مجرد شائعات”، مشيرًا إلى أن قرار تأجيل عرض الفيلم لا يقتصر على السعودية، بل يشمل دول الخليج كافة ومصر.

وحول سبب التأجيل، ذكر “السبهان” أن الهيئة طالبت إدخال بعض التعديلات على النسخة التي سوف تعرض بداخل المملكة، وهو ما قوبل بالرفض من منتجي الفيلم.

يرجع سبب منع فيلم باربي في دول الشرق الأوسط هو أن التركيز المُباشر كان على «قصص الشخصيات الشاذة جنسيًا»، وذلك فضلاً على وجود العديد من المشاهد الرومانسية بين «باربي وكين» التي وصفها البعض بـ «المُبالغ بها».

كما حذرت تقارير غربية من أن فيلم “باربي” الجديد (BARBIE) “يتجاهل الجمهور الأساسي”لصالح أجندات معينة ودعم الشذوذ والمتحولين جنسيًا”.

وظهرت نجمة المتحولين جنسياً هاري نيف في فيلم “باربي” وقالت إن الفيلم يشجع على عيش الحياة وتحديد الجسد وفقًا للشروط الخاصة بالفرد.

وحذر موقع “موفي جايد” Movie guide”، لمراجعة الأفلام قبل إصدار فيلم “باربي” في 21 يوليو الجاري، من مشاهدة الفيلم خاصة بالنسبة للأطفال، فقد انتقد الفيلم لأنه تجاهل الجمهور الأساسي من العائلات والفتيات الصغيرات وبدلاً من ذلك ركز على قصص الشخصيات المثلية والمثليين/ الشواذ ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والمتحولين.

وبحسب التقرير كان لدى الفيلم سوق قوي وجمهور مهم من الفتيات ارتبط بالدمية باربي وكان من الممكن أن تتوجه ملايين العائلات إلى السينما وشراء التذاكر ولكن بدلاً من ذلك اختارت شركة Mattel المنتجة للفيلم تلبية احتياجات نسبة صغيرة من السكان (الشواذ) الذين هم من أقل الفئات إقبالا على الأعمال الفنية.

كما أثار عرض فيلم “باربي” في السعودية، رغم منعه من العرض في عدة دول أخرى، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي حول تناقض المشهد الحالي عما كان قبل سنوات، حيث أصبح الخليجيون يسافرون إلى السعودية لمشاهدة الأفلام السينمائية، بعد أن كانت حركة السفر هذه في الاتجاه المعاكس.

وذكر موقع “ذا هوليوود ريبورتر” أن السعودية أصبحت مقصدا لمقيمين في بلدان خليجية، إذا كانوا يريدون تجاوز القيود الصارمة على السينما لديهم، ومشاهدة فيلم “باربي”، وهدا مؤشر على “الاتجاهات الثقافية التاريخية المعكوسة”.

وسبق أن حظرت الكويت ولبنان ودول أخرى الفيلم، معتبرين أنه “يخدش الآداب العامة”، و”يدعو لأفكار دخيلة على المجتمع”.

كذلك كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن وجود حالة من الغضب الشعبي ضد قرار الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية بالسماح بعرض فيلم “باربي” في سينمات المملكة دون أي قيود.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن هناك حالة من الغضب داخل السعودية؛ بسبب عرض فيلم باربي، لأنه يحمل رسائل تتناقض مع قيم المجتمع، والتي اعتبرها المجتمع ترويجًا لثقافة الشذوذ الجنسي، والنسوية المتطرفة.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن العديد من السعوديين يترددون في التعبير علنًا عن رفضهم لعرض الفيلم؛ خوفاً من تداعيات الاعتقال من قبل نظام “ابن سلمان”.

حتى أن الصحيفة الأمريكية نقلت عن رائدة الأعمال السعودية، وفاء الرشيد، قولها: “أنا شخص ليبرالي طالب بالحرية لمدة 30 عامًا، لكن فيلم باربي مؤامرة ضد العائلات، كما أنه يزيد في إيذاء النساء ويقيد من دور الرجال، أطالب السلطات السعودية بحظر عرض فيلم باربي داخل المملكة”.

كما أن إحدى المراهقات السعوديات، التي شاهدت فيلم باربي في صالات السينما، قالت لنيويورك تايمز: “كنت أتوقع وجود رقابة على الفيلم، لكنهم لم يقطعوا أي شيء، هناك الكثير من المشاهد الصادمة، حيث تعلن فيه باربي أنها لا تملك مهبلاً، وأن كين لم يعد له قضيبًا، حتى الترجمة كانت فيها كلمات خادشة”.

وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، قائلاً: “الكويت والبحرين وعُمان والجزائر ولبنان وباكستان، منعوا عرض فيلم باربي لأنه خادش للحياء، هادم للقيم، مستهدف للأسرة والفطرة، فلماذا يُعرض في أرض الحرمين وهي الأولى بمنع عرض مثل هكذا أفلام ساقطة؟!”.

وقالت مغردة سعودية تُدعى، منال الزهراني: “أقذر فيديو شفته ها الأيام تقليد سخيف للغرب، بعض البنات والشباب جالسين حتى يصدر محتوى ساقط من أفلام أو أزياء جديدة في الغرب يقلدونه، وهذا نتيجة عرض أفلام مخالفة للذوق العام”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “مشاهد ساقطة لفتيات من آثار فيلم باربي.. باربي ليس مجرد فيلم بل يصبح ثقافة مدمرة تفرض على بناتنا وشبابنا وتؤثر على تصرفاتهم، من حقنا أن نقول: #أوقفوا_عرض_فيلم_باربي”.

فيما قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “بفطرتها البشرية السليمة… استهجنت هذه المرأة الأجنبية الرسائل الهدّامة التي يريد فيلم باربي بثّها في المجتمعات الإنسانية ومسخ فطرته. أمّا نظام الأمير محمد بن سلمان الذي يدّعي الحكم بالقرآن والسنة، فقد سمح بعرض هذا الفيلم السيء في أطهر بقاع الأرض!”.

وتابع “الغفيلي” قائلاً: “شعب المملكة المسلم يرفض أن تكون أرضه التي انبثقت منها رسالة التوحيد، منطلقًا لنشر أفكار الشــ.ـذوذ وهدم الأسرة”.

وقال حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر”: “تقليد قذر للغرب، بعض البنات والشباب جالسين حتى يصدر محتوى ساقط من أفلام أو أزياء جديدة في الغرب ليقلدونه”.

بينما قال حساب “نحو الحرية”: “الهدف من عرض فيلم باربي في المملكة واضح، حيث يراد تسويق هذه الأفكار الهدامة للمجتمع، ليسهل تفريغه من القيم والثوابت، بالتالي يسهل السيطرة عليه أكثر وأكثر، ولا مهمة في العالم أسهل من التحكم بمجتمع لا يحتكم إلى قيم ولا إلى مبادئ!”.

وأضاف الحساب في تغريدة منفصلة: “الجزائر تعلن حظر فيلم باربي وتمنع عرضه في البلاد.. حان الوقت لمنع عرضه في بلاد الحرمين كذلك!”

فيما قالت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي: “فيلم باربي تصدر شباك التذاكر بعد أسبوع من عرضه في صالات السينما #السعودية بإيرادات تجاوزت 7 مليون ريال، هيئة الترفيه هكذا تغيرت ثقافة الشعب وأصول المجتمع”.

وقال حساب “نفقات هيئة الترفيه”: “الجميع يدرك خطورة هذا الفيلم على المدى القريب والبعيد.. لذلك يحذر العقلاء منه: #أوقفوا_عرض_فيلم_باربي”.

وقال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: بغض النظر عن القيم الإسلامية التي لا يمتثل بها ابن سلمان! هناك بعض الأمور تتعلق بـ القيم الإنسانية، والتي تفرض على الحكومة صيانة شعبها تجاه مما يخدش هذه القيم. عرض فلم #باربي يؤكد بأن ابن سلمان لا يلتزم حتى بـ مبادئ الإنسانية ويحزم بإقلاعها.

وأوضح الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل أن هناك “غضب داخل المجتمع السعودية بسبب عرض فيلم باربي الذي منعته عدة دول عربية وإسلامية كونه يحمل رسائل تتناقض مع قيم بلاد الحرمين بالترويج لثقافة الشذوذ الجنسي والنسوية المتطرفة”.

حتى حساب “أخبار السعودية” والذي يدعم النظام السعودي ويطبل لـ”ابن سلمان” في كل صغيرة وكبيرة، كتب يقول: #فيلم_باربي : ممنوع في الجزائر لأنه يتنافى مع الأخلاق والقيم الإسلامية والانسانية. مسموح به ومدعوم في بلاد الحرمين #أوقفوا_عرض_فيلم_باربي”.

 

– رفض شعبي للتطبيع مع الكيان الصهيوني:

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن السعودية اتفقت على الخطوط العريضة لإبرام صفقة تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني، مقابل تنازلات للفلسطينيين وضمانات أمنية أمريكية ومساعدة نووية.

وأوضحت الصحيفة أن المعلومات المذكورة جاءت وفق تصريحات خاصة لمسؤولين أمريكيين.

وذكرت الصحيفة أن أنه على الرغم من وجود العديد من العقبات إلا أن الأطراف ذات الصلة بالاتفاق يتفاوضون حاليا على تفاصيلها ويأملون في تعزيزها في غضون من 9 إلى 12 شهرًا.

في حين اعتبر وزير الخارجية الصهيوني، إيلي كوهين، أن التوصل لاتفاق بشأن العلاقات الثنائية مع السعودية هو “مسألة وقت”.

وقال في حديث مع موقع “واي نت” الإخباري العبري، إن تطبيع العلاقات مع السعودية “في متناول اليد”، مشيرا إلى أن الأمر “مسألة وقت فقط”.

وأضاف كوهين، أن الوصول لاتفاق مع السعودية “يصب في مصلحة الولايات المتحدة”، موضحا أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن “تريد إنجازا سياسيا قبل الانتخابات الرئاسية في عام 2024”.

وأردف: “الأمريكيون مهتمون بالاقتصاد، ووجود اتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية من شأنه أن يخفض تكاليف الطاقة”.

وزعم الوزير الصهيوني أن الرياض “ترغب في اتفاقيات مرتبطة بمجالات السياحة والتجارة، مماثلة لتلك التي عقدت بين الإمارات وإسرائيل”.

وعلى صعيد آخر، دعا كوهين إلى تشكيل “جبهة جماعية” إلى جانب المساعي العالمية لتقييد تقدم إيران النووي، كـ”استراتيجية لإحلال السلام في الشرق الأوسط وتطبيع العلاقات (بين الدول)”.

ولم تعلق السعودية أو الولايات المتحدة على تصريحات كوهين.

وكانت السعودية اشترطت في أكثر من مناسبة، حل القضية الفلسطينية أولا، قبل أي عمليات تطبيع مع تل أبيب.

وفي الوقت ذاته، امتنع رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني عن الإجابة عن التنازلات التي يمكن أن يقدمها في الملف الفلسطيني لإنجاز التطبيع مع السعودية.

وقال نتنياهو في الجزء الثاني من مقابلة أجرتها وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية ونشرتها، الاثنين. إنه “إذا كانت هناك رغبة سياسية، فستكون هناك طريقة سياسية لتحقيق التطبيع والسلام الرسمي بين إسرائيل والسعودية”.

وبحسب نتنياهو فإنه يمكن لـ”الكيان الصهيوني والسعودية العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، حتى لو لم يتبادل البلدان الاعتراف”.

وفي هذا الصدد قال نتنياهو: “يمكن لإسرائيل والسعودية إنشاء “ممر اقتصادي” يمر عبر شبه الجزيرة العربية إلى أوروبا، يشمل الطاقة والنقل وتكنولوجيا الاتصالات”.

وأضاف: “يبدو لي أننا سنكون قادرين على تحقيق ذلك بغض النظر عما إذا كان السلام قد تم رسميا بيننا أم لا”.

واعتبر نتنياهو أن التطبيع مع السعودية هو أمر استثنائي، وهو ما يجعله متفائلا بشأن مستقبل دولة الاحتلال.

وحول سؤال عن التنازلات التي يمكن أن يقدمها في هذا الإطار أجاب نتنياهو: “سيكون هناك طريق سياسي لتحقيق التطبيع وسلام رسمي بين السعودية وإسرائيل.. أراهن على ذلك لكن لا أضمن ذلك”.

وأضاف: “ما لا أريد تقديمه هو أي شيء سيعرض أمن إسرائيل للخطر، ولكن هناك مساحة كافية لمناقشة الاحتمالات”.

لكن نتنياهو حسم بأنه لا يفكر بإعطاء “دولة فلسطينية”، مدعيا أن أي دولة فلسطينية هي في الواقع “دولة تسيطر عليها إيران.. ليست دولة فلسطينية بل دولة إيرانية إرهابية”.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، معلقًا على خطة التطبيع تلك: “المتصهين ابن سلمان اختار حكومة من أكثر الحكومات المتطرفة في تاريخ الكيان المسخ للتطبيع معها.. نجاسة فوق نجاسة”. وتابع “الشلهوب”: “علموا أولادكم أن الفلسطينيين لم يبيعوا أرضهم، وأن المطبعين باعوا دينهم وأمتهم وكرامتهم للصهاينة المحتلين ليبقوا جالسين على عروشهم العفنة”.

وقال حساب “سعوديون مع الأقصى” الشهير عبر “تويتر”: “يوظّف الصـ.هــاينة بعض المرتزقة المتصـ.هـينين لإيهام الرأي العام بأن شعب المملكة يؤيد التطبيع معهم، ولكن لسان حال كل شعب المملكة هو #سعوديون_ضد_التطبيع”.

فيما قال حساب “نحو الحرية”: “علموا ابنائكم حب فلسطين منذ الصغر، ليكبروا ويصبحوا رجال أحرار، لا مطبعين أنذال. #سعوديون_ضد_التطبيع”.

وقال حساب يُدعى “جلاد الذباب” عبر “تويتر”: “اقول لأصحاب هاشتاج #سعوديون_ضد_التطبيع أن بن سلمان سيطبع مع الصهاينة لأنه في النهاية ولدهم وتربيتهم، لكنه الآن يساوم الأمريكان مقابل توليته ملكا واخذ ضمانات بعدم الوقوف مع اي محاولة لعزله أو تنحيته مستقبلا”.

وقال مغرد سعودي يُدعى، فيصل الغامدي: “يريد نظام ابن سلمان إسكات كل الأصوات الرافضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي قبل إعلان التطبيع، كما فعل مع الشيخ حمود بن علي العمري، الذي حُكم عليه بالسجن 9 سنوات بسبب آرائه الرافضة للتطبيع”.

بينما قال حساب “خط البلدة” الشهير عبر “تويتر”: “هذا هو الموقف الحقيقي للشعب السعودي من التطبيع.. موقف رائع لـ “التيك توكر” نايف العنزي عندما رفض التقاط صورة لأحد السياح في تايلند، بعدما علم أنه سائح “إسرائيلي”.

بينما أعاد الناشط السعودي المعارض، ناصر القرني، نجل الداعية المعتقل “عوض القرني”، نشر تغريدة لوالده حول التطبيع، قال فيها: أي اتفاقية سلام أو استسلام تفرط في شبر من فلسطين، وبخاصة في القدس، فهي لا تمثل أمتنا، وهي غير معنية بها، وعند أطفال الأقصى الخبر اليقين”، وعلق عليها قائلاً: “سعوديون ضد التطبيع، التطبيع خيانة”.

وأضاف “ناصر” في تغريدة منفصلة: “لمثل هذه اللحظات امتلأت السجون، حتى لا يعلن شخص رفضه التطبيع حتى لا يصرخ شخص في وجه النظام ويقول ما هذا الانحطاط؟”.

وقالت مغردة سعودية تُدعى، بشرى صدقي: “علماؤنا المعتقلين ضد التطبيع..” لو كانوا طلقاء لدافعوا عن مسرى النبي مسجد الأقصى. #سعوديون_ضد_التطبيع”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “علموا اولادكم أن فلسطين محتلة وأن المسجد الأقصى أسير وأن الكيان الصهيوني عدو وأن المقاومة شرف وأنه لا يوجد دولة اسمها إسرائيل”.

فيما أورد حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر”: “إسرائيل ستكون المستفيد الأكبر من التطبيع مع المملكة؛ هي تنتظر أن تعود إلى المملكة منذ قرون، بن سلمان سيفتح لهم الباب وسيتغلغلون في مفاصل الدولة جميعها، على عكس المملكة التي ستخسر داخليًا، كما أنها ستخسر الرأي العام الإسلامي نهائياً”.

وقال حساب “ضابط أمن سابق” عبر “تويتر”: “إسرائيل ليس لديها القدرة على حماية نفسها وقد رأينا ذلك في معاركها المتكررة مع غزة، لذلك فإن التطبيع معها بحجة تشكيل جبهة لمواجهة إيران أمر غير مقنع، لا من ناحية عسكرية ولا من ناحية استراتيجية”.

فيما قال الناشط السعودي المعارض بالخارج، عبد الحكيم الدخيل: “محمد بن سلمان لا يهتم أبدا بالقضية الفلسطينية ويريد ثلاثة أشياء رئيسية فقط مقابل التطبيع العلني مع إسرائيل وهي ضمانات أمنية أمريكية تحمي المملكة وتحميه، ومعدات وتكنولوجيا عسكرية أمريكية متطورة، ودعم أمريكي لبرنامج نووي مدني”.