السلة والتنس.. الرياضتان الجديدتان اللتان تسعى السعودية للاستثمار فيهما خلال الفترة المقبلة”.. هكذا توقعت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن استثمارات المملكة الجديدة في مجال الرياضة.
جاء ذلك بعدما أحدث الاتفاق بين الجولة الأوروبية المعروفة باسم “دي بي وورلد تور” مع دوري “ليف غولف” الممول من السعودية، صدمة لدى صانعي الصفقات الرياضية في جميع أنحاء العالم، وأعاد تسليط الضوء على الصفقات الضخمة التي باتت الرياض تعقدها.
وتقول الصحيفة إن صفقة “دي بي وورلد تور” مع “ليف جولف” قد تمنح السعودية مكانة جديدة في الرياضات الاحترافية.
كما أنها قد تجلب مكانة بارزة جديدة لرجل المملكة في جميع أنواع الاستثمارات، وهو ياسر الرميان، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات، والمحب للجولف والسيجار.
وفي عهد الرميان، بدأ الصندوق يستعرض قوته المالية على الصعيد العالمي بما في ذلك عالم الرياضة، وفق التقرير.
وربما أخفقت السعودية في استقطاب الأرجنتي ليونيل ميسي، لكن الترحيب الصاخب والكبير بالفرنسي كريم بنزيما، والاندماج المفاجئ الذي أذهل عالم الجولف يسلط الضوء على مدى الطموحات الرياضية للمملكة الخليجية الغنية بالنفط.
وتشير الصحيفة إلى أن الصفقة دفعت بعض المطلعين على المجال الرياضي إلى التساؤل عن “الرهان الرياضي” التالي، في اهتمامات صندوق الثروة السيادي الضخم في السعودية.
وبات للصندوق الذي يعرف باسم صندوق الاستثمارات العامة شهية كبيرة للرياضة، وقام باستثمارات في المصارعة الحرة (WWE) وسباق السيارات (Formula 1) ودوري كرة القدم الوطني.
وأنشأت البلاد الصندوق الهائل للتعاقد مع نجوم كبار مثل ليونيل ميسي، الذي رفض عرضا منه هذا الأسبوع.
ويسيطر صندوق السيادة السعودي الآن على 4 أندية في الدوري السعودي الممتاز، وهدفه الآن هو تزويد كل من تلك الأندية بلاعبين رفيعي المستوى.
وفي يناير/كانون الثاني 2022، انضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو (38 عاما) إلى نادي النصر السعودي، ولحق به الأسبوع الماضي المهاجم الفرنسي كريم بنزيما (35 عاما) إلى نادي اتحاد جدة لمدة 3 مواسم.
وتشير الصحيفة إلى أن سجل المملكة في انتهاكات حقوق الإنسان كان عقبة أمام بعض الصفقات في الولايات المتحدة.
وفي عام 2019، أعادت شركة إنديفور العملاقة للترفيه استثمار الصندوق البالغ 400 مليون دولار بعد مقتل كاتب العمود في صحيفة “واشنطن بوست”، جمال خاشقجي.
وحتى وقت قريب، كانت جولة رابطة لاعبي الجولف للمحترفين حريصة على استخدام سجل السعودية ضدها، لكن هذا القلق الأخلاقي يبدو أنه زال، حسب التقرير.
أُعلن عن الاتفاق، وهو اندماج ثلاثي بين رابطة لاعبي الجولف المحترفين ومقرها الولايات المتحدة وجولة موانئ دبي العالمية (دي بي وورلد تور) و”ليف جولف” المنافسة المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، في الوقت الذي وصل فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المملكة.
وتشير الصحيفة إلى أن الاستحواذ الذي تم على الجولف، قد لا يتحقق في رياضات أخرى مثل البيسبول وكرة السلة، لكنه قد يتحقق في التنس.
ولعب بعض نجوم التنس، بما في ذلك ستيفانوس تسيتسيباس المصنف الخامس، بالفعل في السعودية، ومن المرجح أن يكون تهديد المنافسة السعودية أحد الأسباب التي دفعت اتحاد لاعبات التنس المحترفات إلى جمع الأموال من شركة الاستثمار المباشر “سي في سي كابيتال” هذا العام.
ويقول المطلعون إنهم يتوقعون أن يبدأ السعوديون الاستثمار في الفرق الرياضية الأمريكية، وقد غيرت “الرابطة الوطنية لكرة السلة” (NBA) بالفعل قواعدها للسماح بذلك، وفق الصحيفة.
وحسب التقرير، ظل صندوق الثروة السيادي السعودي هادئا لعقود في مجال الاستثمار عكس دول الخليج الأخرى، ولكن مع صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بات الصندوق المحرك لجهوده لتحويل الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط.
وفي جزء رئيسي من تلك الحملة (رؤية 2030)، ضخ الصندوق الحكومي مليارات الدولارات في الشركات الأجنبية، ليصبح واحدا من أكثر المستثمرين في العالم.
واستحوذ صندوق الاستثمارات العامة على حصص بمليارات الدولارات في “أوبر” وشركة صناعة السيارات الكهربائية “لوسيد”.
تلك الطموحات الكروية السعودية يرجح مراقبون أنها “ستثير الجدل، فالمملكة لديها سجل رهيب في مجال حقوق الإنسان وهناك قيود صارمة على حرية التعبير وحقوق المرأة، وستعيد خصصة الأندية إطلاق الاتهامات بالغسيل الرياضي”، لافتين إلى أن “السعودية تستخدم الرياضة لتحسين سمعتها أمام جمهور عالمي”.
ويقصد بالغسيل الرياضي الجهد المتضافر من قبل بلد (أو منظمة) لاستخدام الرياضة الدولية لتحسين سمعتها التي شوهتها انتهاكات حقوق الإنسان، وإعادة تقديم نفسها على المسرح الدولي.