اعتبر تحليل نشرته مجلة “ريسبونسبل ستيتكرافت” الأمريكية، أن الخطط الأمريكية التي كشفتها وسائل إعلام مؤخرا عن توسط الولايات المتحدة لإبرام تطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني فكرة سيئة، لأنه لا يجب على واشنطن تقديم التزامات إضافية تطلبها الرياض من أجل تحقيق ذلك.
ووفق التحليل الذي كتبه دانيال لاريسون، الحاصل على الدكتوراة في التاريخ من جامعة شيكاغو، فإنه لا يوجد سبب مقنع يدفع واشنطن للقيام بتلك الخطوة التي ستكون بمثابة خطأ جسيمًا من قبل إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
وأوضح “لاريسون” أن “بايدن” ارتكب بالفعل خطأ عندما حاول كسب ود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العام الماضي، لكن تم رفضه قبل انتخابات التجديد النصفي العام الماضي.
وعقب بأنه لن يكون من الحكمة أن يقوم بايدن بجهود كبيرة قبل الانتخابات للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين السعوديين والصهاينة، ستكون بلا شك على حساب مصلحة واشنطن ومن الممكن أن يفضل ولي العهد تأجيلها حتى ما بعد الانتخابات الأمريكية حتى يتمكن من انتزاع تنازلات أكبر لاحقًا.
ورأى “لاريسون” أنه حتى لو كان السعوديون على استعداد لقبول عرض “بايدن” هذا العام، فسيكون ذلك صفقة سيئة للولايات المتحدة، موضحًا العديد من الأسباب لهذا التصور.
وذكر المحلل أنه لو افترضا أن التطبيع الصهيوني – السعودي سوف يتبع نمط التطبيع الصهيوني مع المغرب والإمارات، فمن المحتمل ألا يتضمن أي تنازلات ذات مغزى من جانب الكيان الصهيوني وسيعتمد على خدمات سياسية وعسكرية أمريكية إضافية للسعوديين.
وأشار إلى أن ثمة شائعات ترددت عن المقابل الذي تريده الرياض للتطبيع مع تل أبيب يشمل حصول المملكة الخليجية على ضمانة أمنية أمريكية ودعما للبرنامج النووي المدني للمملكة، وعلى أقل تقدير فإن السعودية سوف تريد زيادات كبيرة في مبيعات الأسلحة الأمريكية والمساعدات العسكرية.
وبحسب المحلل فإن هذا من شأنه أن يربط الولايات المتحدة بالسعودية على نحو أوثق ويزيد من تمكين السلوك المدمر للأخيرة في المنطقة. معقبًا أن ذلك ثمنًا يجب على الولايات المتحدة أن ترفض دفعه.