قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضغط شخصيا على القيادة السعودية لإعادة فتح المجال الجوي مع قطر
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته “عربي21” أنه ومع مرور 3 سنوات على حصار قطر، تتخذ إدارة ترامب مساعي لحل أحد ملفات الخلاف الخليجي بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر من جهة أخرى.
وبحسب الصحيفة، فإن جميع المحاولات السابقة للمصالحة باءت بالفشل، بما فيها محاولات الكويت التي أفشلها التشكيك الإماراتي بمصداقيتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية توصلت إلى قناعة بأن لا تشغل نفسها بالمصالحة، وتكتفي بالضغط على السعودية لإعادة فتح المجال الجوي، بدلا من اضطرار الطيران القطري للتحليق فوق طهران بشكل متكرر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله، “هناك حاجة ماسة لحل موضوع المجال الجوي، وهذا مصدر إزعاج لنا حيث تذهب الأموال إلى الخزينة الإيرانية بسبب تحليق الطيران القطري في الأجواء الإيرانية”.
ولفتت إلى أن النزاع الخليجي- الخليجي أدى لتمزيق مجلس التعاون الخليجي المكون من ست دول ووضع عقبات أمام الإستراتيجية الأمريكية بالمنطقة والهادفة لمواجهة إيران وطموحاتها الإقليمية، وتخفيض عدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وتشجيع الدول العربية على تعميق صلاتها مع إسرائيل واحتواء تداعيات انهيار أسعار النفط.
وبدأت الأزمة الخليجية حزيران/يونيو 2017 عندما قطعت كل من مصر والبحرين والسعودية والإمارات علاقاتها مع قطر التي اتهمت بدعم الإرهاب، إلا أنها تنفي هذا المزاعم جملة وتفصيلا.
وفرضت الدول الأربعة حصارا جويا وبريا وبحريا وأغلقت كل المعابر التي تربط قطر بها، وحظي الحصار بداية بدعم من الرئيس ترامب حيث أصدر الرباعي قائمة من المطالب دعت قطر إلى تنفيذها، وتشمل إغلاق قناة الجزيرة وتخفيض علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.
ونفت قطر التي توجد فيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالشرق الأوسط الإتهامات ورفضت تنفيذ المطالب وتغلبت على العاصفة.
وشدد الصحيفة على أنه وبعد أن أشار القادة العسكريون إلى أن الولايات المتحدة تقوم بعمليات عسكرية مهمة من القاعدة القطرية، تراجع ترامب عن دعم الحصار وضغط على الدبلوماسيين الأمريكيين البحث عن حل.
وقالت الصحيفة، إن أجور التحليق في المجال الجوي الإيراني كانت واحدا من الآثار الجانبية لقرار المجموعة التي تقودها السعودية بفرض الحصار على قطر، حيث يضطر طيران الأخيرة لتجنب التحليق فوق جاراتها بالتحليق عبر الأجواء الإيرانية، وهو ما فتح مصدرا جديدا لتدفق المال إلى الخزينة الإيرانية التي يحاول ترامب تجفيفها.
ولم يقدم المسؤولون الأمريكيون تقديرا حول حجم العائدات المالية من حقوق التحليق الجوي، خاصة أن حركة الطيران قد تباطأت بسبب فيروس كورونا، إلا أن وكالة أنباء مهر الإيرانية قالت إن طهران حصلت على 133 مليون دولار كأجور تحليق في الفترة ما بين آذار/مارس 2018 وآذار/مارس 2019.
وقال مسؤولون بارزون إن الرئيس ترامب فتح الموضوع هذا الربيع في مكالمة هاتفية مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد، ولكن المسؤولين السعوديين عبروا عن تردد في الإستجابة لشيء قد يبدو كتنازل كبير لجارتهم قطر التي يزدهر فيها البناء تحضيرا لمباريات كأس العالم 2022.
وقال مسؤول سعودي إن “كل ما تريده قطر هي أجواء مفتوحة حتى تستطيع التحليق، ولو تخلى السعوديون عن حظر التحليق فلا شيء آخر تريده قطر، وهذه هي ورقة السعودية الوحيدة”.
وقامت قطر بنقل الموضوع إلى الأمم المتحدة وحققت تقدما فيه وقد يجبر الدول المحاصرة على دفع عقوبات مالية ضخمة لتقييدها حرية الملاحة الجوية وفرض الحصار على قطر.
وتأمل الولايات المتحدة بتنازل قطر عن طلبها هذا لو تم حل النزاع وسمح للطيران القطري التحليق كما في السابق، وألمح مسؤول قطري إلى أن الدوحة قد تفعل هذا لو تم حل الخلاف.
وأشارت الصحيفة إلى قضايا السلامة التي تقلق بال الولايات المتحدة، ففي كانون الثاني/يناير أسقط الجيش الإيراني بالخطأ طائرة أوكرانية كانت تحمل 176 راكبا وسط توتر بين طهران وواشنطن في أعقاب اغتيال الولايات المتحدة للقائد العسكري قاسم سليماني بعد خروجه من مطار بغداد الدولي، فضلا عن استخدام الأمريكيون العاملون في قاعدة العديد الطيران التجاري في خروجهم ودخولهم إلى الدوحة.
وتابعت الصحيفة بالقول: “بعد مقتل سليماني حاولت الولايات المتحدة حل مشكلة المجال الجوي ولكنها فشلت، وها هي تحاول مرة أخرى. وعادت الكويت التي قادت جهود الوساطة بدون نجاح للمحاولة من جديد حسب مسؤولين أمريكيين وخليجيين”.
وشددت على أن وزير الخارجية الكويتي قام بداية هذا الشهر بتسليم رسالة إلى أمير قطر والقادة السعوديين، لكن المسؤولين يقولون، إن هذ الجهود أحبطتها الإمارات التي تخوض حربا بالوكالة مع تركيا في ليبيا، خاصة أن أصبحت أنقرة الحليف الأكبر للدوحة منذ 2017.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي كبير قوله: “في الوقت الحالي، لا توجد هناك ظروف إقليمية تساعد على تقارب كبير”. مضيفا أن المحاولة الأمريكية هي جولة جديدة في حلقة مفرغة”.