خاص: لم يكن هؤلاء الزوار الذين توقعهم المسؤولون السعوديون عندما فتحوا حدود البلاد لاستقبال السياح في عام 2019، سعيًا لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط وتقديم وجه جديد للعالم.

اعتقدوا أن المغامرين سيأتون أولاً، المسافرون المتمرسون الذين يبحثون عن وجهة غير عادية، ثم سوق الرفاهية، حيث يتدفق مالكو اليخوت إلى المنتجعات التي تبنيها الحكومة على ساحل البحر الأحمر، لكن لم يخطط أحد في المملكة الإسلامية المحافظة للزوار المسيحيين!

 

– سياحة دينية من نوع جديد:

هذا ما قاله تقرير لصحيفة “نيوريورك تايمز” حول السياحة الدينية الجديدة التي يدعمها “ابن سلمان” ليروج لنفسه في الغرب على أنه حاكم إصلاحي يحاول إصلاح ما أفسدته الرجعية الدينية في المملكة السعودية منذ نشأتها.

فالسياحة الدينية في المملكة السعودية كانت فقط محصورة على حجاج بيت الله الحرام والأماكن المقدسة الإسلامية في المدينة المنورة ومكة، ولكن الآن أصبح هناك سياحة دينية جديدة، وهي السياحة الدينية المسيحية، التي أخذت أعدادها في الصعود بعد سماح “ابن سلمان” بتخفيف القيود على وجود الأجانب في المملكة.

 

– جبل سيناء كلمة السر:

وتقول “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقريرها إن “المسيحيون من مختلف المشارب – بما في ذلك المعمدانيين والمينونايت وغيرهم ممن يسمون أنفسهم “أبناء الله” -، كانوا من بين أوائل الأشخاص الذين استخدموا التأشيرات السياحية السعودية الجديدة.

وأشارت إلى أنه منذ ذلك الحين، نمت أعدادهم بشكل مطرد، من خلال الكلام الشفهي ومقاطع فيديو YouTube  الفيروسية التي تجادل بأن المملكة العربية السعودية – وليس مصر -، هي موقع جبل سيناء، حيث تصف الكتاب المقدس اليهودي والمسيحي أن الله كشف عليه الوصايا العشر لسيدنا موسى عليه السلام.

ويشكك علماء الكتاب المقدس في هذا بشدة؛ لكن هذا لا يفعل الكثير لتثبيط حماس الحجاج وهم يشرعون فيما هو، بالنسبة للكثيرين منهم، رحلة العمر، بحثًا عن أدلة يعتقدون أنها يمكن أن تثبت حقيقة الخروج.

 

– محاولات “ابن سلمان”:

ذكر التقرير أن الأمير “محمد” عقب توليه ولاية العهد أعلن أنه سيحول المملكة إلى مركز أعمال عالمي، فأطلق العنان لسلسلة من التغييرات الاجتماعية، وتجريد الشرطة الدينية من سلطاتها، وتخفيف قواعد اللباس، ورفع الحظر على قيادة النساء.

كما أشرف بنفسه على زيادة القمع السياسي، وإسكات كل الأصوات السعودية التي قد تتحداه. وفي عام 2018، قتل عملاء سعوديون في إسطنبول وقطعو أوصال كاتب العمود في واشنطن بوست، جمال خاشقجي، وهو منفى بالغ الأهمية، وتوصل تقييم استخباراتي أمريكي إلى أن الأمير ربما أمر بالقتل، وهي تهمة نفاها.

ولفت التقرير إلى أنه منذ ذلك الحين، تحدى الأمير محمد محاولات عزله، ونشر الثروة النفطية السعودية بطرق جديدة لتعزيز نفوذ البلاد، بما في ذلك صفقة هذا الشهر المفاجئة بين دوري الجولف المدعوم من السعودية وجولة PGA.

وأوضح التقرير أنه مع اجتياز المملكة العربية السعودية لهذا العصر الجديد المرن، أصبحت الأحداث التي لم يكن من الممكن تصورها من قبل أمرًا شائعًا، مما يمنح الحياة اليومية ملمس حلم سريالي.

وذكر التقرير أن المملكة تتغير بسرعة كبيرة؛ لدرجة أن الناس غالبًا ما يكونون غير متأكدين من الموافقة الرسمية وما هو الحادث، كذلك لم تستجب الكيانات الحكومية لطلبات التعليق على الجولات المسيحية. وأعرب بعض السعوديين بشكل خاص عن ذهولهم، والتوسع في السياحة يمثل أولوية مع تنويع البلاد لاقتصادها.