خاص: جاء كشف صحيفة “التايمز” البريطانية، عن استعداد السعودية للتقدم بعرض رسمي لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 على أراضيها، كجزء من سلسلة التلميع الرياضي الذي يستخدمه ولي العهد لسعودي “محمد بن سلمان” في تنظيف ثوبه من الانتهاكات التي تلاحقه بسبب ممارساته اللاإنسانية في المملكة.
وكانت الصحيفة البريطانية الشهيرة نقلت عن مصادر، وصفتها بالخاصة، أن الرياض تفكر بتقديم ملف مشترك مع دولة تتبع لاتحاد آخر، قد تكون من أوروبا، ليتم تنظيم البطولة بينهما بشكل مشترك.
وأضافت “التايمز” أن المصادر أوضحت أن السعودية استعانت بشركة استشارية أميركية لتنسيق استراتيجية ملف استضافتها للبطولة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن هناك عقبة ستواجه السعودية في ملف استضافتها لكأس العالم، تتمثل بقضية قرصنة حقوق بث بطولات رياضية، وكذلك سجل الانتهاكات الحقوقية الذي يلاحق مسؤولي المملكة، رغم أن الفيفا قد لا ينظر إلى ذلك الأمر بعين الاعتبار نظرًا لحسابات سياسية واقتصادية خاصة به.
اتجاه نحو التلميع الرياضي:
ومنذ صعود “بن سلمان” إلى ولاية العهد، واعتباره الحاكم الفعلي للسعودية، سلكت المملكة طريقاً مغايراً اعتمد على استضافة البطولات والفعاليات الرياضية المختلفة، وهو ما كان حتى وقت قريب خارج خطط المسؤولين الحكوميين.
ويرى مراقبون أن الرياض تستخدم الرياضة؛ بهدف تغيير وتبييض وتلميع النظرة العامة للسعودية، في ظل الاتهامات والانتهاكات الموجهة إليها في أكثر من ملف، على مختلف الجبهات؛ المحلية والعربية والإقليمية.
وضمن ذلك الإطار، عقدت الهيئة العليا للرياضة السعودية اتفاقاً مع مجموعة “شيرشيل ريبلي” لتمثيلها في أميركا وتوسيع الشراكات الرياضية هناك. وهناك تعمل مع الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، ابنة السفير السعودي بواشنطن السابق الأمير بندر، وهي أول سيدة تشغل منصب رئيسة الاتحاد السعودي للرياضات الجماهيرية.
ويتمحور عمل الأميرة حول المساعدة في ترتيب اجتماعات مع عدة شركات في أميركا على صعيد “الأحداث الترفيهية”، وذلك بهدف خلق علاقات استثمارية بغية إنشاء مشاريع ترفيهية في المستقبل. واللافت أن توظيف ريما بنت بندر في هذا المنصب يحاول التغطية على الانتقادات حول قضية حقوق المرأة المنقوصة في السعودية.
وكشفت الوثائق أن السعودية تدفع نحو 22 ألف دولار أميركي شهرياً لهذه الشركة، مقابل عملها في السوق الأميركي، حيثُ عقدت ريما اجتماعات مع ممثلين عن الرياضة في الولايات المتحدة مثل كوبي براينت بهدف تطوير كرة السلة في السعودية. ومع صوفي غولدشميدت، الرئيس التنفيذي لدوري التزلج على الماء لتطوير هذه الرياضة في السعودية أيضاً.
وتُضاف إلى ذلك اجتماعات مع شركة “ثينك ويل” لتطوير مجمعات تجارية رياضية في السعودية، و”بينغ” و”تويتش” لتطوير الرياضة الإلكترونية في السعودية، مع مسؤولين عن الهوكي لتطوير أرضية لممارسة اللعبة هناك، ومع مسؤولي ملعب “ماديسون سكوير” لتطوير المنشآت الرياضية وغيرها الكثير، بحسب وثائق نشرتها صحيفة “الجارديان” البريطانية.
فعاليات في مختلف الرياضات:
وفي 11 نوفمبر 2019، نجحت المملكة في الظفر بتنظيم بطولة كأس السوبر الإسباني، التي تجمع أكبر 4 أندية في إسبانيا؛ وهي: ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وفالنسيا، وذلك على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة.
وفي عالم “الساحرة المستديرة”، احتضنت المملكة بطولة السوبر الإيطالي، كما جلبت منتخبي البرازيل والأرجنتين المدججين بالنجوم والأسماء الكبيرة، في أكثر من مناسبة للعب على أراضيها ومحاولة خطف أنظار العالم إليها.
وفي نهاية فبراير 2018، وقعت السعودية مع اتحاد “WWE”، لإقامة عروض المصارعة الحرة بشكل حصري في المملكة مدة 10 سنوات.
وإضافة إلى فعاليات رياضية بألعاب مختلفة كالملاكمة والتنس، تنظم السعودية للعام الثاني توالياً، “سباق الفورمولا إي” لرياضة السيارات الكهربائية الرائدة في العالم، كما أنها بصدد استضافة “رالي داكار” الصحراوي، ضمن شراكة مدتها 10 سنوات بين الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية والشركة المالكة للسباق.
لماذا التبييض الرياضي في المملكة؟!
المساعي المحمومة لنظام ابن سلمان وراء التبييض الرياضي واستضافة الفعاليات الرياضية والترفيهية في أنحاء مختلفة من البلاد سببها الرئيس تلطخ سمعة المملكة على أكثر من صعيد؛ أولها اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في العام 2018 على يد فريق اغتيال من المخابرات السعودية، وإخفاء جثته في الحمض وإحراقها وطمس آثار الجريمة.
وثانيها: الحرب التي تشنها المملكة على اليمن منذ العام 2015 والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف بين قتيل ومشرد، والأزمة الإنسانية التي نتجت عن الحرب والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم.
وثالثها: الملف الحقوقي الداخلي السيئ للمملكة فيما يخص انتهاكات حقوق الإنسان، حيث يخضع العديد من المفكرين والعلماء والناشطين للاعتقال والتعذيب والقتل أحيانا داخل السجون، فيما يعاني المواطنون من وضع صعب فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير، كما خضع العديد من رجال الأعمال الكبار والبارزين للابتزاز للتنازل عن أجزاء كبيرة من أموالهم وممتلكاتهم لصالح صناديق خاصة لولي العهد.