خاص: تناول الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيوني “أمان”، الجنرال عاموس يادلين، في مقالة له نشرها الموقع الإلكتروني للقناة الثانية عشرة العبرية، تمهيد الكيان الصهيوني لاتفاقية جديدة أخرى من شأنها أن تغير المنطقة بأكملها، على حد قوله؛ وهي اتفاقيات إبراهام 2.0 أو الإصدار الثاني.

وتحدث “عاموس” حول إنه خلال عيد الفصح اليهودي قبل عامين، كان من المقرر أن يقوم الكيان الصهيوني بضم واسع للأراضي في يهودا والسامرة (القدس والضفة الغربية)، وهي خطوة كانت مثيرة للجدل بشدة بين الناس، وهددت بإحداث شرخ بينها وبين المجتمع الدولي والدول العربية. لذا اقترح رجال دولة ذوو رؤية من الإمارات والولايات المتحدة والكيان الصهيوني طريقة أخرى لتعزيز سلام الكيان ومكانته في المنطقة والعالم – وهي خطوة لتطبيع العلاقات التي نضجت في غضون بضعة أشهر بالتوقيع على مروج البيت الأبيض الاتفاقية الإبراهيمية!

وهنا اعتبر الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيوني “أمان”أن اتفاقية إبراهام الأولى هي التي منعت الكيان الصهيوني من ضم أراضي جديدة له، وهو عكس ما حدث! فالواقع أد أنه من قبل تلك الاتفاقية ومن بعدها كذلك استمر الكيان الصهيوني في ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة له دون أن يأبه لمطالبات الدول العربية (المطبعة وغير المطبعة)، والمجتمع الدولي بالتوقف عن تلك الممارسات الاحتلالية، كذلك استمرت الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين والتي أودت بحياة الكثيرين منهم دون مراعاة لأي اتفاقية سلام وقعت، أي أنها رسالة من الكيان لدول المنطقة لن نتوقف على ضم الأراضي أو الاعتداءات سواء طبعتم معنا أو لا!

 

– السعودية على رأس القائمة:

ويتابع “يادلين” كلامه حول الإصدار الثاني من اتفاقية إبراهام بقوله: “في عيد الفصح هذا العام، هل يمكننا التطلع إلى المستقبل وتشكيل رؤية أكثر بعدًا – اتفاقيات إبراهيم 2.0؟ الاتفاقات التي بموجبها ستمتد دائرة السلام إلى دولة عربية مهمة أخرى، ستتحسن قدرتنا على التعامل مع إيران وستعود دولة إسرائيل إلى المسار الصحيح”.

وتابع بقوله: “قبل حوالي شهر من عيد الفصح، وبعد تعزيز وتعميق التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، عقدت قمة غير مسبوقة. حدث ذلك في سديه بوكير – الكيبوتس في قلب صحراء النقب… وشارك في المؤتمر وزراء خارجية إسرائيل ومصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين ووزيرة خارجية الولايات المتحدة. بمعنى آخر، مثل المشاركون أول دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل والتوقيعات على “اتفاقيات إبراهام”.

وأضاف “يادلين”: “ومع ذلك، من أجل إدراك إمكانات هذا المؤتمر الخاص، فإنه يفتقر إلى دولة عربية مهمة: المملكة العربية السعودية”، موضحًا أن “صعوبة إحضار السعودية إلى المؤتمر هي علاقاتها المهتزة مع الولايات المتحدة، إلى جانب مطالبها بشأن القضية الفلسطينية”.

وشدد الكاتب على أنه يجب على كل طرف (الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكيان الصهيوني)، تقديم مساهمة كبيرة في دفع القضايا الرئيسية. لأطراف أخرى، وبالتالي دفع مصالحها طويلة الأجل نفسه.

 

– رسائل مبطنة:

وحض الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيوني “أمان”، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على اتخاذ موقف متساهل مع السعودية وولي عهدها بقوله: “لدى الرئيس بايدن فرصة نادرة ليثبت لحلفاء الولايات المتحدة أنه شريك موثوق به، ولتعزيز المصالح المهمة لأمريكا: السلام والاستقرار والأمن الإقليمي، وتحسين المواقف تجاه روسيا، وخفض أسعار الطاقة، والمنافسة مع الصين في الشرق الأوسط، وما بعدها.

متابعًا لـ”بايدن”: “يجب على واشنطن العمل على إصلاح العلاقات مع دول الخليج، التي تشعر بخيبة أمل من سلبيتها في مواجهة العدوان الإيراني، وتعزيز قدراتها الدفاعية، وتعزيز بنية دفاع جوي إقليمي ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار والإرهاب الذي ترعاه إيران، ويجب على الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية نووي رغم “بنود الانقضاء” للاتفاق، والتأكد من أن الاتفاق مع إيران في المجال النووي لن يمنعها من التعامل مع عدوان طهران الإقليمي”.

كما وجه “يادلين” رسالة مبطنة أخرى لـ”ابن سلمان” يدفعه نحو التطبيع مع بلاده بقوله: “يتم اختبار القيادة على القدرة على اتخاذ قرارات صعبة. يجب على قادة اليوم تجاوز الروايات التقليدية، وتفضيلاتهم “الأساسية” وضغوط الشارع، ودفع مبادرات جريئة ورائدة للنهوض بالقضايا الاستراتيجية ذات الأولوية ذات التداعيات طويلة المدى”.

كذلك وجه الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيوني “أمان” رسالة إلى مسؤولي بلاده دافعًا إياهم للمساهمة في حماية أمن السعودية ودول الخليج بقوله: “يجب على إسرائيل أن تساهم بقدراتها التكنولوجية والتشغيلية في تحالف دفاع جوي في الشرق الأوسط، والذي سيحمي مع الولايات المتحدة المنطقة بأكملها من الهجمات الإيرانية. قد تشمل مساهمتها الاستخبارات والأمن السيبراني والتصوير الجوي والتدريب وأنظمة اعتراض متقدمة لجيرانها العرب. التحالف الدفاعي ليس حلف شمال الأطلسي شرق أوسطي – لن يكون لديه “مادة 5″ تتطلب من الجنود الإسرائيليين القتال للدفاع عن دول أخرى أو العكس، إسرائيل وقوات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.

 

ورأى مراقبون أن ما كتبه “يادلين” هو رؤية استراتيجية الآن لدى الكيان الصهيوني، الذي يدفع بكل قوته لإحداث حلحلة في الأوضاع السياسية مع المملكة السعودية، فالكيان ومسؤوليه يرون في “ابن سلمان” كنز استراتيجي لابد من الاستفادة منه الاستفادة القصوى، والحفاظ عليه فإذا لم يتم التطبيع في عهد “ابن سلمان” فلن يتم في عهد أي ملك أو ولي عهد أخر.

لذا يتوقع المراقبون مزيدًا من الضغط من الكيان الصهيوني على الإدارة الأمريكية للتساهل والتواصل مع “ابن سلمان” لحماية عرشه، وفي محاولة لاسترضائه لكي يعطي الضوء الأخضر لتوقيع اتفاقية التطبيع الجديدة، اتفاقية إبراهام الإصدار الثاني.