خاص: أوضحت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الشهيرة في مقالة نشرتها للكاتب البارز فيها، ديفيد ليونهارت، أن الصهاينة استخدموا برنامج “بيغاسوس” التجسسي الشهير كوسيلة للتطبيع مع دول الخليج، كما استخدمه ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” أيضًا للضغط على الكيان الصهيوني لمنحه حق التجسس على من يريد.

وقالت الصحيفة إنه “عندما أصدرت شركة إسرائيلية منتجًا جديدًا لبرامج التجسس يُعرف باسم Pegasus في عام 2011، فقد غيرت الحرب الإلكترونية”، مضيفة أنه “يمكن لـ Pegasus فك تشفير اتصالات الهواتف الذكية بشكل موثوق دون علم مستخدم الهاتف وبدون تعاون AT&T أو Apple أو أي شركة أخرى”.

وأكدت الصحيفة أنه رغم أهمية البرنامج في وقف العديد من الأنشطة الإرهابية والإجرامية في المكسيك ودول أمريكا الجنوبية، إلا أنه خلق بعض المشكلات التي سرعان ما بدأت تتضح، فمن خلال أمكن للحكومات القمعية استخدامه لرصد وقمع النقاد والمعارضين السياسيين، وبالفعل “استخدمته السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد نشطاء الحقوق المدنية”، بحسب قول الصحيفة.

 

– وسيلة ضغط للتطبيع:

وقالت الصحيفة إن “إسرائيل استخدمت بيغاسوس كدبلوماسي، حين منحت الإمارات والبحرين إمكانية الوصول إليه، ما ساعد على إبرام اتفاقات إبراهيم، وهي اتفاقية 2020 التي قامت الدول العربية بموجبها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل”.

وأضاف كاتب المقال أنه “في مرحلة ما، هدد الزعيم الفعلي للمملكة العربية السعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعرقلة جزء مهم من الصفقة ما لم تجدد إسرائيل ترخيص المملكة العربية السعودية لاستخدام بيغاسوس”.

ولم تحدد الصحيفة ذلك الجزء الهام الذي هدد به “ابن سلمان” الكيان الصهيوني، ولكن يتضح أن هناك بنود سرية في الاتفاقيات تلك تتعلق بالمملكة العربية السعودية، التي لم توقع فعليًا أي اتفاقيات رسمية للتطبيع مع الكيان الصهيوني حتى الآن، ولكن يبدو أن هناك شيء ما يدور تحت الطاولة، وهو ما يؤكد التحركات السياسية والاجتماعية التي قام ويقوم بها ولي العهد السعودي للتمهيد لإعلان التطبيع رسميًا.

 

– حصان طروادة:

كثير من المراقبين حذروا من أن سماح الكيان الصهيوني للسعودية باستخدام “بيغاسوس” لن يكون بالمجان، ولكن مقابل ذلك ستسمح السلطات السعودية للعديد من شركات البرمجيات الصهيونية بالتواجد داخل المملكة، وداخل السوق المحلي للبرمجيات بالسعودية، بل وأيضًا داخل أروقة الوزارات والأجهزة الأمنية الحساسة؛ بحجة تقديم الدعم الفني لحماية المعلومات لدى تلك الجهات الحكومية السعودية، أو تقديم وسائل أخرى للتجسس على المعارضين بالداخل والمواطنين عامة.

فـ”ابن سلمان” كان يظن أنه هو من يضغط على الجانب الصهيوني ليسمحوا له باستخدام “بيغاسوس”، ولكن الحقيقة أن “بيغاسوس” كان حصان طروادة الذي استخدمه الصهاينة بنجاح مع ولي العهد السعودي لاقتحام أدق وأكثر المناطق حساسية في المملكة.

 

– نقاط اختراق صهيونية:

كشفت صحيفة “العربي الجديد”، في تقرير لها نشرته في يونيو 2020، أنه “في واقعةٍ عُدّت بداية للتعاون الاستخباراتي والأمني الصهيوني مع السعودية، استعانت الرياض، في آب/ أغسطس 2012، بمجموعة من الشركات العالمية في الأمن السيبراني، من بينها شركة صهيونية لحماية أمن المعلومات لوقف الهجوم الذي تعرّضت له شركة “أرامكو السعودية”؛ فقد اخترق متسللون أجهزة كومبيوتر تابعة للشركة باستعمال فيروس يدعى “شمعون”، الأمر الذي أدّى إلى تعطيل إنتاج النفط السعودي”.

كما أكد متخصصون تقنيون أن الحكومة السعودية تستغل عدة تطبيقات حكومية لا غنى عنها للمواطن بالمملكة كأدوات للتجسس على المواطنين كافة، وسط تكهنات بأن يكون من صمم تلك التطبيقات ومنحها أذن الوصول لكافة معلومات المواطنين وخصوصياتهم شركات صهيونية، بما يعني أن الكيان الصهيوني لديه قاعدة معلوماتية جبارة عن جل مواطني السعودية!

وحول ذلك، نشر موقع “سعودي ليكس” تقرير في يناير 2021، ذكر فيه أن النظام السعودي استغل جائحة كورونا في محاولة لتعزيز برامجه الرامية للتجسس على المواطنين السعوديين.

وأوضح الموقع أن النظام السعودي أنشأ تطبيقان إلكترونيان، أحدهما “توكلنا”، والآخر “تطمئن”، للتجسس وروج في صفوف المواطنين والمقيمين في المملكة للاشتراك بهما لمواجهة الجائحة. وسرعان ما اشترك المواطنين الذين يهرعون خوفًا من الوباء العالمي في محاولة للاستنجاد بسلطات بلادهم.

لكن خبراء تقنيون، بحسب الموقع، حذروا من خطورة التطبيقات السعودية ومدى اختراقها للهواتف والمعلومات الشخصية.

وأشار “سعودي ليكس” إلى أن تطبيق (توكلنا) هو التطبيق الرسمي المعتمد من وزارة الصحة بالمملكة للحد من انتشار فيروس كورونا، وتم تطويره من مركز المعلومات الوطني، ويقدم التطبيق معلومات لحظية ومباشرة عن عدد حالات إصابة كورونا بالمملكة، كما يساعد في الاكتشاف المبكر لحالات الاشتباه بالإصابة في حال ظهور أعراض كورونا على المستخدم، كذا يسمح للمواطنين والمقيمين من طلب أذونات الخروج الاضطراري في أوقات منع التجول المفروض على بعض المدن والأحياء بسبب تفشي الفيروس كورونا، ومتابعة حالات طلب الخروج أثناء وقت منع التجول، وإنذار المستخدمين في حال اقترابهم من مناطق موبؤة أو معزولة بسبب تفشي الوباء بها.

بينما تطبيق “تطمن”، هو تطبيق إلكتروني تابع لوزارة الصحة في المملكة ويهدف إلى تعزيز التزام جميع من تم توجيههم للعزل الصحي ومتابعة حالتهم الصحية باستمرار.

ويقدم التطبيق العديد من الخدمات المختلفة لجميع المستخدمين مثل حجز موعد لإجراء فحص فيروس كورونا وغيره من الخدمات المتنوعة.

أي أنه على المواطن لكي يخرج من بيته لشراء مستلزمات بيته أو عائلته وقت الحظر أن ينصب هذا التطبيق على هاتفه الجوال، وأكد ذلك حساب “العهد الجديد” الشهير على “تويتر” حيث قال: “توكلنا” و “تطمن” تطبيقان تجسسيان، تم برمجتهما خصيصا لرصد حركة المواطنين والدخول إلى هواتفهم، رسائل، صور، إلخ، (البيانات مستباحة)”.

ونصح “العهد الجديد” الناس باستخدام جهازين للحفاظ على خصوصيتهم ومعلوماتهم، موبايل تُحمل فيه التطبيقات الحكومية (فقط)، والثاني للاستخدام والتواصل العادي.

 

وبعد، فإن كل تلك الخطوات التي اتخذها “ابن سلمان” مع الكيان الصهيوني في المجال المعلوماتي والتجسسي، نستطيع أن نقول إن ما فعله “ابن سلمان” وسمح به؛ هو أكبر اختراق في تاريخ المملكة، وأكبر خيانة قام بها مسؤول سعودي، ويجب محاسبته على هذه التصرفات الغير مسؤولة والتي وضعت معلومات المملكة الحساسة كلها في يد ألد أعدائها.