خاص: لم يأت مشروع “نيوم” حتى الآن بخير على السعوديين كما وعدهم ولي عهد المملكة “محمد بن سلمان” في رؤيته لـ2030، وما تمناه أن يكون في مشروعه الذي لم ير النور حتى الآن لأسباب لوجستية واقتصادية، وطموحات لـ”ابن سلمان” وهمية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع، بحسب اختصاصيين ومهندسين عاملين في المشروع.
– نيوم كما في خيال “ابن سلمان”:
تعد “نيوم” مشروع لمدينة مخطط لبنائها عابرة للحدود، أطلقه “ابن سلمان” في يوم الثلاثاء 4 صفر 1439 هـ الموافق 24 أكتوبر 2017، ويقع المشروع في أقصى شمال غرب المملكة العربية السعودية بإمارة منطقة تبوك بمحافظة ضباء، ويمتد 460 كم على ساحل البحر الأحمر.
تم دعم المشروع من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي بقيمة 500 مليار دولار، والمستثمرين المحليين والعالميين. وتتولى «شركة نيوم» التي تأسست في يناير 2019 عمليات تطوير منطقة نيوم والإشراف عليها، وهي شركة مساهمة مقفلة برأس مال مدفوع بالكامل وتعود ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة.
وفي أكتوبر 2018، أعلن الرئيس التنفيذي للمشروع، المهندس نظمي النصر، عن تشغيل أول مطار في نيوم قبل نهاية 2018، ثم تسيير رحلات أسبوعية إليه مع بداية عام 2019، على أن يكون المطار واحدًا من شبكة مطارات عدة سيتضمنها المشروع.
– البداية.. تهجير قسري:
كانت البداية لنيوم حالة صدام مع أحد أعرق القبائل في المنطقة العربية، وذلك بعد أن شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات مع انطلاق المشروع ضد عددًا من أبناء قبيلة “الحويطات”، التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنين، لرفضهم بيع أرض آبائهم وأجدادهم للحكومة السعودية لبناء مشروعها الضخم، بحسب صحيفة الإندندبنت.
وكانت قوات الأمن قتلت أحد أبناء القبيلة يدعى عبد الرحيم الحويطي، بعد رفضه عمليات التهجير القسري من منزله، وقالت السلطات وقتها إنها هو من بادر بإطلاق النار عليها، لكن نشطاء رفضوا هذه الرواية، بسبب الفيديوهات التي نشرها “الحويطي” قبل قتله، وأعلن فيها رفضه لعميات التهجير.
حتى أن الأمر وصل إلى أن يطالب أفراد القبيلة الأمم المتحدة للتحقيق في محنتهم، بحجة أن ما تفعله السعودية يرقى إلى” إبادة شعب أصلي”.
وعلى الرغم من تباطؤ إنشاء المشروع بسبب الانهيار الاقتصادي العالمي، تواصل السلطات السعودية طرد أبناء القبيلة من أراضيهم، التي تضم 13 قرية على طول البحر الأحمر.
– تعاون وتطبيع مع الصهاينة:
نشر حساب “مفتاح” على موقع “تويتر”، في أغسطس 2022، مقطع مصور لمداخلة على قناة I24News العبرية، حول مشروع “نيوم”، ومشاركة شركات تابعة للكيان الصهيوني فيه.
وبحسب المقطع المصور، يؤكد خبير صهيوني أن مشروع “نيوم” هو مشروع فرعوني، على قرابة الساعتين فقط من الكيان الصهيوني.
وأكد الخبير أن المشروع تم مشاهدته من قبل رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، عندما أتى إلى السعودية في أكبر زيارة سرية تمت في 2020.
وأشار الخبير في مداخلته أن السعودية أرادت مشاركة الكيان الصهيوني في المشروع، وأنها بالفعل مشاركة في المشروع.
وأضاف الخبير أنه منذ أسبوعين، تم توقيع اتفاقية غير سرية بين السعودية وشركة صهيونية للطاقة الشمسية، ويظهر أن كلا البلدين يتعاونا في عدد كبير من الأمور تحت الطاولة.
وعلى مستوى التطبيع، شارك أحد اللاعبين التابعين للجنة الأولمبية الصهيونية في دوري السوبر “للترياثل” في السعودية، وذلك في أحدث مؤشر على تطور العلاقات غير الرسمية بين الجانبين.
وفي تصريحات لها، وصفت رئيسة اللجنة الأولمبية، ياعيل أراد، مشاركة شاحر ساجيف، في دوري السوبر المقام في مدينة نيوم السعودية بأنه “إنجاز مهم للغاية”.
وقالت في بيان: “رأينا في العام الماضي العديد من الدول العربية تتقبل حقيقة أن استضافة بطولة دولية تعني استضافة إسرائيليين”.
وأضافت: “هذا توجه يتنامى ويشكّل قوة حقيقية للتطبيع بين الدول والشعوب”.
– تغيير لهوية المملكة:
جاء كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مخططات لجزيرة “سندالة” الواقعة على شاطئ البحر الأحمر، ضمن مشروع “نيوم” الذي تسعى السعودية لإقامته، وقد ظهرت بها نساء بالبكيني وبارات لتقديم الخمور ليمثل صدمة جديدة لم يكن يتوقع السعوديين أن يروها يومًا على أرض مملكتهم المحافظة.
ففي تقرير نشرته “وول ستريت” عن المشروع ووثائق للمخططات نشرت في يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران الماضيين، أظهرت نادلًا يصب كوكتيلات أمام زجاجات يبدو أنها علامات تجارية فارهة من الفودكا والويسكي والنبيذ، ويجلس الضيوف حول زجاجة شامبانيا وكعك مبردة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن موقع جزيرة “سندلة”، الذي يتوقع افتتاحه العام المقبل، يمكن أن يوفر غطاء قانونيًا، باعتبار أنه لن يتم تقديم الكحول في الأراضي السعودية الرئيسية.
ويقع المنتجع بجزيرة على البحر الأحمر تسمى “سندالة”، ويتوقع أن يضم حانة لتقديم النبيذ الفاخر وأخرى منفصلة لتقديم الكوكتيلات الكحولية وواحدة للشمبانيا والحلويات.
وأظهرت صور أقمار صناعية أعمال بناء متواصلة في جزيرة “سندلة”، التي ستقع على بعد أميال قليلة من منتجع شرم الشيخ السياحي في مصر، حيث يتم تقديم الكحول.
كذلك كشفت المدير الأول لقطاع التسويق السياحي في شركة البحر الأحمر للتطوير “لوريدانا بيتيناتي” أنه سيكون بإمكان السيدات ارتداء البكيني إذا رغبن في ذلك عند زيارتهن للمشروع، الذي يقع ضمن نطاق مدينة “نيوم”.
جاء ذلك خلال رد “بيتيناتي” على سؤال من أحد الحاضرين لفعالية تهدف للترويج للمشروع عقدت في دبي بالإمارات، حول أي من اللوائح الحالية في المملكة التي قد تتغير لتحقيق أهداف السياحة في البلاد.
وأجابت “بيتيناتي”، قائلة بصفتي شخصية أوروبية يمكنني إخبارك أنني أشعر براحة كبيرة بأنه لن يكون أي قيود على النساء، حسبما نقل موقع “هوتلير ميدل إيست”
وأوضحت: في كافة أرجاء المملكة ليس علينا ارتداء العباءة كما يسمح لنا قيادة السيارة، ولن يكون هناك تمييز بين النساء والرجال فيما يتعلق بدخول أي مرفق في أي مكان.
وفيما يتعلق بالإقامة في الفنادق، قالت “بيتيناتي”: إذا لم تكن متزوجًا فلن تكون هناك مشكلة. لن نسأل رجلاً وامرأة يحجزان فندقًا إذا كانا متزوجين أم لا.
وأكدت: “ستكون المرأة قادرة على ارتداء البكيني داخل مشروع البحر الأحمر”
وعند اكتماله، في 2030، سيكون مشروع البحر الأحمر، ستحتوي على 50 فندقًا توفر ما يصل إلى 8000 غرفة فندقية، إضافة إلى أكثر من 1000 وحدة سكنية موزعة على 22 جزيرة و6 مواقع داخلية، وستضم مطارًا دوليًا، ومراسٍ فاخرة، وملاعب جولف، والعديد من مرافق الترفيه والاستجمام.