كانت تلك الكلمات هي وصف البنك الدولي لحالة الاقتصاد السعودي في 2018، والتي كانت بمثابة صرخة تحذيرية قبل وقوع الكارثة، حيث قال البنك: “من المحتمل أن تواجه المملكة مشكلة فقر تلوح في الأفق”.

ومنذ 2018 وحتى الآن، لا جديد يلوح في الأفق، بل بالعكس الأوضاع تزداد تفاقمًا، والبطالة تقل فقط على الأوراق الرسمية بينما يفترش الشباب أراضي وأرصفة المملكة بلا عمل، وعجز الموازنة في ازدياد، والاقتراض في توسع بلا رابط ولا حسيب.

 

– توقعات مخيبة للآمال:

ففي تحليل له للأوضاع الاقتصادية في السعودية في ظل رؤية ولي العهد المزعومة، أكد موقع “ذا ألجمنير” الأمريكي، أن رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (MBS) لمستقبل المملكة يجب أن توازن بين إعادة تعريف العقد الاجتماعي السعودي وخطر خلق مظالم جديدة.

وأشار الموقع إلى أن البنك الدولي عقب تحذيره الشهير في 2018 هذا، لاحظ في توقعاته لعامي 2019 و 2020 أنه “على الرغم من عدم توفر معلومات رسمية حول الفقر، فإن تحديد ودعم الأسر ذات الدخل المنخفض يمثل تحديًا”.

ليأتي “ابن سلمان” وينهي كل أشكال الدعم لتلك الأسر، من خلال إلغاءه معونة الغلاء، ورفعه للضرائب بسبب أزمة كورونا وأثرها على الاقتصاد السعودي.

 

انخفاض متواصل لدخل الفرد السعودي:

وذكر الموقع أنه نظرًا لاعتمادها على أسعار النفط العالمية، فإن منحنى نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي السعودي لم يكن أبدًا خطًا مستقيمًا صعوديًا. بدلاً من ذلك، انهار وتدفق في أحد موجات المد والجزر من هذا القبيل، وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي السعودي بمقدار النصف تقريبًا من ذروة بلغت 17.872 دولارًا في عام 1981، إلى 8685 دولارًا في عام 2001، وهو العام الذي شكل فيه 15 سعوديًا من الطبقة المتوسطة غالبية الجهاديين الذين طاروا طائرات إلى البرجين التوأمين في نيويورك والبنتاغون في واشنطن.

ونقل الموقع شهادات من مواطنين أوضحوا من خلالها تبدل الحال في المملكة، وتدهور الأوضاع المعيشية، فذكر الموقع نقلاً عن طالب سعودي مسجّل في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المرموقة في المملكة: “قبل حرب الخليج لم ندفع الإيجار في مساكن الطلاب، نحن الآن ندفع”.

وأضاف: “في الماضي، لم يكن يهم إذا لم تكمل دراستك خلال خمس سنوات. الآن تفقد منحتك الدراسية إذا لم تفعل ذلك. سيُطلب منا قريبًا دفع الرسوم الدراسية. قبل حرب الخليج، كان لديك 10 عروض عمل عندما تخرجت. قال الطالب: “أنت الآن محظوظ إذا حصلت على واحدة”.

وقال عبد العزيز، أحد أصدقاء الطالب (مستخدمًا الكلمة العربية للنرجيلة): “لا يوجد شيء هنا يمكن فعله سوى الجلوس ومشاهدة التلفاز وتدخين الشيشة”. “لا يوجد شيء يمكننا القيام به لتغيير الأشياء. لهذا السبب تزوجنا مبكرًا، فقط لنكتشف أن هذا كان هو الآخر خطأ”.

وأوضح الموقع أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي السعودي عادو الأنخفاض مرة أخرى، وإن كان أقل بشكل كبير، من 23337 دولارًا في عام 2018، وهو العام الذي حذر فيه البنك الدولي من الفقر الذي يلوح في الأفق، إلى 20.110 دولارات في عام 2020.

 

– ضرورة مواكبة التغير الاقتصادي للتغير الاجتماعي المزعوم:

ولفت الموقع إلى أنه عند الكتابة عن العقد الاجتماعي المتغير في المملكة العربية السعودية، حذرت الباحثتان ميرا الحسين وإيمان الحسين من أن الحكومة بحاجة إلى إدارة التغيير الاقتصادي والاجتماعي السريع، وذلك جزئيًا من خلال توفير معلومات أوضح للجمهور.

وقال الموقع في ختام تحليله “إن تداعيات المظالم القائمة والاستقطاب المتزايد داخل المجتمعات الخليجية بالإضافة إلى برامج الهندسة الاجتماعية الواسعة قد وضعت المحافظين ضد الليبراليين. وقال العلماء إن قدرة دول الخليج العربي على إعادة تحديد عقودها الاجتماعية دون اضطرابات ستعتمد على تجنبها اللباقة لخلق مظالم جديدة وعلى حل المظالم القائمة”.