خاص: جاء نشر موقع cision لتقرير حول دخول طاقم عمل فيلم BALLADS OF THE EXODUS الصهيوني للأراضي السعودية لتصوير مشاهد للفيلم الذي يتناول قصة حياة النبي “موسى” عليه السلام، من وجهة نظر صهيونية، لتؤكد على أن التطبيع بين المملكة والكيان الصهيوني ماض قدمًا دون النظر للاعتراضات الشعبية على مثل تلك الخطوة، التي قد تهدد عرش ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، الذي يسعى بكل طاقته للتقرب من الكيان الصهيوني.

وأوضح التقرير أن طاقم عمل الفيلم كان أول مجموعة تدخل المملكة العربية السعودية بعد شهور من فتح السعوديين البلاد في عام 2019 للسياحة الدولية لأول مرة في تاريخ المملكة، ما سمح بدخول الصهاينة.

ليس ذلك وفقط، فالفيلم يتناول أمرا حساسا من الناحية الدينية بين المسلمين واليهود، وهو خروج نبي الله “موسى” عليه السلام من مصر، وسط ادعاءات لصناع الفيلم أن الجبل الذي كلم الله موسى -عليه السلام- منه، هو جبل اللوز الواقع شمال غرب السعودية، وليس جبل الطور في سيناء بمصر كما هو معروف تاريخيًا.

وأشار التقرير إلى أنه تم التقاط الكثير من اللقطات المذهلة لجبل “اللوز”، باعتباره هو الجبل الوحيد الذي يتميز بتقاليد يهودية ومسيحية وإسلامية قديمة غير منقطعة تحدده على أنه جبل سيناء التاريخي.

وذكر الموقع في ختام تقريره أنه من المتوقع أن يعرض الفيلم في تل أبيب، يوم 4 يونيو، وفي دالاس يوم 24 يونيو، وأنه سيكون متاحًا للبث حصريًا على تطبيق Frontier Alliance International (متوفر في جميع متاجر التطبيقات الرئيسية).

الضغط على باكستان:

ليس الأمر مجرد تطبيع فني ورياضي مع الكيان الصهيوني فقط، بل سعى “ابن سلمان” للضغط على عدة دول لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، لكسر حالة الجمود بعد توقيع الاتفاق الإبراهيمي بين الكيان الصهيوني وكلاً من الإمارات والبحرين.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال المحلل الصهيوني، كنوار شاهد، في تحليل له على موقع “هآرتس” العبرية، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يريد من باكستان “تطبيع التطبيع”، مشيرًا إلى رغبة الجيش الباكستاني في علاقات مفتوحة مع الكيان الصهيوني، ولكنه يواجه بمقاومة من الشعب الباكستاني، والخاسر الوحيد هو رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان.

كما كشف رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، في مقابلة تلفزيونية له في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أيضًا، ونشرت على نطاق واسع في الصحف المحلية والدولية، أنه ضمن مساعي تطبيع دول الخليج للعلاقات مع الكيان الصهيوني، تضغط الولايات المتحدة ودولة أخرى على إسلام أباد من أجل أن تعترف بالكيان.

بل وأكد “خان” نفسه أن مصدر الضغط الأمريكي هو “نفوذ الكيان الصهيوني العميق في الولايات المتحدة، الذي كان استثنائيًا خلال فترة ترامب” في منصبه.

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت “دولة مسلمة شقيقة” من بين أولئك الذين يدفعون باكستان نحو الكيان الصهيوني، قال له “خان”: “دعك من هذا، ولننتقل إلى ملف آخر”، متابعًا: “هناك أشياء معينة لا نستطيع أن نقولها، لأن علاقتنا معها (الدول الإسلامية التي تضغط على باكستان) جيدة. لا نريد إزعاجهم. إن شاء الله بعد أن تنهض بلادنا على قدميها، اطرح عليّ مثل هذه الأسئلة”.

وعقب تلك التصريحات تدهورت العلاقات بين باكستان والسعودية، بسبب طلب السعودية رد المنحة التي تقدر بمليار دولار والتي منحتها لباكستان، وهو ما تسبب في أزمة لرئيس الوزراء الباكستاني، تلا ذلك زيارات متبادلة بين قادة عسكريون باكستانيون وسعوديون لتهدئة الموقف المتأزم.

ختامًا، من الواضح أن سعي “ابن سلمان” وهرولته نحو الكيان الصهيوني له أسباب، فهو يرى أن الكيان هو الذي سينشر حمايته عليه من أي محاولات دولية لعزله بسبب ما يرتكبه من جرائم، لذا فهو يرى أن التطبيع مع الكيان الصهيوني الضامن الوحيد له من كل تلك المؤامرات الخارجية التي تحاك ضده، بينما يرى الكيان في “ابن سلمان” النموذج الذي يود أن يكون عليه حكام العرب في المنطقة، فهو يخدم أهدافه الجيوسياسية والاستراتيجية في المنطقة.