خاص: نالت التغييرات المجتمعية التي أدخلها ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، على الهوية السعودية، استحسانا ورضى بالغا من قبل الكيان الصهيوني ومفكريه وصناع القرار فيه، وإن طالبوا بمزيد من التغييرات لتواكب قطار التطبيع الذي يريدون وبكل قوة أن تركبه المملكة عن قريب!

ولكن تأتي التغييرات الأخيرة التي غير فيها ابن سلمان تاريخ اليوم الوطني، وجعله يوم التأسيس، ليلغي أي ارتباط بين المملكة والوهابية، وتطرق الأمر لتغيير علم المملكة الشهير الذي يحمل الشهادتين، والنشيد الوطني الذي يحمل دلالات دينية، ليفصل “ابن سلمان” بشكل جذري كل ما بين المملكة وهويتها الإسلامية.

ففي مقالة للكاتب الصهيوني البارز، ايهود يعاري، على موقع “ان 12” العبري، قال فيها إنه “لم يقم أي بلد، على حد ما أتذكر، بفعل مثل هذا الشيء على الإطلاق، في خطوة مفاجئة وشاملة، غيّر الوصي محمد بن سلمان بلاده”، على حد قوله.

وتابع الكاتب الصهيوني بقوله: “أعاد – أي ابن سلمان – كتابة تاريخ المملكة، وحدد تاريخًا جديدًا لتأسيسها وعيدًا وطنيًا بجانبها، عازمًا على استبدال كل من العلم والنشيد الوطني، وحتى القواعد التي تنص على أنه لا يوجد سوى “قهوة سعودية” في البلاد ولم يعد هناك “قهوة عربية”.

وأشار “يعاري” إلى أن الأمير الطموح – على حد وصفه -، يسعى إلى التخلص من شراكة عمرها 250 عامًا بين سلالة عائلته، والتي نشأت في أوائل القرن الثامن عشر من منفى بائس في الكويت حتى احتلت تدريجيًا معظم شبه الجزيرة العربية، وأحفاد الدولة الصارمة والشرعية. المعلم الروحاني عبد الوهاب الذي حكم المؤسسة الدينية حتى وقت قريب.

وأضاف الكاتب: “أذكر: على مر العصور، قامت المملكة العربية السعودية بنشر العقيدة الوهابية في جميع أنحاء العالم ومولت مبالغ ضخمة من الدعاية لتجسدها، وبناء آلاف المساجد والمعاهد الدينية. لطالما كان الوهابي والسعودية مترادفين”.

وشدد الكاتب على أنه يجب رفع علم جديد يبرز “السعودية” على حساب الانتماء الإسلامي، ويتكون العلم الأخضر الحالي من آية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وتحتها سيف طويل، متابعًا بقوله: “لم يُعرف بعد كيف سيتم تشكيل العلم الجديد، لكنني أشك في بقاء السيف. النشيد الحالي يتحدث عن الولاء لهذا العلم الأخضر، وسيتم استبداله قريبًا أيضًا”.

وذكر “يعاري” أن محمد بن سلمان يقود حاليًا حملة دعائية على تويتر من خلال مساعديه، والذين من ضمنهم، الكاتب تركي الحمد، الذي قال صراحة إن هذه الخطوات تعد تجريدًا من الوهابية في المملكة، مدعيًا أنه مثلما تجنبت الولايات المتحدة وبريطانيا، في وقت ما، المسيحيين المتشددون، كذلك المملكة العربية السعودية تفعل ذلك اليوم بقيادة محمد بن سلمان، قائلاً: “لن يدعهم يسرقون 30 سنة أخرى من حياته”.

وحول رد الفعل المتوقع الناتج عن تلك التغييرات، أوضح كاتب المقال أنه من المستحيل ببساطة المبالغة في شدة الثورة من فوق التي بدأت، مشيرًا إلى أن الأمر لن يكون سهلاً، وسنرى داخل المملكة العربية السعودية – حتى في البيت الملكي -، قدرًا كبيرًا من المعارضة لـ “هوية” البلد، لدفع رجال الدين إلى زواياهم وتقزيم مكان التعصب الإسلامي.

وأكد “يعاري” في ختام مقاله على أنه “إذا نجح الأمير في المهمة التي قام بها، فقد يكون لها أيضًا تأثير مرغوب فيه على علاقته بنا. ليس من قبيل المصادفة أن محمد بن سلمان، في بحثه عن حضارة “سعودية” قديمة، حث علماء آثاره على العثور على بقايا يهودية، ويفضل كنيسًا يهوديًا، من أجل دمج اليهودية في الثقافة المحلية”!

 

وبعد كل هذا يتأكد لنا أن الهدف الأساسي لما فعله “ابن سلمان” من تغيير هوية الدولة هو إرضاء الصهاينة والبدء الفعلي في التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني، وأنه لن يكون امتدادا حضاريا للدولة السعودية له علاقة بالإسلام أو الهوية الإسلامية!