أوصت وزارة الخارجية الكينية بفرض حظر مؤقت على سفر عاملات المنازل إلى السعودية “حتى يتم اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهن”، في توصية رفعتها للحكومة هناك.
وكان وزير الخارجية الكيني، ماشاريا كاماو، وصف أمام البرلمان، الخميس الماضي، وفاة 89 من الكينيين والكينيات في السعودية، على مدى العامين الأخيرين، بأنها “تثير الشكوك”، وذلك بعدما أبلغت السلطات السعودية نظيرتها الكينية بأن معظم الوفيات نجمت عن “سكتة قلبية”، وفقا لما أورده موقع قناة “نيوز سنترال”.
وأضاف الوزير الكيني أنه خاطب وزارة العمل، في يوليو/تموز، بهدف فرض قيود مؤقتة على سفر العمالة الكينية إلى السعودية، مضيفًا: “مع وضع إجراءات إضافية لحماية حقوق وشؤون للعمالة المهاجرة، توصي الوزارة بحظر مؤقت لتوظيف وتصدير العاملات المنزليات إلى السعودية”.
وقال: “لا يجب أن يُنظر إلى الكينيين وكأنهم يتغاضون عن رقم مرتفع كهذا من الوفيات والمعاناة لمواطنيهم، معظمهم من النساء الشابات والمستضعفات”.
وتابع “كاماو”: “من غير الممكن أن يكون لديك ثلاث وفيات في قطر، وواحدة في الإمارات، واثنتين في الكويت، وتسعة في عُمان، واثنتين في البحرين، ولديك 40-50 في بلد آخر”.
وأردف: “ليس من الممكن أن يموت كل هؤلاء الأشخاص الصغار جميعا بسبب السكتة القلبية”.
ويعمل ما لا يقل عن 100 ألف كيني في البحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات، غالبيتهم من عمال المنازل.
وكانت من ضمن الضحايا، “كارولين ألوش” (24 عاما)، هي واحدة من 41 كينيا توفوا في السعودية خلال العام الحالي، وكانت قد وقعت عقد عمل لمدة عامين، كعاملة منزلية، بهدف جمع رسوم دراستها للسنتين المتبقيتين من تعليمها، كانت ترغب بأن تُصبح مدرسة.
وقبل وفاتها، قالت أختها “بيريل” إن “كارولين” كانت تخشى على حياتها. وفي 5 مايو/أيار الماضي، تلقت والدة “كارولين” خبر وفاة ابنتها؛ حيث قُيل لها أنها انتحرت، إلا أنها لم تُصدق.
ووفقا لـ”بيريل”، فقد “قاموا بتشريح جثة كارولين في السعودية”، مضيفة: “نشتبه بأنهم ضربوها قبل قتلها. رأينا خدوشا على وجهها، وكان هناك جرح عميق حول صدرها. كانت عالقة بشيء ما”.
وأكدت أن أسرتها لم تتلق أي تفسير بشأن ذلك الجرح، وأضافت: “حتى الشخص الذي أجرى التشريح هنا لم يشرح الأمر لنا. لا أزال في الظلام”.