دشنت منظمة “سند” الحقوقية السعودية حملة لمطالبة السلطات السعودية بإيقاف اعتقال النشطاء والمعارضين أثناء أداء فريضة الحج والعمرة وتسليمهم لبلدانهم القمعية أو منعهم من زيارة الحرمين بسبب مواقفهم السياسية والفكرية.

وتحت وسم #الحج_ليس_آمنا، دعت المنظمة المغردين والناشطين للمشاركة، على اعتبار أن الحج ركن إسلامي عظيم يهم جميع المسلمين.

وفي بيان لها، أشارت “سند” إلى أن السلطات السعودية عمدت إلى إقحام الحرمين الشريفين في معاركها السياسية؛ وقامت بتوظيفهما لخدمة أغراضها الأمنية المختلفة؛ فكلٍ من يخالفها في مزاجها السياسي أو الفكري بات إمًا ممنوعاً من الحج والعمرة؛ أو مغدوراً به ومودعاً في سجونها أو مُرحلاً إلى أنظمة القمع والاستبداد التي قد يلاقي حتفه في سجونها.

كما لفتت المنظمة إلى أن من صور الانتهاكات الأخرى التي تمارسها السلطات السعودية التلاعب بقضية نسب وأعداد الحجاج من الدول المختلفة؛ فهي لا توضع لأغراض تنظيمية وإنما لاعتبارات سياسية ومصالح خاصة بالحكومة.

وأضافت “سند” أن تعمّد السلطات السعودية التضييق على الأقليات المسلمة في دول أوروبا وأمريكا والغرب عموماً وعن استخدام الحج أداة للضغط على الدول؛ وتقديم تأشيرات الحج رشاوى سياسية لمن تريد الحكومة استمالته أو استعماله لأهدافها السياسية والأمنية، هي انتهاكات تضاف إلى رصيد استخدام السلطات السعودية لموسم الحج.

وجددت المنظمة تذكير السلطات السعودية بأن الحج والعمرة حق مكفولٌ لكل مسلم, وأنه لا يجوز منع مسلم من الحج تحت أي ذريعة؛ وأن منح التأشيرة للحج والعمرة يقتضي الأمان وعدم التعرضٍ بالأذى لكل من دخل السعودية لذلك الغرض.

كما شددت “سند” على رفضها القاطع لكل الممارسات غير الشرعية التي تُمارس ضد قاصدي بيت الله الحرام، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإدانتها الكاملة لاستخدام الحج والعمرة أداة سياسية أو أمنية أو وسيلة للبطش والقمع أو تسييس الحج والعمرة بأي شكل من الأشكال.

ودعت المنظمة في ختام بيانها جميع علماء العالم الاسلامي والهيئات والمؤسسات العلمائية والمنظمات الحقوقية وجميع المسلمين في العالم إلى تذكير السلطات السعودية بواجبها تجاه الأماكن المقدسة وقاصديها، وإعلامها صراحة أن تمكين جميع المسلمين من زيارتها وضمان أمانهم، هو حق مشروع وواجب مفروض يلزم القيام به على أكمل وجه ودون تمييز أو تحيز سياسي؛ وأن مكة المكرمة بلد حرام، وأن الله أوجب لقاصديه الأمن والأمان؛ وإيضاح أن تلك الممارسات الظالمة والانتهاكات الآثمة هي خيانة لعهد الله وتعدٍ لحدوده؛ وأن عليها القيام بواجبها والالتزام بتعهداتها والكف عن كل ما يضر ويؤذي قاصدي الأماكن المقدسة.