خاص: شهدت فرنسا حالة من التذمر من سياسات الحكومة الاقتصادية، ولكن قوة الاحتجاجات وانتشارها مع قدر كبير من التنظيم يدل على أن الشعارات هي عملية توظيف، وأن موقف ماكرون من التفرد الأمريكي بقيادة حلف الناتو والدعوة لتكوين جيش أوربي ضد التهديد الروسي والصيني والأمريكي، وبداية تكون محور أوربي يقوده تحالف فرنسي ألماني هو العامل الأساس في إشعال الموقف.
ومن الغريب أنه مع الحديث عن تكرار حركة السترات الصفراء في بلدان أخرى، ومنع بيع السترات أو لبسها في مصر؛ فإن ردة الفعل التركية الرسمية والإعلامية تركز على التذكير بأحداث تقسيم في إسطنبول عام 2013، والتعاطي الأوربي رسمياً وإعلاميًا معها، وكيف تعاطفت أوروبا مع أعمال الشغب وبحثت لها عن المبررات، عكس ما يحصل حاليًا من انتقاد الاحتجاجات رسميًا وإعلاميًا، وتبرير استخدام القوة ضدها!! في محاولة لإيقاف الاحتجاجات تم التراجع عن الرسوم، بل وأعلنت إجراءات لتحسين ظروف العمال لسحب البساط من تحت رعاة الاحتجاجات.
ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن هناك شكوكًا حول الجهة التي تقف وراء حادثة ستراسبورغ، خاصة وأن الفاعل له سجل إجرامي ومعروف جيدًا لدى مصالح الأمن، فهل يمثل الحادث إحدى وسائل الدفاع غير المشروعة للأجهزة الأمنية من أجل إفقاد الأحداث لزخمها، وإشغال الناس بخلفية المنفذ الشمال إفريقية، واللعب على وتر الإسلاموفوبيا؟!
إنه المخرج السهل عند كل ورطه يقع فيها السياسيون.