خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لاطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
– الرد السعودي “الهزيل” على حرق المصحف:
أثارت واقعة حرق القرآن أمام السفارة التركية في العاصمة ستوكهولم عاصفة من الغضب في العالم الإسلامي، وسط مخاوف من المزيد من الأعمال العدائية، وردود الأفعال، ولا تزال ردود الفعل المستنكرة والغاضبة تتوالى إزاء حرق نسخ من المصحف في السويد، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وثمة جدل وسخط لا يهدآن عبر المنصات الإلكترونية في العالم الإسلامي، تقابلهما محاولات للتهدئة من قبل صفحات سويدية ناطقة بالعربية وبلغات أخرى، وترافقت تلك الدعوات مع بيانات إدانة رسمية من مؤسسات بارزة، بينها منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الأزهر ومجلس التعاون الخليجي، ووزارة الخارجية التركية.
بينما اكتفت الدول العربية والإسلامية وعلى رأسهم النظام السعودي ببيانات استنكار وشجب تقليدية ورتيبة في مثل هذه المواقف، ولا تتماشى مع الغضبة الشعبية.
فأصدرت وزارة الخارجية السعودية، بيانًا أدانت فيه سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف.
وأعربت وزارة الخارجية، وفق البيان، عن “إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين، لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمهورية تركيا في ستوكهولم”.
وأكدت الخارجية على “موقف المملكة الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف”.
في حين تفاعلت المعارضة السعودية مع الحدث البشع هذا وسط مطالبات برد فعل أقوى من النظام السعودي، وتنديد ورفض للرد الرسمي السعودي الذي وصفه نشطاء بـ”الباهت”.
من ناحيته، سخر الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، من البيان السعودي الرسمي، قائلاً: “هولندا ترتجف، بعد بيان الاستنكار الذي أطلقه نظام ابن سلمان.. خصوصًا بعد أن رأوا كيف قطعت بلاد الحرمين علاقتها مع السويد التي سمحت لذاك المتطرف بإحراق المصحف الشريف”.
كما تطرق “الشلهوب” إلى بيان رابطة العالم الإسلامي – منظمة رسمية -، وقال: “بدل إصدار هذا البيان الهزيل عن إحراق المصحف الشريف.. كان الأجدر برابطة العالم الإسلامي أن تخرج بمؤتمرات صحفية لإدانة التعدي على المصحف الشريف، وتدعو خطباء الجمعة إلى الحديث عن الموضوع واستنكار ما حدث، وتدعو الشعوب إلى مقاطعة هذه الدول من أجل تأديبها”.
وأشار الصحفي السعودي المعارض إلى موقف السعودية من كندا حين قامت الأخيرة بتوجيه انتقادات رسمية لانتهاكات حقوق الإنسان بالمملكة، وقال: “تذكرون كيف قطع نظام ابن سلمان علاقاته مع كندا حتى الطلاب أعادهم؛ بسبب تغريدة طالبت فيها كندا احترام حقوق الإنسان في المملكة.. السويد سمحت بإحراق المصحف ورفع صورة مسيئة لرسول الله، وحاكم أرض الحرمين اكتفى ببيان إدانة هزيل!”.
فيما أوضح الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل، أن “حالة الضعف التي تعتري الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها السعودية، تبرز بشدة في حوادث الإساءة للدين الإسلامي في الدول الأوروبية وأحدثها حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد”.
وعلقت الناشطة السعودية المعارضة، سارة الغامدي، على ذلك البيان الرسمي بقولها: “يدعمون الذين يحاربون في الدين وبعد يتظاهرون أمام عامة الناس انهم ضد محاربة الدين الإسلامي، يستضيفون كل من يحارب الله ورسوله د وبعد يتظاهرون أمام عامة الناس العكس!”.
في حين تطرق الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، إلى فكرة المقاطعة، قائلاً: “المملكة هي أكثر دولة عربية لها تبادلات تجارية مع السويد، ولو اتخذت الحكومة قرارًا بقطع التبادل التجاري مع السويد لردعتهم ومنعت تكرار انتهاكاتهم بحق الإسلام والقرآن. ولكن… هل يفعلها نظام ابن سمان؟!”.
ثم عاد ليؤكد على عدم قدرة النظام السعودي على تبني ذلك الموقف، متابعًا: “لا تنتظروا من المملكة موقفًا حقيقًا ردًا على حرق المصحف الشريف في السويد، فنظام ابن سلمان اكتفى بالإدانة كعادته”.
بينما قالت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي: “أثبتت السلطات العربية عجزها في اتخاذ الموقف الحاسم بعد قضايا مثل حرق #القرآن في السويد كما عرفنا منهم سابقا في قضايا فرنسا ودنمارك. فعلينا نحن كالشعوب العربية أن نتضامن في مواجهة هذه الإساءات ونتخّذ اجراءات مؤثرة كمقاطعة المنتجات السويدية”.
وأضافت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “عندما الوزير اللبناني يهين السعودية تقوم بطرد السفير ومؤاخذته ومقاطعة منتجاتهم لكن حرق المصحف لا يحرك لهم ساكناً، لكن الشعوب المؤمنة تقوم بمقاطعة المنتجات السويدية”.
وطرح حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر” تساؤلاً: “تخيل ما الذي يمكن أن يحدث للسويد إذا قامت بلاد الحرمين حامية قبلة المسلمين باستدعاء السفير السويدي وتسليمه مذكرة احتجاج على التصرف المشين مع القرآن؟”.
فيما علق الأكاديمي السعودي البارز، الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، على الموقف الرسمي بقوله: موقف ابن سلمان من جريمة حكومة السويد، وموقف داعية التسامح الباكي على ضحايا الهولكوست محمد العيسى !!لا تلوموهم !! فهم مشغولون بتكريم الفرقة الكورية الفاجرة بالجريش السعودي !!”.
وقال حساب “ميزان العدالة”: “أين محمد العيسى ودعاة التسامح الذي ملأ ابن سلمان بهم المنابر في المساجد من مشهد حرق المصحف الشريف في السويد؟! أم أن العيسى وأشباهه مشغولون في دعم أواصر التسامح مع الصهاينة وزيارة الهولوكوست؟!”.
– أحكام إعدام ضد أبناء من قبيلة “الحويطات”:
كشفت منظمة “سند” الحقوقية السعودية عن قيام محكمة الاستئناف بالمملكة بتأييد أحكام بالإعدام والسجن ضد أفراد من قبيلة “الحويطات”.
وقالت المنظمة في سلسلة من التغريدات رصدها الموقع: “تأكد لمنظمة سند قيام محكمة الاستئناف بتأييد حكم الإعدام بحق كل من شادلي أحمد محمود الحويطي شقيق الشهيد عبد الرحيم الحويطي، كما أيدت حكم الإعدام ضد إبراهيم صالح أحمد الحويطي وعطا الله موسى محمد الحويطي”.
وأشارت “سند” إلى أن تلك الأحكام جاءت عقب اعتقالهم تعسفيًا في أبريل عام ٢٠٢٠؛ نتيجة رفضهم التهجير القسري الذي حصل لقبيلة الحويطات.
وأضافت المنظمة أن قوات أمنية سعودية داهمت قرية “الخريبة” شمال غرب السعودية، ونتج عن ذلك مقتل عبد الرحيم الحويطي برصاص قوات أمنية سعودية واعتقال عشرات الأشخاص.
وأوضحت “سند” أن السلطات السعودية تستمر في الإخفاء القسري للعسكريين عيد حمود المشهوري الحويطي، وسليمان محمد موسى الحويطي للشهر الرابع، ما قد يرجح قيام السلطات بإعدامهم، حيث تأكد لها في وقت سابق، أنه تم نقلهم لسجن الحائر منذ سبتمبر ٢٠٢٢، تمهيدًا لتنفيذ حكم الإعدام.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “بعد أن قتلوا عبدالرحيم الحويطي، محاكم التفتيش السعودية تقضي بإعدام شقيقه شادلي الحويطي، إضافة إلى إبراهيم صالح الحويطي وعطاالله موسى الحويطي، ذنبهم أنهم دافعوا عن بيوتهم وأراضيهم”.
فيما أدان الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل، الأحكام قائلاً: “ندين التقارير الواردة إزاء تأييد محكمة الاستئناف حكم الإعدام بحق كل من شادلي أحمد الحويطي شقيق الشهيد عبدالرحيم الحويطي، وإبراهيم صالح الحويطي وعطاالله موسى الحويطي وجميعهم معتقلين تعسفيا منذ أبريل 2020 لرفضهم تهجيرهم من منازلهم قسرًا”.
وعلق الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، على الأحكام بقوله: “بعد أن قتل نظام ابن سلمان عبد الرحيم الحويطي قبل عامين تقريبًا، لرفضه الخروج من منزله. محكمة الاستئناف تؤيد أحكام الإعدام بحق كل من شادلي الحويطي وإبراهيم الحويطي وعطا لله الحويطي. جريمة أخرى تُضاف لجرائم ابن سلمان”.
وقال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “يا شُرَفاء، هذه الأرضُ لَنا.. إصدار حكم الإعدام ضد شادلي #الحويطي واثنين من أقاربه بسبب رفضهم التهجير من منازلهم”.
فيما دعت منظمة “القسط” لحقوق الإنسان على وجه الاستعجال إلى الضغط على السلطات السعودية لإسقاط تلك الأحكام على الفور.
فيما علقت رئيسة قسم الرصد والمناصرة بالمنظمة، لينا الهذلول، على الأحكام بقولها: “إن أحكام الإعدام تلك جزءٌ من سلسلة من الإجراءات القاسية والانتقامية ضد أبناء قبيلة الحويطات الذين تعرضوا للإخلاء والتهجير والاعتقال ويتعرضون الآن لأقسى عقوبة لمجرد التحدث علانية”.
وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “هل تذكرون عبدالرحيم الحويطي شيهد الأرض الذي رفض ترك منزله؟، أمس أيدت محكمة الاستئناف حكم الإعدام بحق كل من شادلي الحويطي شقيق (عبدالرحيم الحويطي)، وضد إبراهيم الحويطي وعطاالله الحويطي. لا حول ولا قوة إلا بالله!”.
– حفلة فرقة بلاك بينك:
أدت فرقة “بلاك بينك” الكورية للفتيات، الجمعة، حفلا في العاصمة السعودية الرياض، لأول مرة، وذلك ضمن فعاليات “موسم الرياض” الترفيهي، الأمر الذي أثار جدلا في الشارع السعودي.
ونشر حساب “موسم الرياض” على تويتر الإعلان الرسمي للحفل، داعيا الجمهور لشراء تذاكر الحضور التي تراوحت أسعارها بين 250 ريالا وصولا إلى 1500 ريال لكبار الشخصيات.
وشن ناشطون بمواقع التواصل هجوما عنيفا على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، بسبب هذا الحفل.
وتداول العديد من النشطاء والمؤثرين السعوديين بتويتر، مقاطع من حفل فتيات “بلاك بينك” الذي نظم، الجمعة، بالرياض مستنكرين ما وصفوه بمشاهد التعري والرقص والإباحية في أرض الله الحرام.
وشهد الحفل وصلات رقص استعراضية لفتيات الفرقة بقيادة “ليسا”، أصغر عضوة في فرقة الفتيات الكورية الجنوبية “بلاك بينك”.
وكانت هذه الاستعراضات أقرب للعرض الإباحي بحسب وصف العديد من النشطاء، حيث أن العارضات ظهرن بملابس مكشوفة مثيرة أبرزت مفاتنهن، كما ظهرن يؤدين حركات بأجسادهن حملت إيحاءات خارجة.
ويشار إلى أن فرقة “بلاك بينك” الكورية الجنوبية هي أكبر “فرقة فتيات بالعالم”، ومعروفة بأغنايها المثيرة والخارجة عن السياق واستعراضتها المخلة التي لا تتناسب مع قيم وعادات المجتمعات العربية.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “فرقة بلاكبينك التي استقدمها ابن سلمان وأعطاهم المليارات، هذه الفرقة قد خصصت جزء من أرباح إعلاناتهم وحفلاتهم لدعم المثلية!”.
بينما قال حساب “مفتاح” الشهير عبر “تويتر”: “ابن سلمان يستخدم فرق الغناء والرقص الكورية، لصرف انتباه الشعب عن المشاكل الداخلية، كما أنه يريد لفت انتباه الغرب إلى التغييرات التي يُحدثها في المجتمع”.
فيما علق الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل، على الحفل بقوله: “نشر الإفساد والانحلال عبر استقدام فرق الغناء الأجنبية وسيلة رئيسية لدى #محمد_بن_سلمان لحرف اهتمام الشعب لاسيما الشباب عن المشاكل الداخلية وسوء الأوضاع الاقتصادية في المملكة”.
في حين أكد الناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي، أن تلك الفعاليات تأتي “استمرارًا لحملة ابن سعود في طمس هوية ودين شعب بلاد الحرمين ونشر الشذوذ والدياثة فيهم، ستصل الليلة للرياض فرقة BlackPink الكورية المشهورة بدعمها الصريح للشذوذ وخصوصًا بين الإناث”.
ودعا “الغامدي” ساخرًا الوطنجية وعسكر ابن سعود ومطاوعته للتزيين باللون الوردي؛ ترحيبًا بالفرقة التي استقبلها الشاذ ولي أمرهم – على حد وصفه -.
وتساءل الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، قائلاً: “ألم يصل هيئة كبار العلماء، خبر الفرقة الكورية؟! أم لم يصلهم خبر حفلاتهم الماجنة ولبسهم الفاضح؟! أم لم يروا الأبراج في الرياض تضيء الأنوار لقدومهم؟! أم أن طاعة “ولي الأمر” مقدمة على طاعة الواحد الأحد؟!”.
وتابع “الغفيلي” بقوله: “هذه الفرقة الكورية التي تزيّنت لها الرياض وأضاءت أبراجها احتفاءً بقدومها، هي إحدى الفرق التي تدعم وبصورة علانية “المثلية”!”.
وقالت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي: “المهم لابن سلمان وتركي آل الشيخ كسب الأموال وانشغال الشعب ولو بانحراف الشعب وانحطاط المجتمع #بلاكبينك_في_الرياض”.
وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “هذه الفرقة في بلاد الحرمين، أفكارها لا تتطابق إطلاقاً مع قيمنا وهويتنا وقدسية بلادنا لكن للأسف هكذا يريدها محمد بن سلمان”.
وأضاف الحساب: “هذا الحفل برعاية حكومية في المملكة، وأغلب الحضور هم دون السن القانونية ويتأثرون بشكل كبير بمثل هؤلاء!”.
فيما علق المعارض السعودي البارز، الدكتور سعد الفقيه، على الحفل بقوله: “فرقة البلاك بينك مشهورة بالخلاعة والشذوذ والكلام الفاحش في أغانيها، تستقبل استقبال رؤساء الدول، وتضاء الرياض بالضوء الوردي من أجلها! باختصار: الدولة تستخدم إمكاناتها المادية والأمنية والإعلامية والبلدية لتطبيع الخلاعة والشذوذ”.
وقال حساب “نفقات هيئة الترفيه”: “ولدت نحيفة عاهرة.. بطئية في الحساب.. سريعة في الجواب؛ هذه كلمات أغنية فرقة بلاكبينك، يوم أمس الجمعة، أمام آلاف المراهقات لم يكن على بال أحدنا أن يُنادى بهذه الكلمات من قبل مجموعة من المنحرفين أمام الآلاف دون إنكار”.
وقال المعارض السعودي البارز، الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي: “عاهرات في الرياض، أحضرهن ابن سلمان قرن الشيطان، يا لمجتمع يقاد للهاوية!”.