خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لاطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

– منع معتقل رأي سعودي من تشييع جنازة والده:

أكدت مصادر حقوقية سعودية قيام سلطات المملكة برفض الإفراج المؤقت عن الداعية المعتقل، الدكتور عامر الألمعي؛ لحضور جنازة والده الذي وافته المنية.

وقال حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر”: “إدارة سجن “شعار” تمنع الإفراج المؤقت عن الشيخ الطبيب، عامر الألمعي؛ لحضور جنازة والده، الذي وافته المنية يوم الأحد 23 يوليو الجاري”.

وطالب الحساب السلطات السعودية بالسماح لـ”الألمعي” بحضور مجلس العزاء، مؤكدًا أن الإفراج المؤقت للحالات الإنسانية حق مكفول للمعتقل، وحرمانه من هذا الحق يُعدّ انتهاكاً حقوقياً صارخاً.

وفي نفس السياق، دعت منظمة “سند” الحقوقية السعودية سلطات المملكة للإفراج المؤقت عن “الألمعي” أيضًا؛ لحضور بقية أيام العزاء.

كما أكدت في تغريدة عبر حسابها بـ”تويتر” أن هذا حق مكفول لكل معتقل، وفقاً للقانون المحلي والدولي ومقتضيات الإنسانية.

من ناحيته، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “رحم الله والد الطبيب المعتقل عامر الألمعي وغفر له، تعازينا للدكتور عامر ولأهل الفقيد جميعًا. وتجدر الإشارة إلى أن إدارة سجن شعار في عسير رفضت السماح لدكتور عامر بحضور جنازة والده والصلاة عليه”.

كما وجه المعارض السعودي البارز، الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، رسالة لـ”الألمعي” قائلاً: “أحسن الله عزاء الطبيب د. عامر الألمعي، في موت والده عليه رحمة الله ورضوانه، والعزاء موصول لأهله وذويه و #رجال_ألمع كافة، ومن المؤسف أن سلطات القمع السعودي لم تسمح للدكتور عامر الألمعي، المعتقل في سجن شعار في أبها بحضور جنازة والده”.

وتابع “الغامدي” بقوله: “ملحوظة: سُجن د. عامر الألمعي بتهمةِ كونه كفيلاً لبعض الإخوة الفلسطينيين المعتقلين في سجون التحالف #الصهيوسعودي”.

بينما قال حساب “ضابط أمن سابق” الشهير عبر “تويتر”: “لماذا مُنع المعتقل الدكتور عامر الألمعي من الحضور إلى جنازة والده؟ قليلاً من الإنسانية أرجوكم”.

فيما أكد المعارض السعودي بالخارج، ناصر القرني، مخالفة ما تفعله السلطات السعودية لقوانين المملكة، قائلاً: “وفقًا للنظام السعودي يجب خروج الدكتور #عامر_الألمعي لحضور جنازة والده غفر الله له”.

وقالت منظمة “معًا من أجل العدالة” الحقوقية: “السلطات #السعودية ترفض الإفراج عن الشيخ #عامر_الألمعي لحضور جنازة والده”.

فيما ذكر حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “سلطات القمع السعودي لم تسمح للدكتور عامر الألمعي، المعتقل في سجن شعار في أبها بحضور جنازة والده”

 

– اعتقال الداعية بدر المشاري يتحول لقضية رأي عام:

ازداد تفاعل أطيف الشعب السعودي المختلفة مع خير اعتقال الداعية البارز والمحبب لقلوب الكثيرين، بدر المشاري، وتفاعلوا عبر عدة وسوم من خلال موقع التدوين المصغر “تويتر”، من أهمها وسم #بدر_المشاري_بقلوبنا، الذي شهد الكثير من التغريدات التي تدل على شعبية “المشاري” الجارفة.

بينما أكد العديد من رموز المعارضة السعودية أن قضية اعتقال “المشاري” تحولت لقضية رأي عام، نظرًا لفجاجة السلطات السعودية في التعامل مع داعية لم يتطرق يومًا في حديثه إلى قضايا أو أمور سياسية، ما أكد الطبع العنصري والتمييزي في حملات الاعتقال التي يشنها ولي العهد السعودي “ابن سلمان” على رموز التيار الإسلامي أيًا كان اتجاهاتهم السياسية.

وكانت مصادر حقوقية سعودية، ذكرت في وقت سابق، أن سلطات المملكة قامت باعتقال الداعية، بدر المشاري، من دون معرفة الأسباب حتى الآن.

وأكد حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر” ذلك الخبر، مشيرًا إلى الشهرة التي يحظى بها “المشاري” في العالم الإسلامي قاطبة.

والشيخ بدر نادر المشاري، هو داعية وواعظ، عمل سابقًا إمامًا لجامع حطين في الرياض، ثم تفرغ للعمل الدعوي وتحديدًا الوعظ والرقائق.

من ناحيتها، أبدت منظمة “سند” الحقوقية السعودية أسفها لاستمرار النظام السعودي في سياسة الاعتقالات وانتهاك حقوق الانسان، داعية للإفراج الفوري وغير المشروط عن د. بدر المشاري، كما دعت المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولية للوقوف ضد انتهاكات السلطات السعودية المستمرة والمتزايدة بحق مواطنيه.

وتشن السلطات السعودية حملات اعتقال ضد الدعاة والمصلحين في المملكة كل فترة، لمنع وجود أي أصوات معارضة لخطة التغريب التي يقودها ولي العهد “ابن سلمان” المغايرة لطبيعة المجتمع السعودي المحافظ.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “الشيخ بدر المشاري من الدعاة الذين أخذوا على عاتقهم نشر دين الله وإيصاله للناس وحث العاصي على العودة إلى جادة الصواب.. ومن يحاربهم إنما يحارب الدين ولا يريد له أن يسكن قلوب الناس!”.

وتابع في تغريدة منفصلة: “منذ 3 أيام وهاشتاق #كلنا_بدر_المشاري متصدر الترند في المملكة، وقبله تصدر #اعتقال_بدر_المشاري_جريمة و #بدر_المشاري وهذا دليل على الحب والمقبولية الكبيرين الذين يتمتع بهما الشيخ بدر فكَّ الله أسره”.

ودعا “الشلهوب” جموع الشعب السعودي للمشاركة في حملة التضامن مع “المشاري” قائلاً: “دافعوا عن أخيكم المسلم بدر المشاري فإنه مظلوم، والدفاع عن المظلوم واجب. #بدر_المشاري_بقلوبنا”.

فيما قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني: “السلطات السعودية اعتقلت الداعية بدر المشاري الذي يتمتع بشعبية كبيرة داخل وخارج المملكة، على الرغم من أنه لم يتدخل في السياسة ولا علاقة له في السياسة أو المعارضة”.

وقال حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر”: “لا تنسوا #بدر_المشاري من دعواتكم، ولا تنسوا الدعوات على الظالمين”.

فيما وصف حساب “الديوان” الشهير عبر “تويتر”: “#اعتقال_بدر_المشاري_جريمة مؤسفة، وتأتي ضمن سلسلة سحق الآخر الذي لم يجعل نفسه بوقا بما فيه الكفاية للتلميع والتطبيل وشهادات الزور. حتى لو لم ينطق بحرف واحد ضد مسؤول. فعدم مدحك المسرف ل #مبس وعدم سبك البذيء لكل خصومه كفيل بأن تكون ضمن قائمة #معتقلي_الرأي”.

فيما ذكر الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، أنه “مرّت أيام على اعتقال الشيخ بدر المشاري ولا تزال الحكومة صامتة عن تبيين تهمته وسبب اعتقاله، ولا يزال التضامن الشعبي يتزايد في المملكة متضامنين مع الشيخ ومطالبين بإطلاق سراحه”.

ووجه “الغفيلي” رسالة إلى ولي العهد “ابن سلمان”، قائلاً: “هل لك طاقة أن تكون خصمًا يوم القيامة لآلاف العلماء والدعاة والناشطين الأبرياء الذين اعتقلتهم؟! #بدر_المشاري_بقلوبنا”.

فيما ذكر حساب “ضابط أمن سابق” الشهير عبر “تويتر”: “منذ اعتقال الشيخ بدر المشاري والهاشتاقات الخاصة به تتصدر الترند السعودي وهذا أكبر دليل على الشعبية التي يتمتع بها الشيخ وأن ابناء الشعب الذين يكتبون في تويتر غير راضين عن سياسة اعتقال العلماء والدعاة”.

فيما دعا حساب “سماحة الشيخ”، لفك أسر “المشاري” قائلاً: “اللهم يا كاشف العجائب وياراد كل غائب اللهم رد الداعية بدر المشاري، سالما إلى أهله وأحبابه اللهم احفظه من كل مكروه. فك الله بالعز أسره وأسر كل المظلومين في سجون الطغاة”.

وأوضحت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي، أن “المشاري” “لم يكن مجرد واعظ يخطب في الناس ويذكّرهم بدينهم، بل كان داعية يغشى عليهم مجالسهم ويخالطهم فيها ولذا أصبح قريبًا من الناس ونال محبتهم. #بدر_المشاري_بقلوبنا”.

وقال حساب “نحو الحرية”: “هناك الكثير من الناس لم يسمعوا قصصاً وحكايا من سيرة النبي ﷺ إلا من فيدوهات ومقاطع الشيخ بدر المشاري، والآن حُرِموا هذا المنهل وهذا الخير.. بأي ذنب سجنتموه؟!”

وتابع الحساب بقوله: “لا أحد مستفيد من استمرار اعتقال العلماء وإيذائهم، المملكة ينالها النصيب الأكبر من الأذى بخسارة رموزها خلف القضبان! #بدر_المشاري_بقلوبنا”.

فيما قال حساب “مفتاح”: “نشطاء يدينون اعتقال السلطات السعودية للشيخ الداعية #بدر_المشاري، والذي يحظى بشعبية كبيرة في المملكة والعالم العربي، رغم عدم تعبيره عن أي معارضة أو انتقاد لنظام ابن سلمان”.

 

– فشل اقتصادي مستمر لـ”ابن سلمان”:

تراجعت أسعار النفط، الاثنين، حيث ينتظر المتداولون المزيد من إشارات رفع أسعار الفائدة من البنوك المركزية الأمريكية والأوروبية، مع شح الإمدادات وآمال في التحفيز الصيني لدعم خام برنت عند 80 دولارًا للبرميل.

وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 76.96 دولارًا للبرميل ، بانخفاض 11 سنتًا.

وارتفع الخامان القياسيان 1.5٪ و 2.2٪ على التوالي الأسبوع الماضي، وهو رابع مكاسب على التوالي في أسبوع من المكاسب، حيث من المتوقع أن يتقلص العرض بعد تخفيضات أوبك+.

كما تصاعد القتال الأسبوع الماضي في أوكرانيا بعد انسحاب روسيا من اتفاق الممر البحري الآمن الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لتصدير الحبوب.

وقال محللون من البنك الأسترالي الوطني في مذكرة: “في حين أن رفع سعر الفائدة الفيدرالي مرة أخرى هذا الأسبوع قد يؤدي إلى بعض تقلب الأسعار على المدى القصير، فإننا نتوقع تشديد ظروف السوق بشأن تخفيضات أوبك للإمدادات وزيادة تكهنات السوق بمزيد من التحفيز في الصين لمواصلة دفع الأسعار للأعلى خلال الربع الثالث من عام 2023”.

وتأتي تلك الانخفاضات في أسعار النفط العالمية كضربة موجهة لسياسة ولي العهد السعودي الخاصة بخفض الإنتاج في محاولة لرفع أسعار النفط العالمية، ما يعني مزيد من الإرهاق على الميزانية العامة بالمملكة التي تواجه مشاكل عدة بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية.

فيما رصد الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، الأسباب التي أدت لفشل ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” في جذب الاستثمارات العالمية للمملكة، رغم أنها من ركائز رؤية 2030 التي يدعمها ولي العهد بنفسه.

وفي سلسلة من التغريدات، ذكر “الغفيلي” أنه رغم قرار إيقاف التعامل مع أي شركة أجنبية تقيم مكاتب إقليمية لها خارج المملكة اعتبارًا من 2024! إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال، وتزايد إقبال المستثمرين الخارجيين على الإمارات بشكل ملحوظ.

وسرد الباحث في الشأن الخليجي بعد الإحصاءات حول الاستثمارات في الإمارات، حيث زادت الاستثمارات الخارجية بها لتحقّق أعلى رقم في تاريخها بلغ 23 مليار $ في 2022، مقابل 7 مليارات $ فقط لجارتها الكبرى المملكة.

كما استحوذت الإمارات لوحدها على 61% من الاستثمارات الأجنبية في الخليج (حسب تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية UNCTAD).

ولفت “الغفيلي” إلى أن ذلك التراجع يرجع لسببان، أولهما؛ مخاوف المستثمرين الواضحة من حملة الاعتقالات التي طالت رجال أعمال بارزين في الريتز، فضلًا عن تداعيات مقتل خاشقجي وما رافقه من سمعة سيئة أضرت بالمملكة، فضلًا عن لغة التهديد والوعيد.

والسبب الثاني؛ التغييرات المفاجئة في السياسة الاقتصادية للمملكة وغياب قوانين ثابتة تنظم بيئة العمل.

وأضاف “الغفيلي” أن غياب البنى التحتية الحقيقية التي ترافق التحول إلى مركز إقليمي، شكّل هو الآخر عقبة أمام هذه التحول، وسعت الحكومة لتدارك ذلك بافتتاح 4 مناطق اقتصادية خاصة نهاية العام الماضي.

وشدد الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، في ختام تغريداته أنه “من المعلوم أن الازدهار الاقتصادي لا يرتبط بتسهيلات تجارية فقط، بل يرتبط باستقرار سياسي وتوفّر مناخ أمان وعدم تخوّف من تقلّبات مفاجئة أو ابتزازات غير مباشرة، فضلًا عن بيئة الحرية والتي يفتقدها نظام محمد بن سلمان القمعي، والذي أودع السجن العديد من الأصوات الاقتصادية الناصحة”.

ثم عاد “الغفيلي” في تغريدة منفصلة ليؤكد أن “معدل نمو اقتصاد المملكة هو الأبطأ بين الاقتصادات الرئيسية، بعد تراجع الواردات النفطية”، الخبر يؤكد حقيقتين: الأولى: فشل سياسة أوبك برفع الأسعار عن طريق خفض الإنتاج، بسبب التفاف روسيا على القرار وبيع النفط بطرق ملتوية. – فشل سياسة المملكة في تنويع مصادر اقتصادها”.

فيما قال الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل: “تكبدت السعودية أكبر خسائر عربية في أذون وسندات الخزانة الأمريكية بنسبة 1.76% علما أن أكبر استثمارات لـ 4 دول عربية تراجعت بنسبة 2.04% بما يعادل قيمته 5.3 مليارات دولار بحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية الصادرة مؤخراً”.

وتابع “الدخيل” قائلاً: “خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023 في #السعودية إلى 1.9% ما يعكس تبعات استمرار المملكة في تقليص إنتاجها من النفط. وكان البنك توقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي السعودي إلى 3.1% وإلى 2.1% في تقرير يونيو الماضي”.

وقال حساب “محقق خاص”: “بسبب ارتفاع أسعار العقار البيوت في المملكة تتحول الى غرف أن البيوت ستصبح مجرد غرف لشدة ارتفاع الأسعار من أكبر المجالات للفساد هي العقارات والمتضرر الأول هو الشعب المضطهد”.

وقال حساب “مفتاح” الشهير عبر “تويتر”: ”السعودية تشهد أكبر انخفاض في النمو بين الاقتصادات الرئيسية، في أحدث توقعات عالمية لصندوق النقد الدولي“.

وأضاف في تغريدة أخرى: “من المفترض أن يكون صندوق الاستثمارات العامة، صندوق ثروة سيادي يخدم شعب المملكة؛ لكن الواقع يشير بإنه أصبح عبارة عن الخزينة الشخصية لابن سلمان، حيث يمكنه التصرف بأموال الصندوق بدون رقابة أو محاسبة”.