خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
مشروع “ذا لاين” وبيع الوهم:
منذ أن أعلن “ابن سلمان” عن مشروع مدينة “ذا لاين”، وتوالت ردود الفعل من التيارات المختلفة للمعارضة السعودية، بين مُكذب لكل تلك الوعود مؤكدًا أن “ابن سلمان” – كالعادة – يبيع الوهم للشعب من خلال مشاريعه الزائفة تلك، أو مخونا لفكرة هذه المدينة، واصفًا إياها بأنها ستكون الملاذ الآمن للصهاينة في المملكة بعد التطبيع العلني معهم.
وسميت مدينة “ذا لاين المليونية”، وتمتد على طول 170 كلم شمال المملكة، ضمن مشروع مدينة نيوم المثيرة للجدل، المعلن عنه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017، بزعم تنويع الموارد الاقتصادية والخروج من عباءة الاعتماد على عوائد النفط.
وادعى ابن سلمان في مقطع فيديو دعائي للمدينة تم بثه على الموقع الإلكتروني لمدينة نيوم، وتداوله الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن المدينة تحافظ على 95% من الطبيعة في أراضي نيوم.
ويسوق الإعلام السعودي لمشروع “ذا لاين” على أنه خطوة نحو العالمية ويلحق المملكة بأوروبا، ويوفر أقصى درجات الراحة والرفاهية للمواطن السعودي، بالإضافة إلى توفيره وظائف جديدة ومساهمته في نمو الاقتصاد.
ووفقا لولي العهد فإن مشروع “مدينة ذا لاين” سيوفر 380 ألف فرصة عمل، وسيعمل على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 على صعيد التنويع الاقتصادي من خلال المساهمة بإضافة 180 مليار ريال (48 مليار دولار) إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.
من جانبها علقت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان، على ذلك المشروع بقولها: “نستورد العقول الأجنبية للتخطيط لمشروع ذا لاين وتنفيذه، فيما العقول الوطنية الفذة أسيرة القضبان الحديدية”.
ووجهت الصحفية اللاجئة رسالة لـ”ابن سلمان”، قائلة: “أبعد عنك كل من يجاملك ويبيع لك الوهم، لاسيما الأصدقاء المقرّبين منك، أمثال ابن زايد، وسعود القحطاني، وتركي آل الشيخ؛ فقد ورّطوا البلاد بما يكفي من الأزمات، بعد شن حرب على اليمن، وحصار قطر، واغتيال خاشقجي، وتعذيب المعتقلات. والآن، يورطونها بإمكانية قيام مشروع ذا لاين”.
بينما أعادت “علياء”، شقيقة الناشطة لجين الهذلول، نشر مقطع الفيديو الذي أعلن فيه ابن سلمان عن المشروع، معقبة بالقول إنها أشفقت عليه، وشعرت أنه يغرق ولا يعرف كيف يتصرف، ويبدو فعلا أنه فقد عقله.
وأكدت أن الواقع السعودي شيء وكلامه عن البيئة شيء آخر، مضيفة: “ممكن نسوي أعمال جبارة من أجل البيئة في السعودية، وأهمها وقف بناء مدن من رمال”.
من جانبه، أكد الأمين العام لحزب “التجمع الوطني” السعودي المعارض المحام والحقوقي، يحيى عسيري، أن “الإعلانات المتكررة عن مشاريع دون أن يرى المواطن أي نجاح، ودون أن يستفيد الشعب والمواطن من أي منها، دليل جديد أن الهدف هو الدعاية للمستبد من ناحية، وتمويل الفساد من ناحية أخرى”.
واعتبر عسيري أن “من ينخرط في الدعاية إما مساهم في خداع الشعب، أو ساذج لم يتعلم من الدعايات السابقة التي لم تنجح”.
وسخرت الحقوقية علياء أبوتايه الحويطي، من إعلان “ذا لاين” الصديق للبيئة، قائلة: “المنشار خايف على البيئة! قتل عبد الرحيم الحويطي وسجن أسرته ويرهب كل من يرفض التنازل عن أرضه، وضرب مثالا حيا للمستبد الجبان، ولا يقتل إلا غيلة وغدرا ولقبه المنشار، ويريد أن يبني مدينة تحافظ على البيئة، أنت أكبر ملوث للكوكب وللأرض!!”.
في حين قال الناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي: “مشروع ذا لاين، انتهت أزمة الفقر والسكن والبطالة والمواصلات والجريمة والبنية التحتية وفشل المؤسسات الحكومية والحمد الله دخل المواطن ارتفع والعنوسة قلت وكثرت المشاريع الاقتصادية التي تدار بكوادر وطنية والآن نعيش تحقيق أحلام فتى أفلام الخيال العلمي مبس !صدق من قال: صفر عقل”.
وقال المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه، معلقًا على المشروع: “مشروع ذا لاين: طفل يتخيل ويريد أن يحقق خيالاته باستخدام مقدرات البلد، وأولويات البلد لا قيمة لها أمام خيالات الطفل الحالم”.
واعتبر “الفقيه” أن ما يثار حول قطارات أنفاق، والحفاظ على البيئة في الصحراء؛ هو نوع من الكوميديا والعبث يتحمل الشعب مسؤوليته حين سمح لطفل أن يتخيل، ويسعى لتحقيق خيالات أفلام الكارتون التي شاهدها.
واستهجنت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي، ما يحدث في المملكة بقولها: “محمد بن سلمان أحمق، وإعلامه لا يخجل من نشر حماقته، وإلا هل هناك عاقل يقول مثل هذا “، في إشارة منها للمقطع الدعائي الذي نشره “ابن سلمان” حول مشروع ذا لاين.
ورأت “الماضي” أن مشروع “ذلا لاين” هو حين لا يميز مدمن الألعاب الإلكترونية، محمد بن سلمان، بين الألعاب والواقع! مختتمة كلامها بقولها: “من يبلغ هذا الأحمق ابن سلمان أن البنية التحتية المتهالكة في السعودية أولى من مشروع ذا لاين، والذي نعلم أنه مشروع وهمي، وغطاء للسرقة المعتادة من هذه العائلة”.
فيلم “المنشق” فظائع وحقائق:
كشف عرض فيلم “المنشق”، الذي يناقش تفاصيل قضية مقتل الصحفي السعودي “خاشقجي” في سفارة بلاده في إسطنبول، عن تفاصيل مروعة قامت بها “فرقة النمر”، أثناء قتل وتقطيع جثة “خاشقجي”
وتطرق الفيلم لتفاصيل مثل الضحك بينما كان القتلة يخططون لكيفية تقطيع أوصال الجسد، كذلك تحدثهم حول ما إذا كان الوركان مناسبين للكيس.
وأيضًا سرد الفيلم الوثائقي طلب القتلة 70 كيلو لحم من مطعم لإخفاء رائحة الجثة المحترقة.
وبدأ عرض الفيلم الوثائقي The Dissident (المنشق)، الجمعة الماضي، ويتناول قصة اغتيال الصحفي خاشقجي.
وحصلت مؤخرا شركة التوزيع المستقلة Briarcliff Entertainment، على حقوق الفيلم في صفقة أبرمتها خلال سبتمبر/أيلول 2020. ويأتي ذلك بعد رفض عرضه على منصات بث عالمية مثل “نتفليكس” أو “أمازون برايم” بضغوط من النظام السعودي.
من جانبها، غردت وزيرة الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي “أوباما”، ومرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، مروجة لفيلم “المنشق”، الذي يتناول حادثة مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.
وقالت “كلينتون” للملايين من متابعيها عبر “تويتر”: “لو لم تكن شاهد فيلم المنشق، أتمنى أن تشاهده”.
وتابعت المرشحة الرئاسية الأمريكية السابقة: “هذا الفيلم الوثائقي قوي بشكل لا يصدق، حول اغتيال الصحفي جمال خاشقجي على يد الحكومة السعودية متوفر الآن”.
وحول انطباعاتها عن الفيلم، قالت الناشطة النسوية السعودية المقيمة في أمريكا، أماني الأحمد، قائلة: “شاهدت فيلم جمال خاشقجي، وللأسف كل أحاسيسي وقتها رجعت لي، رعب على انكسار، على قلة حيلة، كل شيء يفجع، ويكسر القلب في نفس الوقت، لا أعرف ماذا أقول، ولكن عمر، إياد، أخوات لجين وأخوها، وكل لاجئ كافح بصوته، أنتم العشم وفيكم الخير كله، أنا لا أعرف كيف تحملتم كل هذا؟ حقيقي أنتم أبطال”.
فيما عرض “وليد”، شقيق الناشطة المعتقلة “لجين الهذلول”، صورة دعائية للفيلم معروضة في أكبر ميادين الولايات المتحدة، معلقًا بقوله: “صورة فلم المنشق، والذي يتحدث عن قصة مقتل جمال خاشقجي رحمه الله، والتي كانت بأمر من محمد سلمان، وفي الصورة يعرض صورة محمد سلمان”، مختتمًا تغريدته بقوله: “محمد سلمان أصبح عبء على البلد”.
وحول دعوة “كلينتون” لمتابعة الفيلم، قال الأكاديمي السعودي المعارض، عبد الله العودة: “وزيرة الخارجية في عهد أوباما، ومرشحة الرئاسة السابقة، هيلاري كلينتون، تنصح بفيلم “المنشق” الذي يتحدث عن مقتل الشهيد خاشقجي، وتقول بأنه مؤثر بشكل لا يصدّق، وبأن خاشقجي قُتِل على يد الحكومة السعودية”.
وقال المحام والحقوقي، يحي العسيري، معلقًا على الفيلم: “أتابع الآن فيلم المعارض، حتى الآن أشياء مهمة وخاصة في حديث وتسريبات عمر بن عبد العزيز، عن محاولة استدراجه، وعن اعتقال رفاقه وإخوته فرج الله عنهم! وكذلك حديث خديجة خطيبة خاشقجي، والتسجيلات الهامة، وذكريات جمال خاشقجي رحمه الله”.
تعذيب شقيق الناشط “عمر عبد العزيز”:
كشف مقطع صوتي ظهر خلال عرض فيلم “المنشق”، عن حجم المعاناة التي تلاقيها عائلة المعارض السعودي بكندا، عمر الزهراني “عمر بن عبد العزيز”، بسبب آرائه المنتقدة للوضع في المملكة.
وبحسب المقطع، يظهر صوت شقيق “عمر”، أحمد بن عبد العزيز، وهو يرجوه أن يعود للمملكة، شاكيًا الألم الذي يعانيه نتيجة التعذيب القاسي الذي تعرض له هو وشقيقه “عبد المجيد”.
من جهته، حمل حساب “معتقلي الرأي” السلطات السعودية مسؤولية سلامة الشقيقين، مطالبًا بإطلاق سراحهما فورًا دون قيد أو شرط.
كما دعا الحساب المغردون للتضامن مع الشقيقين، والتغريد تحت وسم #الحرية_لأحمد_عبدالعزيز ، للضغط على السلطات للإفراج عنه، وأخيه
من جانبه علق الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري، على المقطع بقوله: “شعبنا رهينة عصابة مافيا تحرمه خياره في المعتقلات أو المنافي، ولا تتورع عن اعتقال النساء مثل أمنا عائدة الغامدي لنشاط ابنها الإصلاحي، أو اخوة واصدقاء عبد العزيز لآرائه”، متابعًا: “أضعف الإيمان أن تكرهوا هذا الظلم بقلوبكم”.
فيما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي: “صوت أحمد شقيق عمر بن عبد العزيز، يظهر قسوة ما حصل له من تعذيب من قبل السلطة السعودية القمعية، وكل ذنبه أنه شقيق معارض أصابهم في مقتل ولم يستطيعوا التخلص منه، فلجأوا إلى طريقتهم الدنيئة، وابتزازه بأشقائه وأصدقائه للضغط عليه، لكنه ثبت ولم يحيد عن دربه زاده الله من فضله وفرج للجميع”.
ووجهت الأكاديمية المعارضة رسالة للناشط “عمر بن عبد العزيز”، قائلة: “اثبت، ثبتك الله ابني عمر، فلابد لليل أن ينجلي، ولابد للقيد أن ينكسر”.
فيما قال الناشط السعودي المعارض، نايف بن سعد: “هذا هي سياسة ابن سلمان، قمع الحريات، والاغتيالات، اقسم بالله المقطع يكسر القلب، وتدمع العين، الحرية لأحمد عبد العزيز، ما ذنب أحمد بن عبد العزيز، لأنه شقيقه معارض يتم تعذيبه”.
من جهته، كتب الناشط المعارض، عبد العزيز الحضيف: “بكاء أحمد في هذا التسجيل آلمني كثيرًا وهو يتوسل لأخيه عمر بأن يتوقف”، مضيفًا: “أحمد، وعبد المجيد، أخوة عمر معتقلين، وتم تعذيبهم، وصعقهم بالكهرباء، وكسروا أسنان عبد المجيد”.
بينما قال حساب Freedom Seeker: “الحرية لأحمد عبد العزيز، وعبد المجيد بن عبد العزيز، أمَرَ ابن سلمان باعتقالهم، وتعذيبهم؛ للضغط على أخيهم عمر بن عبد العزيز، حتى يتوقف عن معارضته، ويتراجع عن مواقفه، ويعود إلى المهلكة، ويُلْقى في السجن أو يَلْقى حتفه “.