خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
صعود وسم #مبس_صهيوني:
انتشر عبر شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” بالسعودية، وسم عنوانه #مبس_صهيوني، في أعقاب نشر بيان للسلطات السعودية وصف بـ “المتخاذل” حيال العدوان الصهيوني المستمر منذ عشرة أيام على غزة.
واستهجن مغردون الموقف الرسمي للسلطات السعودية الذي لم يرقَ إلى حجم العدوان الغاشم الذي يشنه الكيان ضد قطاع غزة والقدس المحتلة، وذلك بعد أن وقع أكثر من 220 شهيدا وعدد أكبر من الجرحى، عدا عن دمار هائل في البنية التحتية وخسائر جمّة في القطاعات الاقتصادية والمعيشية قدرت بمئات الملايين من الدولارات.
ومؤخرًا، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عقب مرور تسعة أيامٍ من العدوان إن الاستمرار في التصعيد سوف “يدفع المنطقة في الاتجاه الخاطئ”.
كما وصف الوزير ذلك العدوان أنه “دوامة عنف”، وأن “الصراع يعزز المتطرفين، ويقوي أكثر الأصوات تعصبًا في المنطقة”. حسب قوله.
وكذلك شجب مندوب المملكة في الأمم المتحدة ما وصفه بـ “إطلاق قذائف من قطاع غزة تجاه مدن إسرائيلية”.
وقال مغردون إن المصطلحات التي تداولها الوزير السعودي تتسم بالدبلوماسية المحايدة تصلح لوصف صراعات بين قوى متكافئة في دولة قد لا ترتبط المملكة معها بأي علاقات.
من جانبه، قال الناشط السعودي المعارض، عبد العزيزالحضيف: “اعتقل كل من دافع عن القضية الفلسطينية، اعتقل ممثلين حماس، قال لصحفي على الفلسطينيين يقبلوا بعملية السلام أو يصمتوا، سمح لطيران الاحتلال بالمرور فوق الأجواء السعودية”، في إشارة لولي العهد السعودي “ابن سلمان”.
وتابع “الحضيف” قائلاً: “حاول تغيير رأي الشارع السعودي عن فلسطين، أرسل أحد كلابه وقابل نتنياهو، وهو قابل نتنياهو في نيوم، اذًا #مبس_صهيوني”.
بينما قال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “#مبس_صهيوني، وعميل الصهاينة، بذل قصارى جهوده لخدمة #إسرائيل، وطعن الأمة العربية والإسلامية من أجل ضمان أمن الكيان الصهيوني”.
بينما نشرت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، مقطعًا مصورًا لأحد رموز اليهود بالخارج وهو يدافع عن ولي العهد السعودي بشراسه وأن وجود حماية للكيان الصهيوني، معلقة بقولها: “يهودي يتحدث عن محمد بن سلمان و”مربيته اليهودية” #مبس_صهيوني”.
وتحدث حساب “الرأي الأخر” الشهير بـ”تويتر” عن الحملة قائلاً: “تداول نشطاء عرب وخليجيون وسمًا على تويتر حمل عنوان (#مبس_صهيوني) عقب موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي وصفوه بـ”المتخاذل” حيال العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عشرة أيام على غزة”.
في حين قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “أقول لذباب الديوان ولكبيرهم الذي علمهم البذاءة والدناءة والانحطاط، لن تستطيعوا نزع حب الاقصى من قلوب السعوديين، فبخسّتكم وسقوطكم تشوهون صورة البلد عند العرب والمسلمين”.
واستطرد الناشط السعودي المعارض، عبد العزيز الحضيف، حول محاولة الذباب الإلكتروني التابع للديوان الملكي السعودي، طمس الوسم بمحاولة نشر وسم قريب منه لكي يتصدر ترند “تويتر” بالمملكة، وهو وسم #صهيوني، قائلاً: “الذباب التابع للحكومة السعودية يرفع هاشتاق مشابه لإسقاط تاق #مبس_صهيوني”.
بينما قال مغرد يُدعى “سعودي منصف”: “#مبس_صهيوني و#عبدالملك الحوثي أكثر سياسيين متشابهين نفس عدم الاكتراث بحياة الناس، ظهروا من مدن نائية “الدرعية – صعدة”، ودعمتهم أيدلوجية دينية “وهابية – زيدية” لكن الأول مهزوم والثاني منتصر للأسف”.
وقال الأكاديمي السعودي المعارض، محمد الدوسري: “عن طريق إزالة وإزاحة النجس حكام العرب كلاب حراسه الكيان الصهيوني عن الطريق وأولهم #ال_سعود، وتطهير بلادنا منهم، وبعد ذلك ابدأ مشوارك على بركه الله وغالبًا سيسقط الكيان الصهيوني قبل أن تصل لغزه بعد سقوط حظائر سايكس بيكو العربية #مبس_صهيوني”.
بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارض، حصة الماضي: “الوظيفة الأساسية للسلطة السعودية حماية العدو المحتل الإسرائيلي، ويؤكد ذلك ما تنعق به أبواقها الإعلامية وغدرهم بممثل #حماس واعتقاله الشيخ المريض الدكتور #محمد_الخضري، ونجله الدكتور #هاني_الخضري، ومن معهم واقتحام منزلهم في جدة واقتياد زوجة الخضري وزوجة ابنه إلى مركز أمني وبقائهم لعدة ساعات”.
حملة لرفض التطبيع الجوي مع الصهاينة:
رفض ناشطون ومغردون سعوديون رفضهم مرور طيران الاحتلال فوق أجواء بلادهم، واصفين موافقة المملكة على ذلك القرار بأنه “تطبيع جوي”.
وعبر وسم #نرفض_مرور_طيران_الاحتلال، اعتبر الناشطون السماح لطيران الاحتلال الصهيوني بعبور الأجواء السعودية، بمثابة مشاركة من السلطات السعودية في دعم العدوان وتسهيل مهامه في قصف الفلسطينيين.
وأكد الناشطون رفضهم لكافة أشكال التطبيع الجوية والبحرية والبرية مع الكيان الصهيوني، ورفضهم أن يكونوا شركاء في قتل الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ عبر تقديم أي شكل من أشكال الدعم للاحتلال الصهيوني، معلنين مناصرتهم للشعب والقضية الفلسطينية، كما طالبوا السلطات السعودية بالتوقف عن مشاركة القتلة.
كما رد الناشطون على نفي الذباب الإلكتروني المحسوب على النظام السعودي فتح أجواء المملكة أمام الطيران الصهيوني، بصور من تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، خلال حفل استقبال أول رحلة جوية تجارية إماراتية قائلا: “نسير رحلات جوية عبر الأجواء السعودية وأعتبر ذلك تغيرًا مرحبًا به”.
من جانبه، شارك الناشط السعودي المعارض بكندا، عمر بن عبدالعزيز، في الوسم بعدة تغريدات، قال في أبرزها إن “ابن سلمان يخالف النظام السعودي بسماحه لطيران الاحتلال بالمرور عبر أجواء المملكة”.
وأضاف “ابن عبدالعزيز” في تغريدة أخرى أن “أي دعم وتسهيلات اقتصادية للاحتلال تعني الشراكة في قتل إخواننا”.
بينما قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض، يحيى عسيري: “نرفض مرور طيران الاحتلال، وقد أغلقتم الأجواء على جيرانكم وحاصرتم اليمن وقطر، والمحتل يوغل في إجرامه في فلسطين ويستمر قضم الأرض في حي الشيخ جراح واعتداءاته الوحشية مستمرة في الأقصى ويقصف غزة ويحاصرها، وأنتم أيها الخونة تفتحون له الأجواء! خيانة لشعبنا الرافض لفعله ولفعلكم!”.
وكتب مغرد آخر: “يجب تطهير بلاد المسلمين من المتصهينين الذين باعوا الإسلام والمسلمين الذين أدخلوا الصهاينة إلى بيوتهم وسمحوا لطيران العدو بالعبور فوق أقدس بقاع الأرض في مكة المكرمة والمدينة المنورة.. الخيانه لها أهلها”.
بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “السلطة #السعودية تدعم الإحتلال الإسرائيلي وتفتح له أجوائها وتخذل أهلنا في #فلسطين”.
في حين قال الأكاديمي السعودي المعارض بالولايات المتحدة، عبد الله العودة: “لا زلنا وسنستمر #نرفض_مرور_طيران_الاحتلال فوق أراضينا وأراضي جزيرة العرب والحرمين، ولا عزاء للصهاينة والمتصهينين”.
وأكد الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، رفضه مرور طيران الاحتلال من أجل الأقصى ورجاله.
واتفق معه في الرأي مغرد آخر، قائلا: “نرفض من أجل الدين الإسلامي أيضا، وأبنائنا وجيلنا القادم، والحفاظ على الأقصى من التهويد وانسلاخ الدين، ومن أجل الحق ونصرة المظلوم”.
بينما ذكر الناشط السياسي السعودي، محمد العتيبي، أن “أقل ما نقدمه لإخوتنا في فلسطين، أن يرجع التعامل مع الاحتلال الصهيوني صفرا، وألا يسمح لهم بعبور الأجواء ولا الأراضي ولا الموانئ البحرية، وأن نقف في نحور المتصهينين الذين يعيشون بيننا، وأن ندعو للفلسطينيين ونفرح لما يفرحهم ونحزن لمصابهم”.
وقال حساب “سعوديون مع الأقصى”: “#نرفض_مرور_طيران_الاحتلال، أرفض ان أكون شريك في قتل الأطفال”.
بينما علق الناشط السعودي المعارض بالخارج، عبد العزيز الحضيف، على محاولات الذباب الإلكتروني إسقاط الوسم من خلال تصدر وسم أخر مشابه له وهو وسم #طيران، قائلاً: “الذباب التابع للحكومة السعودية يرفع هاشتاق مشابه لاسقاط تاق #نرفض_مرور_طيران_الاحتلال”ز
بينما قال حساب يُدعى “ناجل”: السماح لطيران الاحتلال بالمرور عبر الأجواء السعودية مخالف للنظام السعود وذلك بموجب مرسوم ملكي صدر بخصوص مقاطعة إسرائيل والذي لم يصدر بعد ما يناهض أو يلغيه… #نرفض_مرور_طيران_الاحتلال”.
نجل “سليمان الدويش” يتحدث عن اختطاف أبيه:
تحدث مالك الدويش، نجل الداعية السعودي المختفي منذ عام 2016 “سليمان الدويش” لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، حول ملابسات اعتقال والده وإخفائه قسريًا من قبل ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”.
وقال “مالك” للصحيفة الأمريكية إن ما دفعه للحديث رغم خطر الأعمال الانتقامية ضده وضد عائلته، هو حصول عائلة “عبد الرحمن السدحان” على مكالمة هاتفية معه بعد سنوات من الإخفاء القسري، نتيجة عمل أخته “أريج” وحديثها عن قضيته.
وأضاف نجل “الدويش” قائلاً: “رأيت نتيجة الصمت، ونتيجة الكلام، وأن الكلام وجذب الانتباه لقضية معتقل تخيفهم”. وروى كيف قالت جهات اتصال حكومية وعائلات معتقلين آخرين إن والده سُجن في زنزانة قصر وتعرض للضرب بأمر من الأمير.
وسرد “مالك” للصحيفة كيف أن والده اعتقل في 2016، بعد يوم من نشره تغريدات يُظَنّ أنه ينتقد فيها الملك سلمان، ومحمد بن سلمان، الذي كان نائبًا لولي العهد وقتها، بتشبيهه بالطفل الوقح الذي أفسده والده.
وقال مالك: “إنه تابع القضية من خلال اتصالات أمنية رفيعة المستوى بالأسرة المالكة، ولكن دون جدوى”، وقد أخبرته السلطات أن والده ذهب إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه أنكر ذلك مؤكدا عدم اقتناعه بذلك لأن جواز سفر والده لا يزال بحوزته.
وكانت منظمة “الديمقراطية للعالم العربي الآن”، كشفت قيام ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بتعذيب “الدويش” بنفسه.
ففي تقرير للكاتب “رمزي قيس”، ورد أن “الدويش” اختفى بعد اعتقاله في مكة، وبحسب شاهد عيان، سرعان ما تم نقله جوًا إلى الرياض، حيث تم تكبيل يديه بالسلاسل ونقله إلى مكتب محمد بن سلمان نفسه
ونقل التقرير عن مصادر تابعة لمنظمة “منّا” لحقوق الإنسان، أن محمد بن سلمان جعل “الدويش” يجثو على ركبتيه وشرع في الاعتداء عليه شخصيًا.
وأوضح التقرير أن “ابن سلمان” قام بلكم “الدويش” في صدره وحنجرته، كما قام بتوبيخه بسبب تغريداته، بينما كان “الدويش” ينزف بشدة من فمه، وفقد وعيه.
وأشار التقرير إلى أنه تم وضع “الدويش” في منشأة احتجاز غير رسمية تقع في قبو أحد القصور الملكية في الرياض.
وعلق حساب “ميزان العدالة” الشهير على تصريحات “مالك الدويش”، في عدة تغريدات، قال فيها: “المحفز الأساس الذي جعل نجل #الدويش يتحدث لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أنه لمس تحسنًا في أوضاع المساجين الذين يعرفهم بعدما تحدث ذووهم عما يتعرضون له من انتهاكات داخل السجون مثل لجين والسدحان، وهو ما نكرر التأكيد عليه مرارًا من أن الصمت لا يفيد السجين على الإطلاق”.
وتابع الحساب بقوله: “لكي يتهرب المسؤول من سؤال صحيفة وول ستريت جورنال عن الشيخ #سليمان_الدويش ادعى أنه سافر إلى سوريا لينفذ عملية إرهابية، على الرغم من أن جواز سفره لا يزال لدى أسرته حتى هذه اللحظة!! النظام يكذب ويعلم أنه يكذب ومع ذلك يستمر في الكذب”.
وأضاف الحساب: “للمرة الأولى منذ اعتقال الشيخ #سليمان_الدويش تتحدث صحيفة أجنبية مع ذويه بخصوص اختطافه من قبل رجال #مبس والانتهاكات التي تعرض لها داخل السجن، ربما يكون هذا طوق نجاة أخير للكشف عن مصيره أو الإفراج عنه”.
بينما قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “أخفى ابن سلمان عمداً كثيراً من المختطفين قسرياً ولا يزال مصيرهم مجهولاً، منهم سليمان الدويش وتركي الجاسر وآخرين”، وتابع “الشلهوب” بقوله: “ليس مستغرباً على مثله أن يأمر بقتلهم داخل السجن ويخفي ذلك الأمر حماية لنفسه في طريقه للعرش”.
في حين قال الناشط السعودي المعارض بالخارج، وليد الهذلول: “مقال مهم في الوال ستريت جورنال عن معتقلي الرأي وأهاليهم ومن القصص المهمة هي قصة اعتقال سليمان الدويش وإنكار السلطات أنه معتقل ويدّعون انه ذهب لسوريا رغم أن جوازه لا زال لدى أهله”.
وتابع “الهذلول” قائلاً: “سلطة تكذب ولا تعرف أن ليس لديها أي مصداقية لدى المجتمع الدولي”.
وأضاف “الهذلول”: “على السلطات السعودية أن تصرح عن مكان اعتقال سليمان الدويش لأنه ثبت أن الإنكار لا يعني التخلي عن المسؤولية. السعودية مسؤولة مسؤولية كاملة عن سلامته”.
وعلق حساب “صوت الناس” الشهير عبر “تويتر” على حديث نجل “الدويش” قائلاً: “نجل الداعية المخفي قسريًّا #سليمان_الدويش: رأيت ماذا يحدث عندما يصمت أهالي المعتقلين، فقررت ألا أصمت”.
وقال حساب “الإصلاحيون السعوديون” الشهير عبر “تويتر”: “وليد الهذلول يكتب مقال مهم في الوول ستريت جورنال عن معتقلي الرأي وأهاليهم ومن القصص المهمة قصة اعتقال سليمان الدويش وإنكار السلطات أنه معتقل ويدّعون انه ذهب لسوريا رغم أن جوازه لازال لدى أهله