خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
دعوات لمقاطعة المنتجات الهندية:
دعت شخصيات إسلامية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة المنتجات الهندية، وذلك ردا على تهجير آلاف المسلمين في ولاية آسام، كما استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما تتعرض له الأقلية المسلمة هناك، مطالبا بإيقاف هذه الجرائم.
وقال مغردون على موقع تويتر إن معاناة المسلمين في الهند والتضييق عليهم من الحكومة يجب أن يقابله رد قوي في جميع أنحاء العالم، كما حدث مع فرنسا وأدى ذلك لخسائر كبيرة لهم.
ودعا المغردون إلى مقاطعة المنتجات الهندية كونها “أقل درجات تغيير المنكر، ووسيلة الشعوب المقهورة التي لا تملك إلا الاعتراض والامتعاض، وهي أبسط مشاعر التضامن”، كما شاركوا تغريدات متضامنة مع مسلمي الهند عبر وسمي “#مقاطعة المنتجات الهندية” و”#الهند تقتل المسلمين”.
في الأثناء، عرض ناشطون عددا من أسماء المنتجات والبضائع الهندية ورموزها (الباركود) الخاصة بها، مطالبين بتداولها بين الناس لاستمرار وإنجاح الحملة.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر قوات الشرطة الهندية وهي تستهدف بأسلحتها أحد الفلاحين المسلمين، ثم تتابع التنكيل به عند سقوطه على الأرض ويشاركها في ذلك مصور صحفي، وذلك خلال تهجير آلاف المسلمين في ولاية آسام.
وأثار الفيديو ضجة على المستوى الشعبي، وندد به ناشطون وحقوقيون على منصات التواصل.
من جانبه، أفرد الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، جزءا كبيرا من تغريداته حول ما حدث في الهند، والدعوات لمقاطعة المنتجات الهندية، حيث قال: “الحكومات الإسلامية وخصوصًا العربية، حكوماتٌ متخاذلة متآمرة، لن تدافع عن المسلمين، ولن تقف إلى جانبهم، لذلك يجب علينا نحن الشعوب المسلمة الحرّة أن نُبادر بالدفاع عن إخواننا”، وتابع بقوله: “#مقاطعه_المنتجات_الهنديه أقل ما يجب أن نقدمه لإخواننا المظلومين!”.
وحول رد فعل المؤسسات الدينية الرسمية، علق “الشلهوب” قائلاً: “أبلغوا محمد العيسى (أمين رابطة العالم الإسلامي) الذي تباكى على ضحايا الهولوكوست ويُصلِّي من أجلهم، أن المسلمين في الهند يتعرضون لهجمات إرهابية وحشية على يد الهندوس. أبلغوه أنهم يُقتَلون وتُحرق ممتلكاتهم، ويُشرَّدون من مناطقهم.. فهل يجرؤ على مناصَرَتهم؟”.
كما وجه “الشلهوب” رسالة لمفتي السعودية، قائلاً: “سماحة المفتي، هل أتاك نبأ الهند؟ المسلمون يبادون هناك، لم نسمع لسماحتك صوتًا”.
وعلق الحساب الشهير عبر “تويتر” (كشكول سياسي) على الأحداث بقوله: “يستفزني من يطالب النظام السعودي والأنظمة الخليجية والعربية بنصرة المسلمين بالهند. هذه الأنظمة وأولها النظام السعودي تحارب الإسلام والمسلمين داخل البلاد التي تحكمها فهل تعتقد أنها ستنصر المسلمين في خارج تلك البلاد؟”.
كما قالت الناشطة السعودية المعارضة، سارة الغامدي: “الحكومات والمسؤولين في دول الخليج العربي لن يطردوا “العمالة الهندية البوذية”، ولا يهمهم إخوانهم المسلمين في الهند”.
وأضافت “الغامدي”: “يجب على عامة الناس في دول الخليج وخاصة رجال الأعمال واصحاب المطاعم الكبرى والمقاهي والمشاريع الصغرى والكبرى والشركات الصغرى والكبرى طرد العمالة الهندية البوذية”.
والغريب هي تغريدة للمدير العام السابق لمنظمة الإيسيسكو، عبد العزيز التويجري، والتي وصف فيها حكومة “مودي” بالمتطرفة، داعيًا لمقاطعة المنتجات الهندية، قائلاً بدوره: “تواصل حكومة مودي الهندوسية التنكيل بالمسلمين في الهند واضطهادهم، في إطار سياسة ممنهجة، وفي ظل صمت دولي وتخاذل إسلامي”، متابعًا بقوله: “قاطعوا المنتجات الهندية نصرة لمسلمي الهند، فهذا أضعف الإيمان”.
بينما قال الأكاديمي السعودي المعارض، سعيد بن ناصر الغامدي: “المأساة أن #الهند_تقتل_المسلمين والبقية سكوت، ودول سايس بيكو تعقد الصفقات مع حكومة الهند المتطرفة، والاعلام الغربي مهتم بحجاب المرأة المسلمة وبحقوق الفواحشيين في أفغانستان”.
في حين قال الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري: “#الهند_تقتل_المسلمين ومن المحزن أن بعض المسلمين السذج يستنجدون ويستنصرون بالملك سلمان بينما في الحقيقة هو يكافئ الهند والصين وغيرها بالصفقات الكبيرة مقابل قتل المسلمين”.
وقالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “في الأيام الماضية قام الهندوس المتطرفون بقتل وتهجير 20 ألف مسلم من ولاية آسام الهند، طبعًا لن تسمع صوتًا من حكام السعودية والإمارات”.
حوادث التحرش في اليوم الوطني:
أظهرت مقاطع فيديو لقطات خادشة للحياء وتحرشا بالنساء أثناء احتفالات السعوديين باليوم الوطني الـ91، مساء 23 سبتمبر/أيلول 2021، ما أثار غضبا، دفع ناشطين لتحميل السلطات السعودية المسؤولية كاملة.
الناشطون عبر تغريداتهم على وسمي #متحرشين_اليوم_الوطني، #في_عهد_ابن_سلمان، اتهموا الحكومة السعودية بترسيخ الانفلات الأخلاقي، من خلال فرض سياسة التغريب والترفيه والانحلال والتبرج.
وأجمعوا على أن الحكومة مسؤولة بالكامل عما حدث ابتداء من إلقاء المصلحين والدعاة والمفكرين في السجون والمعتقلات وتمكين المنحرفين وشيوخ السلطان وإلغاء الدين ومنع أصوات الأذان واستبدل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهيئة الترفيه.
ووصف ناشطون مقاطع التحرش المتداولة بأنها “مخزية ومبتذلة وخادشة للحياء والأخلاق والأدب والذوق والسمت الإسلامي والعربي، ونتاج جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ في تغريب المجتمع وسلخه من هويته الإسلامية والعربية”.
من جانبه، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “لا يكفي إلقاء القبض عليهم، يجب البحث بالدوافع التي جعلتهم يرتكبون هذه الأفعال المشينة”، مشيرًا إلى دور هيئة الترفيه، ومهاجمة الثوابت الدينية والمجتمعية في الإعلام، وغير ذلك الكثير.
في حين قالت المحامية والحقوقية السعودية المعارضة، لينا الهذلول: “اللي صار أمس مروع والحكومة تتعمد ترك هذه المواقف تحدث. هدفهم هو خلق مجتمع مرعوب حتى لا يتجرأ أحد أن يطالب بحقوقه”.
وأضافت “الهذلول”: “تتعرض المرأة السعودية للاضطهاد مرتين، من مجتمع يسيء لها وحكومة ما تتحرك لحمايتها. الخزي والعار على كل شخص اعتدى عليهن وعلى من لا يعاقبهم”.
بينما قالت الناشطة السعودية المعارضة، حنان العتيبي: “تم القبض على صغار #متحرشين_اليوم_الوطني، هذا التصرف طبيعي وضروري لكن لن يحل مشكلة التحرش، بل يجب القضاء على من يروج الفساد وفكر التحرش بين الشباب و تخلي عن الحياء بين البنات بحفلات الماجنة والفاسدة ونشر الثقافة الغربية والفاسدة بذريعة الترفيه، على رأسهم #محمد_بن_سلمان و #تركي_آل_الشيخ”.
وعلق الناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي، على تلك الأحداث بقوله: “قال تعالى:(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، وإن ظهرت السعادة والفرح في وجيه من يسعون لنشر الرذيلة في المجتمعات المسلمة إلا أنهم يعيشون عذاب أليم وتخبط وقهر وصراع نفسي داخل وجدانهم ما الله به عليم إلا التائبون”.
وقالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “فضائح من التحرش المدوية والعري في شوارع #السعودية في احتفالات اليوم الوطني نتاج سياسة الإفساد التي ينتهجها ابن سلمان #في_عهد_ابن_سلمان “.
في حين قالت الناشطة السعودية المعارضة، سارة الغامدي: “هذه السعودية الجديدة التي بشرنا بها ابن سلمان، وهذا ما يحصل فيما يسمى بـ #اليوم_الوطني_السعودي ببلاد الحرمين الشريفين، على ما أظن لم يبقى شيء تختلف عنه السعودية، عن الدول العربية والغربية وأمريكا وروسيا والصين وغيرهم”.
وعلق حساب “التفريط” الشهير على “تويتر” على تلك الحوادث اللاأخلاقية بقوله: “كنت أتمنى أن نرى في احتفالات #اليوم_الوطني٩١ العلماء والمفكرين والمخترعين والمصنعين ويصبحون حديث الساعة هم وإنجازاتهم، لكن مع الأسف لم نر سوى #متحرشين_اليوم_الوطني، ورأينا المتبرجات وأصحاب الأخلاق الرديئة”.
وقال مغرد سعودي يُدعى، أبو سارة المناع: “في عهد ابن سلمان تم إفساد المجتمع بالتدرج، وبطريقة الصدمة في أحيان أخرى متسلحين بالفاسدين من أبناء المجتمع ونخبه المزيفة التي صنعها النظام ليستخدمها في التسويق وقلب الحقائق والتدليس على الناس”.
بينما قال المغرد الشهير، وسام العامري: “كثرة المشاهد المبتذلة جداً والخادشة جداً جداً للحياء والأخلاق والأدب والذوق والسمت الإسلامي والعربي الأصيل في ذكرى اليوم الوطني الأخير للسعودية تذكرني بقول الله تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)”.
وقال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “لا دين ولا اخلاق ولا غيرة في عهد ابن سلمان، هذه الافعال الخادشة للحياء ناتجة عن غياب الدعاة والعلماء والمفكرين في المجتمع وفعاليات هيئة الترفيه في أرض الحرمين الشريفين”.
افتتاح مقهى بسجن الطرفية:
نشرت وسائل إعلام رسمية سعودية، مقطع مصور لافتتاح مقهى حديث الطراز بسجن الطرفية في بريدة بمنطقة القصيم، والذي يشتهر بانتهاك القائمين عليه لحقوق المحتجزين بداخله من معتقلي الرأي، وأن ذلك جاء بناء على طلب سجين داخل السجن!
أظهر المقطع المصور تفاصيل المقهى، حيث ضم عددًا من الطاولات والمقاعد الفاخرة وشاشة تلفزيونية لمشاهدة ومتابعة كل جديد، كما تتوفر ألعاب الذكاء والتسلية كالشطرنج مع مراعاة توفير المعقمات على كل طاولة.
وقال مذيع قناة الإخبارية في المقطع معلقًا على الأحداث قائلا: “وسط رائحة القهوة وصوت تحميص البن يحتسي السجناء قهوتهم سواء كانت كولومبية المنشأ أم إثيوبية”.
وأضاف، “على تقاسيم العود وأنغام ويكملون سهرتهم”، مشيرًا إلى أن “هذا “المقهى بمواصفاته العالمية جزء من حلم السجين الذي كان يعمل في أحد أكبر المقاهي العريقة بمنطقة القصيم”.
من جانبه، علق حساب “معتقلي الرأي” الشهير عبر “تويتر” على المقطع بقوله: “محاولة الالتفاف وتزييف الحقائق حول أوضاع السجون وطرق معاملة المعتقلين في المملكة، لن يُخفي حقيقة الانتهاكات التي يتعرَّض لها معتقلو الرأي في أقبية السجون، البعيدة عن أعين المنظمات الحقوقية”.
في حين قال الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل: “ونقول لكم لا يردون مقهى بمواصفات عالمية، الحرية هي مطلب كل معتقل في أمن الدولة السعودي (المباحث العامة)”.
وعلقت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، على المقطع بقولها: “ما أكذبكم يا أخبار السعودية، ويا رئاسة أمن الدولة، الحرية لمعتقلي الرأي”.
بينما علقت “لينا الهذلول”، شقيقة الناشطة السعودية المعتقلة سابقا “لجين الهذلول”، على مقطع فيديو أذاعته قناة “الإخبارية” السعودية قالت إنه لـ”مقهى بمواصفات عالمية في سجن الطرفية بمنطقة القصيم كان حلما لنزيل حققته رئاسة أمن الدولة بالمملكة”.
ونشرت “لينا الهذلول”، عبر حسابها بموقع “تويتر”، مقطع الفيديو وعلقت بقولها: “يا حليلكم مصدقين الناس بتصدقكم؟ اسمحوا للمؤسسات المستقلة بالدخول والإشراف على السجن أولاً وبعدها ممكن تحاولون تلمعون”.
من ناحيتها، قالت الناشطة السعودية المعارضة، سارة الغامدي: “مقهى بمواصفات عالمية في سجون المملكة! وماذا عن تقارير الاخفاء القسري؟! وماذا عن تقارير التعذيب في مراكز الإيقاف؟! وماذا عن الحبس الانفرادي؟! وماذا عن التحرش الجنسي؟! وماذا عن العقوبات القاسية الظالمة في الاحكام؟! وماذا عن الذي أكملوا مدة عقوبتهم ولم يطلق سراحهم؟!”.
وذكرت الناشطة السعودية المعارضة، أريج السدحان، أن “نكتة اليوم، مقهى بمواصفات “عالمية” لرفاهية النزلاء بالسجن. الواقع: اخفاءات قسرية وحبس انفرادي لسنوات وتعذيب وتحرش ومنع ابسط الحقوق”.