خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

– استجداء الحماية من صواريخ الحوثي:

انتقد معارضون سعوديون البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية السعودية، الاثنين، والذي تعلن فيه عجز المملكة عن الإبقاء على إمدادات النفط العالمية بسبب قصف الحوثي، واصفين إياه بأنه “بيان استسلامي”.

وكانت الخارجية السعودية ذكرت في بيانها أن “المملكة تخلي مسؤوليتها من أي نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من جماعة الحوثي اليمنية”، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

وأضاف البيان أن استهداف مواقع إنتاج النفط والغاز في المملكة سيؤثر “على قدرتها الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، الأمر الذي يهدد بلا شك أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية”.

وأكدت المملكة أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في استمرائها بتزويد الميليشيات الحوثية بتقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج النفط والغاز ومشتقاتهما في المملكة.

ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بـ”مسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة ووقوفه بحزم ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية”.

من جانبه، علق الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض بالخارج، عبد الله العودة، على البيان بقوله: “السعودية تتخلى عن مسؤوليتها كحكومة لحماية شعبها ومنشآتها وقدرتها الدفاعية، وعن نفطها الذي هو لقمة عيشها”.

وأضاف “العودة”: “سعودية عظمى، وأخرتها دخّل الشعب بجدار”، متابعًا بقوله: “شعبنا الصبور يستحق أن يحكم نفسه بنفسه لا أن تتحكم بمصيره طغمة فاسدة مجرمة تستخدم مقدراته ومنشآته للمقامرات السياسية الدولية”.

في حين وصف خالد الجبري، نجل مسؤول الاستخبارات السعودي السابق “سعد الجبري”، البيان بأنه “تصريح انهزامي استسلامي يختصر ٧ سنوات من فشل ابن سلمان في الدفاع عن الوطن”.

وتابع “الجبري” بقوله: “لا عاصفة الحزم حققت أهدافها ولا الشرعية عادت، بل صارت المملكة ضحية هجمات شبه يومية من ميليشيا لا تملك ١٪ من عتاد السعودية”.

وأشار “الجبري” إلى أنه “لو كان وزير الدفاع شخصًا غير ابن سلمان لقام هو بإعفائه، ثم صرح بأنه لا ينفع حتى في لعبة PUBG”.

بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “السلطة السعودية تتوسل الحماية من العالم بطريقة غير مباشرة”، متابعة: “تطبيل وشيلات، وآخرتها أنقذونا يا عالم، حتى ما يوقف النفط عليكم لأننا عاجزون عن حمايته من جماعة وليسوا دولة”.

وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على ذلك البيان بقوله: “بالأمس ابن سلمان قال على لسان التحالف: نحتفظ بحق الرد على الحوثي، واليوم يعلن أن السعودية غير قادرة على حماية منشآتها النفطية يطلب من دول العالم أن تحميها هي وإلا.. نقص الإمداد!”.

وتابع “الشلهوب” بقوله: “السعودية العظمى غير قادرة على حماية المنشآت النفطية، تريد من العالم أن يحميها”، متسائلاً في سخرية: “لماذا لا يحميها تركي آل الشيخ وخلفه جيش المتنكرين خاصته؟”.

بينما قال حساب “رجل دولة” الشهير عبر “تويتر”: “لم يحصل أن المملكة استجدت الحماية بشكلٍ علني كما يفعل بن سلمان اليوم، السعودية في عهده أصبحت أضعف من أن تدافع عن نفسها، وأصبحت هي الحلقة الأضعف في جميع المعادلات الإقليمية والدولية”.

وتساءلت الناشطة السعودية المعارضة، سارة الغامدي، قائلة: “أليس هذا البيان من وزارة الخارجية السعودية دليل عن عجز “المملكة العربية السعودية” عن حماية نفسها من “مليشيات الحوثي الانقلابية” الذين تدعمهم إيران؟ وعن حاجتها الماسة الى التحالف مع “تركيا وباكستان”؟

في حين وصف المعارض السعودي البارز، الدكتور سعد الفقيه، هذا البيان بأنه “بيان إخلاء المسؤولية”، موضحًا أن “ابن سلمان” يظن أنه حقق بهذا البيان قفزة سياسية، وهو لا يدرك أنه ارتكب كارثة وورط نفسه بفضيحة.

وتابع “الفقيه” قائلاً: “الأحمق يعترف علنًا أنه عجز عن حماية بلده ومصالحه ومقدراته أمام ميليشيا محاصرة ليس لديها من السلاح والمال والدعم العالمي إلا أقل من ١٪ مما عنده”.

وذكر الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، أن “بيان وزارة الخارجية بإخلاء مسؤوليتها من أي نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية بسبب القصف الحوثي، قد يفتح الباب لاختراق سيادة المملكة ودعوة الدول الكبرى لحماية منشآتنا النفطية”.

وأضاف “الغفيلي”: “إعلان المملكة بأنها: تُخلي مسؤوليتها من أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية بسبب هجمات جماعة الحوثي الإرهابية، هو إعلان رسمي بعدم قدرتها على حماية منشآتها النفطية، رغم أن الإنفاق العسكري في المملكة هو الأكبر في الشرق الأوسط، والثالث عالميًا، ومع ذلك نستجدي الحماية!”.

وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “يوم أمس قرر محمد بن سلمان أن يكافئ الحوثي، ويقول لهم أمام العالم، تهانينا هجماتكم آتت أكلها، ونحن عاجزون عن حماية مصادر الطاقة، وعلى العالم مساعدتنا! هذا البيان عار بكل ما تحمل الكلمة من معنى، هذا البيان معناه أن المملكة تستسلم أمام هجمات الحوثي، وتطالب المجتمع الدولي بحمايتها وحماية مصادر الطاقة”.

فيما قالت الناشطة السعودية المعارضة المقيمة بلندن، علياء الحويطي: “مالنا دخل كلموا الحوثي يكف شره عنا ولا ترى البترول بينقطع وما احنا مسؤولين الحوثي ولي أمرنا!! وين راح السيف الأجرب وفرقة النمر الورد وبنجتث الحوثي بأيام؟! ألا وين راحت هنادي؟! طبعًا الذباب والمباحث عالصامت!”.

وقال الناشط السعودي المعارض، ناصر العجمي: “هل سمعتوا من قبل تركيا أو إيران تستجدي العالم لحمياتها وحماية منشاتها من شوية عصابات مسلحة؟!”.

في حين قال المحام والحقوقي السعودي المعارض، عبد الله الغامدي: “السعودية تصيح وتريد من الغرب أن يقف معها ويحتضنها كما وقف واحتضن أوكرانيا، فضيحة جديدة تكشف هزيمة وغباء ابن سلمان فأوكرانيا تواجه ثاني أقوى دولة عسكرية في العالم وأنت تواجه ميليشيا الحوثي الذي لا يملك ولا 1% من ميزانيك وقدراتك العسكرية! القائد الفاشل جا يكحلها عماها”.

 

– منع نقل الصلوات من الحرم والمساجد برمضان:

أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، الأربعاء، عن حظر استخدام الكاميرات الموجودة في المساجد لتصوير الإمام والمصلين أثناء الصلاة، وكذلك نقل الصلوات أو بثها في الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها، بما فيها الحرمين المكي والنبوي.

وبحسب مرسوم الوزارة، شملت التعليمات إلزام المؤذنين بمواعيد الأذان حسب تقويم أم القرى، وتذكير أئمة المساجد بقراءة الكتب المفيدة على جماعة المسجد عقب الصلوات المفروضة.

كما شملت التوجيهات أيضًا التأكيد على “التقيد بضوابط الاعتكاف، وأن يكون إمام المسجد مسؤولا عن الإذن للمعتكفين، وضرورة مراعاة أحوال الناس في صلاة التراويح، والاقتصار في دعاء القنوات على جوامع الدعاء”.

كذلك شددت الوزارة السعودية على جميع منسوبي المساجد بمختلف مناطق المملكة “عدم جمع التبرعات المالية لمشروعات تفطير الصائمين وغيرها، وأن تكون مشاريع التفطير في ساحات المساجد والأماكن المهيأة، وأن تكون تحت مسؤولية الإمام أو المؤذن، وأن يتم تنظيف الأماكن المخصصة للتفطير بعد الانتهاء من الإفطار مباشرة”.

وتسببت تلك القرارات المفاجئة من وزارة الشؤون الإسلامية السعودية في إحداث حالة من الغضب الشعبي، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالمملكة بتغريدات ومنشورات رافضة لتلك القرارات، مع عقد مقارنة بين نقل الصلوات من المساجد وبث الحفلات من خلال موسم الرياض.

حيث قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، حول ذلك: “يحق للمشاهير أن يذهبوا إلى الحفلات وتسجيل سنابات أو عمل بث مباشر، ولكن لا يحق لإمام مسجدٍ أو مصلٍ في رمضان أن ينقل الصلوات”، متابعًا بقوله: “هذا القرار ليس في دولة أوروبية، هذا القرار في بلاد الحرمين!”.

وأضاف “الشلهوب” في تغريدة منفصلة: “محمد بن سلمان لا يريد للمرأة المسنة أن تشاهد الصلوات على التلفاز، ولا يريد للشباب أن يسمعوا مقاطع القرآن الكريم على مواقع التواصل، ولا يريد للمسلمين أن يشاهدوا مساجد السعودية وهي تغص بالمصلين.. يريدهم أن يشاهدوا ما تبث MBC ومثيلاتها فقط!”.

بينما قال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “لا يستطيع أحد الاعتراض على ازعاج تركي آل الشيخ، لكن الكل يستطيع التهجم على المساجد والصلوات!”.

في حين علقت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي، على القرار ذلك بقولها: “محاربة محمد بن سلمان للإسلام في بلاد الحرمين؛ سمح بإقامة الحفلات السافرة والماجنة، أسكت صوت المساجد ومنع نقل الصلوات في رمضان، اعتقل المئات من العلماء والدعاة البارزين”.

وأضافت “الحربي” في تغريدة أخرى: “وزارة الشؤون الإسلامية: يُمنع خلال شهر رمضان نقل الصلوات أو بثها في الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها. هذه رؤية محمد بن سلمان العمياء، يُمنع نقل الصلوات ولكن يُسمح للترفيه بشتى أنواع فسادها”.

وقال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “بالأمس القريب، تم منع مكبرات الصوت في مساجد المملكة. واليوم، يتم منع نقل الصلوات في رمضان عبر وسائل الإعلام”، متسائلاً: “أليست هذه حربًا ضد الإسلام يقودها ابن سلمان؟!”

وتابع “الغفيلي”: “على مدار عقود، اكتسبت المملكة مكانة كبيرة في قلوب ملايين المسلمين بحكم وجود الحرمين فيها”، مضيفًا: “قرار منع نقل الصلوات في رمضان، سيُثير غضب كل مسلم في المملكة وخارجها، ويفقد المملكة الكثير من رمزيتها كحاضنة للحرمين الشريفين”.

وقال مغرد سعودي يُدعى “المهند”: “وصلنا مرحلة نطالب فيها بحقوقنا الطبيعية كشعب أرضه هي منبع الاسلام، واقع مرير أن تعيش هذه المرحلة وهذه الانتكاسة”.

وقالت الناشطة السعودية، فاطمة آل الشيخ: “ابن سلمان ما اكتفى بعدائه للشعب وجبروته وظلمه، بل وتمادى ليعادي الله عز وجل ويعادي شريعته”، وتابعت بقولها: “شهر رمصان من أعظم الشهور عند الله ويجب علينا تعظيم شعائره، تبًا لكل من أيد ومن مشى على نهج ابن سلمان، اللهم إنا نستودعك ديننا الذي هو عصمة أمرنا”.

فيما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي: “إن استمرت السلطة السعودية في احتلال بلاد الحرمين سنسمع منع الصلاة جماعة وهدم المساجد”.

وقال حساب يُدعى “مواطن جنوبي حر” عبر “تويتر”: “محمد بن سلمان يريد هدم الدين في بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي، يريد هدم الدين بدعم غربي خفي”.

في حين قال الأكاديمي والباحث السعودي، صالح بن محمد بقشان: “يبدو أننا مقبلون على زمان يُسمع فيه لهؤلاء أن يبثوا رقصهم وغناءهم، بينما لا يُسمح للأئمة والمصلين أن يبثوا تلاواتهم الخاشعة”.

وعلق الأكاديمي والمعارض السعودي البارز، الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، على ذلك بقوله: “في الوقت الذي يسمح فيه بتصوير ونشر مجون الترفيه وحفلات التفاهة وجعل كل ما يقال فيها مسموحا، يأتي ابن سلمان بعد حذفه للأحاديث النبوية فيصدر أمرًا تمنع فيه وزارة الشؤون الإسلامية تصوير تلاوات القرآن في التراويح وحصر الدعاء في جوامع الدعاء ومن هذه الجوامع بالطبع الدعاء لسلمان وولده”.

 

– ارتفاع جنوني بأسعار السلع الأساسية:

علق ناشطون سعوديون معارضون على ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة بالمملكة لما يقارب الـ100% خلال الـ3 شهور الماضية.

وكانت مصادر إعلامية سعودية موالية للنظام ذكرت ارتفاع أسعار الخضار 30%، والفواكه المستوردة 100% خلال 3 أشهر.

من جانبه، علق الناشط السعودي المعارض المقيم بكندا، عمر الزهراني، على تلك الارتفاعات بقوله: “هذا بسبب ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا”، مشيرًا إلى أن “الأمر الطبيعي والمتوقع من الحكومة التي تحقق أرباح عالية من صادرات الطاقة أن تقوم بإجراءات لتخفيف تلك الزيادات.

وعدد “الزهراني” تلك الإجراءات، والتي كان منها؛ إلغاء الضريبة، وخلق فرص وظيفية جديدة للعاطلين، وإعادة البدلات والعلاوات، وتشديد الرقابة على التجار.

في حين قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “في السعودية ارتفعت أسعار الخضار 30%، والفواكه المستوردة 100% خلال 3 أشهر فقط! ما هي الفائدة التي جناها المواطن من ارتفاع أسعار النفط؟ وأين ذهبت أموال النفط ذات الأرقام الفلكية؟”.

بينما قال حساب “محقق خاص” الشهير عبر “تويتر”: “السعودية أغنى دولة نفطية بالعالم، ولكن عوائدها المالية تُهدر على منصات الألعاب الإلكترونية، وبرامج التجسس والاختراق، وتشويه بلاد الحرمين بحفلات الانحطاط والتفاهة وتدمير المدن بحجة التطوير ويزداد وضع المواطن سوءً وتردياً يومًا بعد يوم!”.

فيما ذكرت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، تعليقا على زيادة أسعار النفط العالمية: “هنيئاً لمحمد بن سلمان وحاشيته وبقية آل سعود بهذا الارتفاع، أما المواطن فهو يسمع بهذا الارتفاع ولا يحصل على شيء منه، وعليه تحمل ارتفاع الأسعار والضرائب”.

وقالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “لولا غلاء الأسعار، وافتقار الشعب السعودي؛ لما نشاهد تدافع الناس على عروض التخفيضات”.

وتابعت قائلة: “مؤشر أسعار الجملة ارتفع بنسبة 11% خلال شهر فبراير قياساً بنفس الشهر العام الماضي، انتهت الجائحة ورفع القيود وأسعار النفط تاريخية وغلاء الأسعار قياسيا ومع ذلك لم يتم إلغاء الضريبة”.

وعدد حساب “حقوق الضعاف” الشهير عبر “تويتر” بعد من الزيادات في السلع بالفترة الحالية، قائلاً: “ارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه والبهارات والقهوة، حيث سجلت الخضار والفواكه نسبة زيادة 40%، كما ارتفعت أسعار القهوة 30%، بينما بلغت زيادة أسعار البهارات بين 5-9%”.

وأضاف الحساب كذلك ارتفاع أسعار الأعلاف، ما دفع بالكثير من المواطنين لبيع ما يملكونه من المواشي.

في حين علق الأكاديمي والمعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، على تلك الزيادات بقوله: “بركات رؤية الهدم 2030.. ارتفاع أسعار الخضار 30%، والفواكه المستوردة 100% خلال 3 أشهر”.

 

– حملة لطرد اليمنيين:

شن الذباب الإلكتروني التابع للديوان الملكي السعودي حملة إلكترونية عبر موقع التدوين المصغر “تويتر”، لطرد المقيمين والمواطنين اليمنيين بالمملكة، واصفين ذلك المطلب بأنه مطلب أمني ووطني.

وتصدر وسم #ترحيل_اليمنيين_مطلب_امني_ووطني لعدة ساعات منصة “تويتر” بالمملكة، والذي حمل كثير من التغريدات العنصرية ضد اليمن وشعبها بشكل عام.

وتزامنت تلك الحملة مع أنباء إبلاغ السلطات السعوديّة 63 طالبًا، ومُعلّمًا، ومُوظّفًا يمنيًّا مُغادرة الحرم المكّي بشكل نهائي، نهاية شهر أبريل القادم.

وقامت حسابات سعوديّة محسوبة على النظام السعودي بمهاجمة اليمنيين، وقالوا إنهم يأخذون من قوت يومهم، ويجب طردهم لأسباب اقتصاديّة، وأخرى أمنيّة، فبعضم يحمل أجندات تابعة للحوثيين، وإيران، ما طرح تساؤلات حول عدم تصدّر دعوات أخرى لطرد مُقيمين من جنسيّات أخرى، وحصرها باليمنيين، الذين شأنهم شأن باقي المُقيمين الأجانب العاملين على أراضي المملكة.

من جانبهم، رفض ناشطون سعوديون بارزون تلك الحملة العنصرية ضد اليمن وشعبها، بينما قارن البعض من موقف الحكومة السعودية من المقيمين الأوكرانيين الذين سمح لهم بالبقاء في المملكة مع عدم دفع رسوم تجديد لتأشيراتهم، وموقف الحكومة من اليمنيين.

كما ربط البعض تلك الدعوات، باستهداف حركة أنصار الله الحوثيّة أهداف سعوديّة جديدة، شملت محطّات تحلية مياه، وأخرى لإنتاج النفط، وكأن ثمّة من يرغب بمُعاقبة جميع اليمنيين، بجريرة الهُجمات الحوثيّة، وبالرغم أن ليس كُل اليمنيين يُؤيّدون الحوثي، وثمّة من يُؤمن باستعادة الشرعيّة عن طريق بوّابة “عاصفة الحزم”، ولكن لا حزم، ولا ما يحزنون يقول أحد المُغرّدين.

وعلق حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر” على تلك الحملة بقوله: “الحاكم الذي يعفي اللاجئات الأوكرانيات من الرسوم والغرامات ويمدد إقاماتهن، ويحارب جاره اللاجئ اليمني، ويضيق عليه، وهو يعاني من أسوأ كارثة بشرية، حاكم جبان وسيكتب الله عليه ذل الأولين والآخرين!”.

وتابع الحساب بقوله: “فشل محمد بن سلمان في مواجهة الحوثي، فحول غضبه ونقمته على الناجين من الموت بأعجوبة، على اللاجئين إلى أرض الحرمين من الموت والإبادة .. تعساً لكم ما أرذلكم!!”.

فيما أكدت الأكاديمية السعودية المعارضة، الدكتورة حصة الماضي، على أن السلطة السعودية هي من تقف خلف هذا الهاشتاق.

من جهتها، قالت الناشطة السعودية المعارضة المقيمة بلندن، علياء الحويطي، إن “ديدن حكومة ابن سلمان تهديد الناس بأرزاقها أو عدم زيارة مقدساتها أو سجنها”، متابعة بقولها: “ما الجديد في  #ترحيل_اليمنيين_مطلب_امني_ووطني، هذا ديدنهم”.

فيما قال الباحث السعودي في الشؤون الأمنية، محمد الهدله: “لا مطلب أمني ولا مطلب وطني، هذا منطق جاهل، اليمنيين إخوة لنا وأشقاء، ويعيشون في بلدهم الثاني وعلاقتنا معهم علاقة جوار ومصير مشترك..”.

وقال مغرد سعودي يُدعى “طلال”: “اليمنيين إخواننا في العقيدة والدم واللغة وجيراننا، أنعم وأكرم بهم من جيران وأخوة، وإذا ماشالتهم الأرض نشيلهم بعيوننا، أما الحوثي وأتباعه فهم لا يمثلون إلا أنفسهم ويمثلون إيران وتوجهاتها وليس اليمن، وهذا هو الذي تريده إيران أن نتفرق ونحقد على بعض”.

بينما رأى مدير مركز “ديمومة” للدراسات والبحوث، المحلل الدكتور تركي القبلان أن “العلاقة بين السعودية واليمن أكبر من أن ينال منها كل متربص بها، علاقة جوار ومصير مشترك، والشعب السعودي واليمني تربطهما أواصر الأخوة والدم والنسب والجوار، ونتطلع إلى مستقبل واعد يعزز الروابط أكثر وأكثر”