تناولت ورقة بحثية إسرائيلية أبرز مظاهر التقارب الأمني والاقتصادي مع المملكة العربية السعودية، في ظل ما “تشهده المملكة من تغييرات في العديد من الاتجاهات: الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تشمل العلاقة مع إسرائيل”.
وعرفت العلاقات السعودية الإسرائيلية عدة مستويات “مرئية وخفية”، ومنذ سنوات عديدة تحاول المملكة القيام بدور نشط في حل الصراع العربي الإسرائيلي، وإيجاد حل للمشكلة الفلسطينية، وفقا لموقع “ناتسيف” للدراسات الاستخبارية.
وأضاف الموقع في الورقة البحثية، أن “ذلك تخلله نشوء حالة من التعاون الاستخباري بين الرياض وتل أبيب، بجانب مشاهد عديدة تشير لتطبيع خفي بينهما خلف الكواليس، وبعيدًا عن مبادرات السلام، وبسبب التهديد الإيراني الذي يهدد السعودية وإسرائيل على حد سواء، فقد تم إنشاء تعاون في مختلف المجالات المتعلقة بالصراع الإقليمي ضد التوسع الإيراني”.
وأوضح أن “المعلومات الاستخباراتية يتم تمريرها بين السعودية وإسرائيل، وأن هناك اتفاقا ضمنيا على تسيير الرحلات الجوية الإسرائيلية في سماء المملكة، في الوقت الذي تحجب فيه الفضاءات الأخرى عنها من دول المنطقة، وبجانب الاجتماعات السرية للمسؤولين السعوديين والإسرائيليين، فإن لقاءات تعقد بينهما على هامش المؤتمرات والمؤتمرات الدولية، مما يعطي بداية للتغيير والعلاقات المفتوحة بين الجانبين”.
وأشار إلى أن “اللقاءات السعودية الإسرائيلية شملت قادة الرأي في المؤسسات الدينية، كمنظمة المؤتمر الإسلامي، وزيارة المدونين والصحفيين السعوديين لإسرائيل، لكن اللافت أن أحاديث في المملكة باتت تتناول العلاقة مع إسرائيل بصراحة، وليس بغموض، والأكثر إثارة للاهتمام أن رجال دين سعوديين بدأوا يعبرون عن أنفسهم إيجابيا تجاه إسرائيل، بل يخاطبونها بشكل علني في منشوراتهم، ويهنئونهم بأعياد الفصح”.
وأكد أنه “منذ عدة سنوات وحتى الآن، يمكن للأجانب الذين لديهم جواز سفر إسرائيلي، أن يدخلوا السعودية دون استصدار تأشيرة دخول إليها، دون مشاكل، ولم يعد اليهود يواجهون مشاكل إن ظهرت عليهم علامات اليهودية مثل كتب الصلاة بالعبرية والمظاهر الخارجية، مع أن هذه المشاهد كانت في السابق سببا للمتابعة والتحقيق في المطارات السعودية”.
وأضاف أن “الإسرائيليين سيكونون قادرين على الحصول على تأشيرة عمل لدخول المملكة، حتى بجواز سفر إسرائيلي، وهناك عدد غير قليل من الشركات الإسرائيلية ورجال الأعمال الإسرائيليين يقيمون العلاقات التجارية مع نظرائهم في السعودية، في عدد من المجالات، بدءا من البنية التحتية والمياه والاتصالات والحوسبة والبرمجيات وحتى التقنيات وصولا لصناعة النفط”.
وأوضح أن “مجالات التعاون الاقتصادي الإسرائيلي السعودي تشمل الشركات التي تبيع تقنيات المدن الذكية للمشاريع في المملكة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وإجراء المبيعات مباشرة من خلال الحيازات أو الشراكات الخارجية، وبعضها من خلال وسيط ثالث”.
وأكد أن “السعودية سمحت لطائرات تجارية في طريقها من وإلى إسرائيل باستخدام مجالها الجوي، وكانت الطائرات الهندية أول من حصل على موافقة المملكة، وفي مارس وافقت السعودية على تحليق أول طائرة إسرائيلية للطيران بسمائها، نقلت إسرائيليين تقطعت بهم السبل في أستراليا بسبب كورونا، وشوهدت الطائرة فوق القرن الأفريقي والبحر الأحمر، ويمكنك العثور على طرق جوية فوق أجواء عمان والسعودية والأردن وإسرائيل”.
وأكد أنه “في عام 2018 وافقت السعودية على رحلة غير مباشرة من مطار بن غوريون إلى جدة، وفي نهاية العام اتخذت السعودية قرارا ينص على أن حاملي جواز السفر الأردني المؤقت لن يتمكنوا من دخولها، وبالتالي فلن يتمكن المسلمون في إسرائيل من دخولها، مما يفتح آفاقا واسعة أن يتمكن الحجاج المغادرون من إسرائيل من السفر مباشرة للسعودية، حيث تدور الاتصالات بين مسؤوليهما لتقريب هذا اليوم”.