كشفت “ديلي ميل”، الخميس، تفاصيل جديدة عن تجنيد المسؤولين السعوديين لموظفين في شركة “تويتر”، للتجسس على مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي واختراق آلاف الحسابات.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن حملة المسؤولين السعوديين لاستدراج العاملين في “تويتر” للتجسس على مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي مقابل أموال وهدايا بدأت بطلب بسيط، وهو التحقق من حساب عام 2014، وفقا لما وثقته شكوى جنائية تم تقديمها لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI.
وأضافت أن الحكومة السعودية أوكلت كلا من “أحمد أبو عمو” (41 عاما) و”علي آل زبارة” (35 عاما) للاستعلام عن المستخدمين الذين ينتقدون العائلة المالكة، بطريقة تسمح بتتبعهم في العالم الواقعي.
ونقل التقرير عن زملاء لـ “أبو عمو” بأن موظفين آخرين لدى “تويتر” تم الضغط عليهم من الحكومة الأمريكية والحكومات الأجنبية لتقديم المعلومات عن مستخدمين، ولم يكونوا مدربين للتعامل مع ذلك.
وأشار إلى أن تفحصا جديدا للشكوى المقدمة لمكتب التحقيقات الفيدرالي عام 2019، يكشف عن مدى أثر الأفعال التي قام بها “أبو عمو” و”آل زبارة” في “تويتر”، ومدى ضعف مواقع التواصل الاجتماعي في وجه الاختراق.
ويورد التقرير نقلا عن صحيفة “واشنطن بوست” أن “بدر العساكر”، مدير مكتب ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، كان هو من يوجه كلا من “أبو عمو”، الحامل للجنسية الأمريكية، و”آل زبارة”، وهو سعودي يعيش في كاليفورنيا، وأنه يعمل مع رجل يطلق عليه “عضو العائلة المالكة رقم 1″، الذي قالت التقارير إنه ولي العهد السعودي.
وتم توجيه التهمة للرجلين بالعمل كعميلين غير معلنين للحكومة السعودية، إلا أن “آل زبارة” فر من أمريكا مع زوجته وابنته بعد يوم من توجيه شركة “تويتر” له التهمة ومنحه إجازة من العمل.
وتنوه “ديلي ميل” إلى أن “أبو عمو” عمل بـ”تويتر” منذ عام 2013 مديرا للشراكة الإعلامية، وكان بإمكانه الوصول إلى عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف لحسابات موقع التواصل الاجتماعي، وتم إفساده عندما طلبت شركة علاقات عامة تعمل لصالح السفارة السعودية منه منح “علامة زرقاء”، تعني أن “تويتر” تحققت من صحة حساب شخصية إخبارية سعودية دون ذكر اسمها.
ثم طلب مجلس التجارة السعودي الأمريكي في فرجينيا من “أبو عمو” أن يرتب جولة لمقر الشركة في سان فرانسيسكو، بحضور “العساكر”، وفقا للتقرير.
وقبل أسبوع من دخول “أبو عمو” للحصول على معلومات معارضين سعوديين، سافر إلى لندن وقابل “العساكر”، الذي أهداه ساعة “هابلوت” ثمينة.
وتنقل الصحيفة البريطانية عن زميل لـ “أبو عمو” قوله إن “تويتر” فشلت في القيام بما يكفي من التدريب لمواجهة التحديات التي يمكن أن تواجه الموظفين، مضيفا: “لا أحد أخبرنا بأنه يمكن أن يطلب منا أشياء (من خارج الشركة) أو أنه سيتم تخويفنا للكشف عن أي معلومات متعلقة بـ(تويتر)”.
ويفيد التقرير بأن زميلا آخر زعم أن المؤسسات الأمنية في بريطانيا وأمريكا و(إسرائيل) طلبت من الموظفين معلومات خاصة، بينها البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية.
وتذكر الصحيفة البريطانية أن “أبو عمو” قدم، في فبراير/شباط 2015، المعلومات المطلوبة لـ “آل زبارة” وهو مهندس محل ثقة لدى الموقع، وعمل في “تويتر” منذ أغسطس/آب 2013، مشيرة إلى أنه تم تعيين “آل زبارة” بعد ذلك مديرا تنفيذيا لمركز مبادرات “مسك”، المرتبط بمنظمة “مسك” غير الربحية التي أنشأها “بن سلمان”.
واطلع “آل زبارة”، حسب التقرير، على معلومات أكثر من 6 آلاف مستخدم لـ”تويتر”، وسجل ملاحظات عن تنقلاتهم.
ويلفت التقرير إلى أن هناك شخصا ثالثا هو “أحمد المطيري” (30 عاما)، وهو مسؤول تسويق سعودي له علاقات مع العائلة المالكة، وتم توجيه التهمة له في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ويُعتقد أنه يعيش في السعودية، ويُتهم بأنه كان الوسيط الذي رتب الاتصالات.
يشار إلى أنه تم إثارة قضية اختراق “تويتر” بعد أكثر من عام على جريمة قتل الكاتب الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” على يد عملاء حكوميين داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، وهو ما أثار المخاوف بشأن سلامة المعارضين السعوديين خارج المملكة.