دعت مستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة “سوزان رايس” الرئيس “دونالد ترامب” إلى الكف عن الافتتان الغامض بولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، معتبرة أن الأخير بات شريكا غير موثوق للولايات المتحدة.
واعتبرت “رايس”، فى مقال لها بصحيفة “نيويورك تايمز”، أن إدانة “بن سلمان” شبه المؤكدة بمقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” تؤكد على “تهوره وفجوره الشديدين”، كما تكشف أنه “شريك خطير وغير موثوق”.
وأضافت مستشارة الأمن القومي السابقة أن مقتل “خاشقجي” أثار استفسارات حول العلاقات الأمريكية السعودية، وتسبب في طرح سؤال هو: “هل يمكن للولايات المتحدة مواصلة علاقاتها مع محمد بن سلمان؟”.
وقالت “رايس” إن تطورات عديدة مثل حرب اليمن والاعتقالات التي تحدث في السعودية، واختطاف رئيس الوزراء اللبناني “نبيه بري”، والحصار على قطر، تظهر للعيان شخصية ولي العهد السعودي.
وتابعت قائلة: “بالنظر إلى تصرفاته المجنونة تلك، يمكننا القول إنه لم يعد ممكنا اعتبار بن سلمان شريكا موثوقا أو عاقلا للولايات المتحدة وحلفائها، وإذا لم يتم معاقبته مباشرة، فإن ولي العهد سيتجرأ أكثر على اتخاذ إجراءات متطرفة”.
وأضافت “رايس” أنّ على الإدارة الأمريكية العمل على تخفيف المخاطر الناجمة عن علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، والتي تهدد مصالح واشنطن، مؤكده في الوقت ذاته على أنه لا ينبغي أن تمزق واشنطن علاقاتها مع الرياض.
وتابعت في هذا السياق: “يمكننا البدء بتخفيف المخاطر، عبر ممارسة الضغط من أجل تحقيق دولي محايد في مقتل خاشقجي، يجب أن نكون موحدين في حكمنا بأن الولايات المتحدة تعتقد أن قتل خاشقجي لم يكن ليحدث بدون علم أو أمر ولي العهد”.
كما أكدت على ضرورة إنهاء جميع أنواع الدعم العسكري للحملة التي تشنها السعودية على اليمن، والضغط على الرياض للتوصل إلى تسوية تفاوضية، والإسراع في وقف بيع الأسلحة الأمريكية للمملكة.
وشغلت “رايس” منصب مستشار الأمن القومي الرابع والعشرين في الولايات المتحدة في الفترة من 2013 إلى 2017، كما عملت كسفيرة لأمريكا لدى الأمم المتحدة.